الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عازفات تونسيات يغردن مع أسمهان.. ويقعن في عشق الرحبانية

عازفات تونسيات يغردن مع أسمهان.. ويقعن في عشق الرحبانية
9 مايو 2009 00:54
لوحات من المنمنمات الموسيقية والغنائية جاءت بها، من تونس الخضراء إلى ربوع أبوظبي المطرزة بمساكب الزهور وأشجار النخيل، كوكبة من العازفات التي شكلت أجمل مفاجأة انفردت بها حواء وقدمتها قيادة وعزفاً وغناءً أول أمس الخميس على مسرح الظفرة في المجمع الثقافي لتحيي السهرة الخامسة من حفلات «أنغام من الشرق» التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بحضور السفيرين التونسي والجزائري وعدد من السفراء. المدهش في هذه السهرة الفنية أن قيادة فرقة العازفات التونسيات وجميع من فيها من الجنس اللطيف، بنات حواء. وقد أعدت خشبة المسرح بأرائك وثيرة لجلوس العازفات، وشعرنا أننا في مجلس أدبي خاص بالسيدات، لم يسمحن حتى لكرسي خشبي لاستضافة الشاعر أبو القاسم الشابي الذي أطرب أجيال الأمة من مغربها إلى مشرقها بأغاني الحياة، ولكن هذه الفرقة الموسيقية الفريدة من نوعها بقيادة أمينة الصرارفي خطفت مشاعر الحضور بأول أغنية من ألحان والدها قدور الصرارفي وكلمات شاعر يتغنى بالعيون وسحر ألوانها بين الأزرق والأسود والبني ليختار كل واحد اللون الذي يخفق له قلبه محبة وإعجاباً. ومن التغني بجمال العيون إلى مناجاة الليل الذي شغل العشاق والشعراء على مر العصور. وقد أدت الفرقة هذه الأغنية بشكل جماعي عزفاً وغناء. وجاء دور الموشحات لتقدم الفنانة بتوزيع جديد أغنية لـ»ما بدا يتسنى»، مما دفع الجمهور إلى مشاركة الفرقة بالترنم بهذا الموشح التراثي الجميل. ومنه نقلتنا الفرقة إلى أسمهان و»ليالي الأنس في فيينا» التي أدتها الفنانة أمينة وفرقتها بصوت كورالي عذب. ومن ليالي أسمهان وأنسها عادت بنا الفرقة إلى «بنت العشرين» لتقدم باللهجة التونسية وتذكر الجميع بأجمل سنوات العمر: «دير بالك أنا عمري عشرين/ دير بالك وأنا بزهوة شبابي مع صحبي/ دير بالك دير...» وكانت هذه الأغنية مثل باقة ورد تحملها بنت العشرين من تونس هدية وتحية إلى أبوظبي وأهل الخليج العربي في أغنية زاهية بالمحبة لتؤدي بصوتها الدافئ الشجي وباللهجة الخليجية: «الليلة وبس». ومن تحية الخليج إلى أرض الكنانة مع أغنية كارم محمود «سمرة يا سمرة/ مرة بمرة/ شغلني هواكي». وبعد أن طافت الفنانة أمينة وفرقتها بلحضور من الأندلس إلى مصر وبلاد الشام توجت سهرتها مع عمالقة الفن العربي السيدة فيروز والرحابنة في أغنية: «نسم علينا الهوى/ من مفرق الوادي». ومع بداية اللحن وقف جمهور المسرح محبة واحتراماً واستقبل الأغنية بعاصفة من التصفيق، إعجاباً وتقديراً لروائع الفن الرحباني الراقي، الذي منح جمهوره وعلى مدى أجيال ألواناً من المسرة والأمل والفرح. أكدت هذه الأمسية الفنية الممتعة أن المرأة العربية، التي أثبتت حضورها بالعلم والعمل في ميادين شتى، أنها متألقة بالإبداع أيضا ليس على المستوى الفردي فقط وإنما بشكل أوركسترا جماعية تدعو للفخر والإعجاب، ويحق لهذه الفرقة التونسية الرائعة، قائدة وعازفات، أن نوجه لهن جميعاً التحية والشكر على هذه الخطوة الفنية الرائدة التي تضع المرأة العربية في مسيرتها المتقدمة ومكانتها اللائقة أمام العالم. والدي كان قائد فرقة بعد انتهاء هذه السهرة الجميلة مع الفرقة التونسية كان لـ«دنيا الاتحاد» هذا اللقاء مع قائدة الفرقة الفنانة أمينة الصرارفي وتقول: نشأت في بيئة فنية، أبي قدور الصرارفي كان قائد فرقة وعازفاً على الكمان، وأنا الوحيدة بالعائلة درست الموسيقى وبدأت مشواري الفني بالغناء وقيادة الأوركسترا كما أن زوجي فيصل القروي عازف وملحن. وفرقتنا لأول مرة تأتي إلى أبوظبي ولكن الوقت قصير لم نتمكن من أن نرى المدينة جيداً. وتضيف الفنانة أن الفن الذي يأخذ مكانه ويحافظ على استمراره يجب أن يبنى على جذور التراث ويستمد تطوره ليستطيع أن يزدهر. وتوضح أمينة أن الفرقة تمثل فريق عمل رائعاً ومتفهماً ومنسجماً، وقريباً سوف يظهر شريط جديد متنوع أعتقد أنه سينال الإعجاب بين مختلف الفئات من الناس. أولى العازفات والتقينا منية بن جدو عازفة على القانون وتقول: تمتاز هذه الفرقة بخصوصيتها منذ أن تشكلت قبل 14 سنة وأنا أولى العازفات فيها، وكانت الفكرة أن تقتصر الفرقة على النساء المبدعات ولاقت حماساً وإعجاباً منا جميعاً عندما طرحتها السيدة أمينة علينا. وبهذا المجهود والانسجام بيننا استطعنا أن نثبت وجودنا ونحقق النجاح ليس في تونس والبلاد العربية فقط وإنما في العديد من بلدان العالم. لا للغيرة النسائية تقول الدكتورة إقبال حمزة عازفة البيانو: درست الموسيقى في السوربون في باريس وأعتبر أن المجتمع التونسي الذي يتميز بالحرية والانفتاح هو الذي هيأ الجو المناسب لتشكيل هذه الفرقة الموسيقية النسائية. وأضافت الفنانة إقبال أن قرب تونس من أوروبا جعلها تتأثر بالحرية الموجودة في أوروبا، لذلك أن تتشكل فرقة موسيقية من النساء فهو شيء جميل ومفيد وله خصوصيته المتميزة، ولا ننسى أن المنافسة بين امرأة وأخرى تذوب في العمل الجماعي وتتحول إلى منافسة في الإبداع، وليس بالتفرد والغيرة التي تتحكم بالمجتمع النسائي. لا أغار من زوجتي وأردنا هنا أن نكسر القاعدة، بعيدا عن هيمنة النساء، ونلتقي بالفنان فيصل قروي عازف السكسفون المرافق لزوجته أمينة الصرارفي إلى أبوظبي. فيقول فيصل: الحساسية تحدث أحيانا بين الزوجين، وخاصة حين تكون الزوجة فنانة، والرجل الشرقي في الغالب يكون عنده هذه الحساسية زائدة قليلاً، ولكن أعتقد حين يكون الرجل فناناً يزداد التفاهم بين الزوجين لأن الفن يقرب وجهات النظر النابعة من ميول مشتركة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©