الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طرح برنامج رقمي للتمارين العقلية والذهنية

طرح برنامج رقمي للتمارين العقلية والذهنية
17 فبراير 2012
مع اقتراب المرء من بلوغ منتصف العمر (الأربعين فما فوق)، يبدأ في استشعار أن ذاكرته وصفاءه الذهني لم يصبحا كما عهدهما. فتجده ينسى فجأةً أين وضع مفاتيح سيارته أو حتى أين ركنها، أو ينسى اسم صديق غاب عنه طويلاً، أو يصعب عليه تذكر اسم فيلم شاهده قديماً، أو اسم مغن طالما ردد أغانيه في يفاعته أو شبابه. فلحظات النسيان هذه تحدث ما بين الفينة والأخرى جراء إصابة وظائف الدماغ بما يشبه “الذبول والتراخي”. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو بسيطةً وعابرةً باعتبارها لا تُلازم الأشخاص في منتصف العمر في جميع الأوقات، بل قد لا تأتيهم إلا قليلاً، فإن فقدان التركيز الذهني يمكن أن يؤثر بشكل كبير على وضع المرء المهني والاجتماعي، بل وحتى على راحته الشخصية. سُبُل الوقاية تُظهر بحوث علماء الأعصاب يوماً بعد يوم أن هناك الكثير مما يمكن القيام به لتعزيز القدرات الذهنية. فالدماغ يحتاج بدوره إلى ترويض وتدريب بقدر لا يقل عما تحتاج إليه عضلاتنا. وقد أثبت بعض الباحثين أن مزاولة التداريب الذهنية الصحيحة من شأنها تحسين وظائفنا الإدراكية الأساسية بشكل كبير. فالتفكير على سبيل المثال هو تدريب مثالي يُفيد الروابط المتبادلة لخلايا الدماغ العصبية كثيراً. وقدرة كل شخص على التميز في إعمال روابط هذه الخلايا العصبية وتفعيلها هي التي تحدد مستوى ذكائه، وهي صفة وراثية في جزء كبير منها. غير أنه وبالنظر إلى أن هذه الروابط تنشَط أكثر حسب الجهود المبذولة والممارسات العقلية والذهنية المتبعة، فإن الغالبية العظمى من علماء الأعصاب يؤمنون إيماناً راسخاً أن الذكاء صفة قابلة للتوسع والتقلب صُعُوداً وهُبُوطاً حسب الجهد المبذول. والأدمغة كما الأبدان، تترهل وتذبل إن أُهملت أو تُركت خامدةً هامدةً ساكنةً دون حراك يُنعشها ويُجددها. ولذلك فإنها تحتاج إلى تمارين منتظمة كما يحتاج الجسم إلى ممارسة نشاط بدني منتظم. ولعل ذلك هو ما دفع شركةً رقميةً جديدةً في سان فرانسيسكو إلى اتخاذ خطوة في اتجاه تلبية حاجات الدماغ وتصميم “برنامج تدريب ذهني” هو الأول من نوعه، هدفه مساعدة الناس الذين قد تشوب ذاكراتهم لحظات ضعف أو فتور أو نسيان على استعادة بريق ألقهم الذهني وحدة وهجهم الفكري. ويُطلق على هذا البرنامج اسم “ليموزيتي”، وقد صممه نخبة من الخبراء المتخصصين في علم الأعصاب وعلم النفس الإدراكي في جامعة ستانفورد الأميركية، المصنفة حديثاً كأفضل جامعة في العالم. جدوى «ليموزيتي» برنامج “ليموزيتي” ليس فضاءً افتراضياً مُخصصاً لترويض المهارات الذهنية وتمرينها فقط، بل إن له دوراً أكبر من ذلك بكثير. فمصمموه أدمجوا هذه التمارين في برنامج رقمي افتراضي يسمح لمستخدمه بتحسين أداء ذاكرته وانتباهه وبديهته بطريقة منهجية. كما أنه يتتبع التقدم الذي يُحققه المستخدم أولاً بأول ويُزوده بتغذية راجعة مفصلة حول أدائه ومستوى التقدم الذي يحرزه. وأهم من هذا وذاك أنه يغير بشكل منتظم ومحدث الألعاب التي يُزاولها المستخدم ليتسنى له تقوية مهاراته الذهنية وتطويرها على نحو تدريجي تراكمي، تماماً كما يحدث عند زيادة وزن الأثقال المحمولة بشكل تدريجي بالنسبة لمن يمارسون حمل الأثقال ورياضات التحمل، إذ يستعينون بهذه التمارين لزيادة قدرة عضلاتهم على التحمل والنجاح في التعاطي مع مواقف مختلفة. وتقبل عدد من علماء الأعصاب ظهور برنامج “ليموزيتي” بارتياح، فهم يعتقدون أنه مفيد جداً للدماغ. وقد أظهرت تجارب سريرية مراقبة أن هذا البرنامج يُسهم بشكل كبير في تحسين الوظائف الإدراكية الأساسية للدماغ. وكشفت إحدى الدراسات أن بعض الطلبة تحسنت علاماتهم في اختبارات الرياضيات بنسبة 34% بفضل استخدامهم برنامج “ليموزيتي” لمدة ستة أسابيع، فيما ظلت علامات أقرانهم من طلبة الصف نفسه الذين لم يستخدموا هذا البرنامج أو يتمرنوا عليه مماثلةً لسابقاتها ودون إحراز أي تقدم يُذكر. وقد بدا الفرق واضحاً ما بين الفريقين. وتقول الشركة التي تبنت البرنامج إن مستخدميه التجريبيين الأوائل أبلغوها أنه ساعدهم على مستويات عديدة منها التفكير بوتيرة أسرع، وتحسين أداء ذاكراتهم، وخصوصاً ما يتعلق بتذكر الأسماء والأرقام والاتجاهات. وأنه زاد درجةَ استنفارهم الذهني وتركيزهم، وسرعة بديهتهم خلال ساعات عملهم وفي أثناء سياقتهم، ناهيك عن رفع معنوياتهم وتحسين مزاجهم. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©