هدوء في البحرين رغم استمرار التظاهر

المنامة (وكالات) - تواصلت الاحتجاجات السياسية في البحرين أمس حيث توصف الأجواء بأنها أكثر هدوءا بصورة طفيفة بعد وفاة اثنين من المتظاهرين خلال يومين. وأعتصم المتظاهرون لليوم الثاني على التوالي في وسط المنامة للمطالبة بالتغيير في المملكة، فيما شيع عشرات المئات شابا قتل خلال تفريق تظاهرة احتجاجية امس الأول . وقال شهود عيان إن عددا كبيرا من الأشخاص تجمعوا لتشييع جنازة فضل المتروك(31 عاما). وكان المتروك أحد المتظاهرين اللذين لقيا حتفهما في اشتباكات مع قوات الأمن في الاحتجاجات التي بدأت مساء الأحد الماضي. وأضافوا أن بعض المشاركين في الجنازة رددوا شعارات مناوئة للحكم خلال مراسم التشييع. لكن معظم المتظاهرين المعارضين الذين شاركوا في الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أصروا على أن مطالبهم هي إجراء إصلاحات ، وليس تغيير النظام. ويأتي استمرار التظاهر بالرغم من اعتذار وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لسقوط القتيلين وتوقيف “المتسببين” وبالرغم من تشكيل الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة تحقيق وزارية ووعده باستمرار الإصلاحات. وفي المقابل ، سارت عدة مسيرات مؤيدة للملك في شوارع البحرين. وحمل مئات المتظاهرين الأعلام البحرينية وصور عاهل المملكة، بحسب صور بثها التلفزيون البحريني. كما جابت سيارات شوارع المنامة في مواكب تأييد للملك. وتركزت التظاهرات في المحرق ثاني اكبر جزر البحرين. وكان وزير الداخلية البحريني قال إنه تم التحفظ على المتسببين بحالتي الوفاة الاثنين والثلاثاء ، مؤكدا أن “وزارة الداخلية مستعدة للتعامل مع اللجنة الخاصة بالتحقيق في الأحداث المؤسفة التي وقعت”، كما نقلت وكالة أنباء البحرين مساء الثلاثاء. وأعرب وزير الداخلية عن “أسفه لوقوع ضحايا” ، متقدما بـ”الاعتذار وأحر التعازي للوطن والمواطنين ولأهالي المتوفيين والمصابين” ، مؤكدا حرصه على “تحلي رجال الأمن بضبط النفس لتفادي هذه الحوادث المؤسفة”. وكانت الولايات المتحدة أعربت أمس الأول عن قلقها الشديد ودعت جميع الاطراف إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي في بيان أن “الولايات المتحدة قلقة جدا من أعمال العنف الاخيرة التي تعرض لها المتظاهرون في البحرين”. وأشاد بإعلان الحكومة بانها ستجري تحقيقا حول مقتل المتظاهرين وانها “ستطلب من السلطات التشريعية النظر في أي استخدام غير مبرر للقوة من قبل قوات الأمن البحرينية”. واضاف “ندعو لتنفيذ ما ورد في التصريحات بأسرع وقت ممكن. ندعو ايضا جميع الأطراف الى ضبط النفس والامتناع عن اللجوء الى العنف”. من جانبها دعت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس الأول السلطات البحرينية الى التخلي عن “الاستخدام المفرط للقوة” ضد المتظاهرين . وقالت بيلاي في بيان “ادعو السلطات في البحرين الى التوقف فورا عن الاستخدام غير الملائم للقوة ضد متظاهرين مسالمين والى إطلاق سراح الذين اعتقلوا”.وقالت بيلاي إن “إفراط السلطات في استخدام القوة” أدى إلى مقتل هذين الشابين. من جهته، أكد زعيم المعارضة علي سلمان أن كتلته النيابية المؤلفة من 18 نائبا من أصل أربعين لن تعود عن قرار تعليق عضويتها في البرلمان قبل التحول إلى “ملكية دستورية”. واذ نأى بنفسه عن مطالب “اسقاط النظام” ككل، أعلن عن تظاهرة تشارك فيها جمعية الوفاق السبت المقبل في دوار اللؤلؤة.وقال سلمان في مؤتمر صحفي إن “الوفاق لن تعود عن قرارها تعليق عضوية نوابها في مجلس النواب إلا بتحقيق المطلب الرئيسي وهو التحول إلى الملكية الدستورية”. وقال سلمان إن البحرين “لا مكان فيها لولاية الفقيه”. وأضاف أن “الشعب لا يطالب بدولة دينية بل أن مطلبه دولة مدنية ديمقراطية على النمط المعروف في العالم: السيادة فيها للشعب مصدر السلطات جميعها في ظل مملكة دستورية ينتخب فيها الشعب الحكومة”. واكد سلمان عدم مطالبته بإسقاط النظام الملكي في البحرين وقال إن المطلب الأساسي الذي “انطلقت به الحركة في 14 فبراير سيبقى هو الهدف الأصلي” ، في إشارة إلى مطلب الإصلاح السياسي. وعن مبادرة العاهل البحريني إلى تشكيل لجنة تحقيق في مقتل المتظاهرين الاثنين، قال سلمان إن “مبادرة عاهل البلاد ايجابية ومقدر لعاهل البلاد هذه الإطلالة السريعة”. ملك البحرين يتلقى اتصالاً من أمير قطر المنامة (وام) - تلقى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين إضافة إلى التطورات في المنطقة. وذكرت وكالة أنباء البحرين أن أمير دولة قطر أعرب خلال الاتصال عن تمنياته لمملكة البحرين دوام الأمن والاستقرار مشيدا بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين والشعبين. البنك المركزي: الاضطرابات لن تؤثر على اقتصاد البحرين أبوظبي (رويترز)- قال مسؤول بالبنك المركزي البحريني إن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والتي تدخل اليوم الأربعاء يومها الثالث لن تؤثر على الاقتصاد أو القطاع المالي. وقال عبد الرحمن محمد الباكر المدير التنفيذي للرقابة على المؤسسات المالية في البنك المركزي للصحفيين على هامش مؤتمر في أبوظبي إن تلك الاحتجاجات أسلوب ديمقراطي ولا علاقة لها بالقطاع المالي مضيفا أن المستثمرين ليست لديهم أي مخاوف من ذلك الأمر.