حراك فني وأدبي يحلق خارج أطر المؤسسة

ظاهرة الصالونات الثقافية، في السعودية، حيث يلتقي المهتمون بقضايا الثقافة والفكر والفن بدأت تأخذ حيزا كبيرا خلال الفترة الماضية، تقوم فكرتها على وجود تجمع عدد من المثقفين والمهتمين يناقشون من خلال لقائهم أفكارا جديدة، ويبحثون في حراك المشهد الثقافي· ثمة صالونات عديدة اشتهرت في الآونة الأخيرة، واستطاعت كسب احترام المثقف، هنالك صالون الأديب عبد المقصود خوجة وحمد الجاسر وأثنينة تنومة الثقافية وغيرها كثير· وفي الآونة الأخيرة، وعلى صعيد مختلف، انطلقت في الجنوب السعودي ملتقيات جديدة، كان أبرزها صالون وقف الثقافي، الذي تديره مجموعة من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالأدب والشعر، وهم عبدالناصر غارم وأحمد ماطر وأيمن علوان وغيرهم· أقام صالون وقف مجموعة من الأمسيات الشعرية المختلفة خلال العام المنصرم، مما جعله مقصدا ومكانا يلجأ إليه المبدع لمواجهة ركود الساحة الثقافية المؤسساتية، وهو مختلف عما سبقه في كونه ورشة عمل كبرى لإنتاج مختلف الفنون، فقد احتضن نقاش الكثير من قضايا الفن التشكيلي والمفاهيمي والسينما، وفيه جرت دعوة الكثير من المهتمين لإلقاء محاضراتهم الخاصة، حتى أمكن للصالون، أن يحقق مجموعة من الفنون البصرية المختلفة كأعمال الفيديو آرت والمشاريع الفنية الأخرى، وهو يحوي على مكتبة متميزة تضم الكثير من الكتب المختارة بعناية والقيمة في مجالات الفلسفة والفكر والأدب، كذلك ثمة مكتبة صوتية وأخرى بصرية، وقد استضاف صالون وقف عددا من الشعراء والأدباء، خلال الفترة الوجيزة التي مرت على انشائه، منهم الروائي السعودي أحمد أبو دهمان، والشاعر ثامر مهدي· كما دارت فيه الكثير من المسامرات الأدبية· أيضا، وقبل صالون وقف بعامين، انطلقت رسميا خميسية الشاعر عبدالرحمن موكلي، الذي اختار بيته مقرا لفعالياتها المقررة كل يوم خميس، وقد شهدت خميسية الموكلي امسيات في الفن الشعبي للمنطقة (الجنوب) وأمسيات للرقصات الشعبية، واستضافت شعراء ونقادا ومفكرين، من أمثال محمد الثبيتي ومعجب الزهراني وعبدالله الثابت ويحيى خواجي وكاتب هذه السطور، يقول عبدالرحمن الموكلي عن خميسية الموكلي: ''إن هذا الحراك هو نواة لما يسمى حراك المجتمع المدني''، وأنه يفكر في الفترة القادمة في ضم الحضور النسائي المثقف إلى أجواء الملتقى· صالون وقف وخميسية الموكلي هما نتاج جهود خاصة وواعية لمجموعة من المبدعين، يحملون على عاتقهم هما ثقافيا جديدا، ويأملون في تحقيق التصور الجديد لحراكنا الثقافي·