الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفاءلوا يا موظفين

9 مايو 2009 02:37
كيف يمكنك أن تستمر بالرغم من المحبطات الكثيرة التي لا تنتهي! كيف يمكنك أن تشعل شمعة قد استهلك فتيلها ولم تعد قادرة على الاشتعال! كيف يمكنك أن تكتب حرفاً في صفحة امتلأت! لقد تعودتم مني في الآونة الأخيرة أن أقف في صف الموظفين وأن أكون مؤازرة لهم ولقضاياهم المهنية التي تؤرق إنتاجهم وتتسبب في تدني أدائهم (أنصر أخاك ظالمًا أو مظلوماً)، ولكنها كانت وقفات حق لإحقاق الحق وليس للانحياز مع جانب دون الآخر، وحين تختل الموازين ويصبح المظلوم ظالماً، فلابد من وقفة أخرى لمحاسبة النفس وللبحث عن إجابة صريحة لما سبق من تساؤلات• فأنت يمكنك أن تستمر بالرغم من المحبطات ويمكنك أن تشعل شمعة قد خبا فتيلها وبالتأكيد يمكنك أن تكتب ولو حرفاً في صفحة امتلأت ولكن وللأسف اخترت الهزيمة! لقد اخترت أسهل الحلول وأهونها بالنسبة إليك، وتواكلت في التغيير والبحث عن الأفضل لأنك تعتمد في هذا التغيير على غيرك• إنك وبكل صراحة ''موظف متواكل'' وعود ضعيف يمكن كسره! مبدأك في الحياة ''طنش تعش'' أو لا فائدة من الضرب على الحائط، والحقيقة هي أن هذا الحائط ليس بصلب كما تعتقد وبأنك ومع الطرق المتواصل ستحدث فيه شرخاً يتحول إلى كسر يعقبه انهيار• مشاريعك تعرقلت، وخططك تم تغييرها وأهدافك لا تبقى كما هي وكل يوم يحمل لك محبطاً وظيفياً جديداً، وماذا في ذلك! ألم تتعلم شيئاً! أم تتعلم كيف يمكنك أن تنجز عملاً ما حتى وإن لم ير هذا العمل النور! ألم تكتسب معرفة وخبرة هي أثمن من ذلك المشروع الذي توارى في درج المدير! وهل كان ربحك الحقيقي والمنتظر ''مهمة تنجز'' أم ''علم ينتفع به''• لماذا يصيبنا الإحباط حين لا ترى أفكارنا النور! فكرة ''خبت'' وأخرى ''ستشتعل''، فما دمت أنت مصدرها وما دامت في داخلك جذوة العطاء والإبداع متقدة، فلن تنفد منك الأفكار ولن يخبوا فيك الأمل• فلا تدع مجرد فكرة لم ترى النور أن تقتل ما قد يأتي بعدها من أفكار• وتعلم بأنه يكفيك انك قد تعلمت ولو ''حرفاً'' على أن لا تتعلم شيئاً• بعضنا ''يعاند'' ويختار أسهل الحلول و''أجبنها'' حين يكتفي بموقع المتفرج بعد أن كان أحد الأبطال، لأنه فقط لم يحصل على ما يريده، فكم خسرت بوقفتك هذه! لقد خسرت وقتك وجهدك وراتبك وأجراً كنت ستحصل عليه حين تعمل لوجه الله تعالى وليس لوجه فلان وفلان• هل تعتقد بان إصرارك على العطاء هو ''طيبة أكثر من اللزوم'' وبأنك ستصبح مستغلاً ! إذن فأنت ترضى بان تكون مستعبداً لأملٍ في الترقية وإرضاء لناس على أن تكون معطاء لوجه الله تعالى ولمرضاته! لقد علمتني الحياة بأنه ليست الوظيفة هي من تصنع الموظف ولكن الموظف هو من يصنع الوظيفة وبأن المبدع سيبدع أينما كان وفي كل مكان، حتى وإن كان مجرد حارس أو مساعد فنان! ثابر واستمر، وحاول ومن ثم حاول مرة أخرى وتفاءل، فأنت باقٍ والأفكار والمشاريع والمهام والوظائف تذهب وتجيء• وما دمت تتمتع بالصحة والعافية ومازال فيك الحب للإبداع والعمل موجود، ثق بأن الأمور والعراقيل قد تصبح إلى جانبك وأن ما كان في الأمس سداً أمامك، هو في الغد سداً وراءك• وفي الختام، أنت تستمر حين تهدف في الأساس لمرضاة الله جل شأنه، ويمكنك أن تكتب حرفاً بين أسطر امتلأت بكلمات حتى وإن كان الحرف ضمنياً• فقف من جديد وانظر للأمام واستمر• ضبابة سعيد الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©