السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبعون عملاً تجمع تجارب وتقنيات متنوعة

سبعون عملاً تجمع تجارب وتقنيات متنوعة
10 ابريل 2008 02:14
بعد ورشة فنية استمرت شهراً في شارع السيف، ها هو معرض ''دار الفنون'' في دار الطوابع في البستكية يجمع أهم ما جرى إنتاجه في الورشة، حيث يحرص مجلس دبي الثقافي برئاسة محمد المر وفريق العمل الفني التشكيلي الذي يقوده خليل عبد الواحد منسق الفنون التشكيلية في المجلس على تفعيل الحركة التشكيلية في صور عدة، فما بين ورشة فنية ومعرض هنا أو هناك، يبدو النشاط الفني في دبي أكثر مما يمكن استيعابه، فلا يكاد يمر يوم من دون نشاط تشكيلي· المعرض المقام في دار الطوابع يضم ما يقارب سبعين عملاً فنياً لما يزيد عن عشرين فناناً وفنانة من الإماراتيين والمقيمين من عرب وأجانب، يقدمون تجارب تنتمي إلى تيارات ومدارس مختلفة، ويعبرون عن قدر من التجريب على صعيد التكوينات والتلوين والتصوير· وفي جولتنا في المعرض نتوقف أمام الفنانة الإماراتية موزة مطر التي تنوع في أعمالها بين الاشتغال على العمارة المحلية، والوجوه في صورها المختلفة، فعلى صعيد العمارة تشتغل موزة على تصوير المباني القديمة بألوانها البنية وزخارفها لتبرز ملامح الهوية المألوفة في العمارة العربية· ومن جهة ثانية تشتغل موزة على الوجوه بطريقتها الخاصة التي تستلهم وجوه فنانين عرب معروفين، فنقف على الوجه والشعر الطائر فوق أرضية باللون الفيروزي، كما نقف أمام ظلال وجه مع العبارة الصوفية ''يا كلي كن لي، فإن لم تكن لي فمن لي''· من الأعمال التي تستوقف المشاهد لوحات الفنانة حياة السويدي، خصوصا لوحتها نْفهىٌ بالرمادي النافر على مواد بلاستيكية، ولها لوحتان فوتوغرافيتان للسيارات واحدة بالأصفر والأسود، والأخرى بالأحمر والأسود، وتجسد حادث سير يبدو فيه الضحايا وسيارة الإسعاف، لذلك يجيء الأحمر ليعبر عن هذه الكارثة الإنسانية· وفي المعرض تجارب مختلفة وأعمال بتقنيات متنوعة، فثمة لوحات ضخمة تقوم على تقنية الكولاج، وتقطيع اللوحة، واستخدام الكتابة على الجسد، ومن بين الأعمال التي تستوقف المشاهد أعمال الفنان خالد هدمي الواقعية منها والخرافية، فواقعياً يرسم خالد أعمالاً لوجوه حائرة أو في حال من التأمل، لكننا نتوقف خصوصاً أمام لوحة ''فن الكهوف'' التي يحاول الفنان من خلالها استلهام الفنون القديمة، فيستحضر الرموز والعناصر التاريخية في الفن الذي أنتجته الشعوب عبر تاريخها، فيبرز الحصان وبعض الكائنات الخرافية، وتتميز هذه اللوحة بلونها البني المحروق الذي يمنحها سمة القدم· أما الفنانة عايشة عودة فهي ترسم ما يقارب الموضوع التراثي حيناً، وما يقارب رسومات الأطفال حيناً آخر، حيث نجد في عملها اشتغالا على قطعة تراثية ذات زخرفة تحيل إلى التطريز دون أن تكون تطريزاً· وثمة لوحتان طفوليتان تحيلان على المشاعر المتناقضة من فرح وشقاء· ونتوقف أمام لوحات رانيا الجشي بوجوهها التعبيرية ذات الدلالات المختلفة، وجوه وعيون تبوح برعب شديد حيناً، وقلق وحيرة حيناً آخر، فهي فنانة تستخدم الألوان بطريقة خشنة حيث إن كثافة اللون وخشونته تمنحان الإحساس بالثقل والبؤس· وفي جناح خاص بالوجوه نتوقف أمام وجه من المسامير الصغيرة، وشعر متطاير، يوحي بمدى التصنع الذي ينتاب حياتنا، ووجوه ذات طابع أفريقي بملامحها المميزة، ويلفت الانتباه عمل الفنانة نورهان التي ترسم وجه طفلة بأذني حمار، وطفلة ثانية تقبض على أفعى· هذه بعض التجارب التي يشتمل عليها المعرض، وهي كما يقول خليل عبد الواحد نتاج واحدة من الورشات التي يسعى مجلس دبي الثقافي إلى إقامتها ليتفاعل فيها الفنانون فيما بينهم، ويستفيد أصحاب المواهب الجديدة من الفنانين ذوي التجارب المعروفة· فالمعرض يضم أعمالاً لفنانين من كل الأعمار والجنسيات والتجارب الفنية، لذلك يستطيع المشاهد التنقل بين اتجاهات فنية متعددة، وهذا التعدد يبرز التنوع الذي ينطوي عليه المشهد الفني في الإمارات، وهي خطوة يحرص المجلس على الاستمرار فيها لتشجيع المواهب من خلال التفاعل مع التجارب الناضجة، حرصاً من المجلس على التواصل بين الأجيال والجنسيات المختلفة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©