الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوضاع السياحة الداخلية العربية تحرِّض المدونين على جلد الذات

23 مارس 2010 20:57
يحاول المدونون هذا الأسبوع الوصول إلى تحليلات خاصة حول السياحة الداخلية في الوطن العربي، ويبدو أن أغلب دول الوطن العربي تواجه تحديات مختلفة في تنمية هذا القطاع الحيوي، لهذا السبب يجاهد المدونون في وضع أيديهم على مواطن الخلل، رغبة منهم في إيجاد الحلول. المدون الاماراتي أسامة، كتب في مدونته: http://osama.ae استثمرت فترة الإجازة الإجبارية في القيام برحلة عائلية إلى الإمارات الشمالية، وتحديدا إلى إمارة الفجيرة التي لم أزرها في حياتي سوى مرات قليلة، أغلبها كان مقصورا على ميناء المدينة فقط، إما للالتحاق بإحدى السفن لبدء رحلة عمل بحرية جديدة أو ختاما لمشوار بحري طويل من على متن سفن أخرى. ما شجعني على القيام بهذه الرحلة نصيحة غالية من زميلي في العمل “سالم” الذي يهوى الرحلات و استكشاف الأماكن الجديدة، كما أنني بت أشعر بالملل من الرحلات الروتينية المعتادة إلى مدينة دبي والشارقة والتجول في مراكزها المزدحمة، لذلك فضلت أن تكون الرحلة هذه المرة إلى أحضان الطبيعة الخلابة، خصوصا مع اعتدال الجو خلال هذا الوقت من السنة. تخطيط الرحلة الانطلاقة كانت ظهرا، مع أنه كان من المخطط لها أن تكون في الصباح الباكر، لكن انشغالي بتخليص بعض الأمور المستعجلة أجل موعد الانطلاقة إلى الظهر. أسرع الطرق المؤدية إلى الفجيرة هو “شارع الإمارات” الذي يختصر على المسافر الوقت الذي قد يضيع عليه إذا ما علق وسط الازدحام في حالة سلوكه للطريق المعتاد عبر شارع “الشيخ زايد”، الذي سيجبرك حتما على الدخول إلى وسط مدينة دبي، ولكن إن حصلت معجزة ونجوت من الازدحام المعتاد على جسر القرهود، فأنت محظوظ بالتأكيد، لكن لا أعتقد أنك ستنجو من فوضى شارع الوحدة المزدحم في الشارقة، عموما ليس حديثنا اليوم عن الشوارع وتخطيطها، بل نؤجل ذلك إلى يوم آخر. المتجه نحو الفجيرة قادما من الشارقة عبر طريق الذيد لايمكنه تجاهل “سوق الجمعة” المحلي المقام في قلب الجبال قرب قرية مسافي، حيث يقوم الباعة هناك بعرض أنواع مختلفة من البضائع بدءا من السجاد والأواني الفخارية وانتهاء بالخضراوات والفاكهة المحلية، وإذا ما كنت تشعر بالجوع فعليك تناول الذرة الطازجة المشوية على الفحم، فسعرها لا يتجاوز الدرهمين فقط! أول ما سوف يواجهك عند دخولك لمدينة الفجيرة بعد عبور الدوار الكبير الذي يؤدي أحد فروعه إلى الميناء هو مبنى اتصالات المميز الذي لا تختلف ملامحه كثيرا عن أبراج اتصالات الأخرى المنتشرة في بقية مدن الدولة، و كنت قد وصلت إلى الفندق، حيث مقر ِإقامتي مع مغيب الشمس، لذلك لم تتح لي رؤية معالم المدينة بشكل واضح. مع أن مدة الرحلة لم تتجاوز الثلاث ساعات، إلا أن أغلب أفراد العائلة كان يشكو التعب والإرهاق، لذلك اكتفيت بجولة ليلية قصيرة على كورنيش الفجيرة الذي ازدحم بالمتسوقين الذين كانوا يتجولون بين بعض الخيم الصغيرة المنتشرة على طول الكورنيش تقوم بعرض الأزياء والإكسسوارات النسائية استعدادا للعيد، لأعرج بعدها إلى كورنيش مدينة كلباء المجاورة، والتي لا يفصلها عن الفجيرة سوى بضعة كيلومترات، قبل أن أختم تلك الجولة الليلة في مركز المدينة وتناول وجبة عشاء خفيفة ومن ثم العودة إلى الفندق. كان صديقي سالم هو الراعي غير الرسمي لهذه الرحلة، فقد كان أكثر خبرة مني و دراية بتضاريس المنطقة كونه زارها عدة مرات، لذلك قمت بفتح خط ساخن بيني وبينه لاستشارته في الأماكن التي يتوجب علي زيارتها، وهو بدوره أجاب مشكورا على كافة استفساراتي وقام بمتابعة سير الرحلة أولا بأول، حتى وهو على أعتاب بوابة السينما لمشاهدة آخر جزء من سلسلة أفلام “هاري بوتر”. غلاء الأسعار بينما وضع صاحب مدونة أوراق إماراتية http://www.awraq- ae.com يده على غلاء الأسعار في تدوينته “السياحة الداخلية مأساة لجيوبك” وقال: قد تقرأ يوما في الصحف أو تشاهد أو تسمع عبر التلفزيون أو الإذاعة أحد مقدمي البرامج وضيوفه يتحدثون عن أهمية السياحة الداخلية في الدولة ، وقد يسرد المذيع لائحة بالفوائد الجمة لهذا النوع من السياحة وأخطار السياحة الخارجية وأثرها السلبي على الناس كانعدام الامن وهدر الأموال وغيرها من المشاكل التي لا حصر لها! أنا أتفق معهم ولكنني أتحفظ على وصف السياحة الداخلية بأنها البديل المناسب! نعم نحن نملك ما نملك من الإمكانات الكبيرة في هذا المجال ولكل إمارة مزية تختلف عن الأخرى، ولكن ثق عزيزي بأن السياحة الداخلية لاتختلف كثيرا في تكاليفها عن السياحة الخارجية. خاصة بالنسبة لأسعار السكن الباهظة في فنادق الدولة، فلا داعي للاتصال والاستفسار والحجز. “هيه انت !! نزيل هون؟ من الأردن كتب المدون معن عبدالرحمن العداسي http://maenaddassi.maktoobblog.com في الإحصاءات الرسمية اللبنانية يتصدر السياح العرب إلى لبنان وبفارق كبير المرتبة الثانية في عامي 2008 و 2009، وكذلك نلاحظ أعداد السياح إلى سوريا في العطلات الرسمية، لدرجة إعلان حالة الاستنفار على الحدود وإلى شرم الشيخ نفس الموضوع. وللمفارقة أصبحنا في المرتبة الثانية في نسبة النمو السياحي. فوالدي “أطال الله عمره” كان يأخذنا في العطلات إلى جميع الأماكن السياحية في الأردن. وسنويا في الصيف نذهب إلى العقبة “في شاليهات الضمان على الشاطىء”. و بعد تخرجي من الجامعة وفترة من العمل قررت الحصول على إجازة في الصيف والذهاب إلى العقبة. وذهبت أنا وشقيقي إلى العقبة و إكراما لشقيقي الطالب، قررت النزول في أحد فنادق العقبة ذي الشهرة على الشاطئ، وكان وقتئذ (عام 1996) ذا شهرة عالية وله عدة فروع. وبعد تسلم الغرف قررنا النزول إلى البحر، وعندما اقتربنا من الشاطئ كان يوجد موظف مسؤول عن مدخل الشاطئ ودوشات الماء . فعندما شاهدنا قال لنا:”هيه انت!! نزيل هون؟؟” قلنا له رقم الغرفة وبعض قضاء بعض الوقت على البحر قررنا الذهاب للغذاء، وفور خروجنا ذهبنا إلى الدوشات ونفس الشىء “هيه انت!! نزيل هون؟؟” .. ولكن لماذا يفضل أن يقضي الأردني على مختلف مستوياته الاجتماعية إجازاته خارج البلد؟ ذهب شقيقي إلى الغرفة وأنا أنتظره في مطعم الفندق وبعدها بدقيقة جاء الجرسون وقال: ماذا تطلب؟ قلت له أنا أنتظر شقيقي عندما يحضر سوف أطلب، قال ممنوع الجلوس بدون طلب غداء. قلت له بضع دقائق فقط.. وبعدها بعدة دقائق رجع وأصر أن أطلب شيئا لأنه ممنوع الجلوس. فهنا قررت أننا لن نتغدى بالفندق وقمت غاضبا ونزلنا إلى وسط البلد وتغدينا فروج بدينار! وصباح اليوم الثاني عند النزول إلى البحر، نفس الموظف “هيه انت!! نزيل هون؟؟” هنا صحت به: “أجيب سلسلة وأحط مفتاح الغرفة في رقبتي عشان تقتنع”! وجلسنا على الشاطئ وكان وقتئذ يوجد حائط عرضه متر وبارتفاع نصف متر على البحر..”الحقيقة لا أعرف أهميته ممكن لصد أمواج البحر العاتية”!! “جلست على الحائط و يا دوب دقيقة جاء موظف وقال لي بكل عجرفة ممنوع سألته: ما هو الممنوع؟ قال الجلوس هنا - مع العلم كان يوجد أكثر من 10 أشخاص، ولكن اختارني أنا- قلت له لماذا رد تعليمات الإدارة فرديت عليه بكل عصبية روح جيب الادارة تبعتك و تعال. وهنا قررت المغادرة على أول باص إلى عمان و أنا مغادر نفس الموظف “هيه انت!! نزيل هون؟؟” وبعدها فررت عدم الذهاب إلى العقبة ومقاطعتها ولم نعد إلى العقبة إلا عندما تم افتتاح فنادق ذي سلالات عالمية عام 2003 -2002 وبقينا سنويا نذهب إليها. ونفس الموضوع حدث معي في البحر الميت “عام 2003” في أحد الفنادق العالمية، حيث بعد فترة عمل طويلة وعصيبة وابتعاد عن الأسرة، قررت أخذ يوم إجازة أقضيه في البحر الميت وذهبت أنا وزوجتي و طفلي مساء أحد الأيام العاصفة في عمان لقضاء ليلة. وفي صباح اليوم التالي نزلت أنا وطفلي إلى البركة، ولأننا الزبائن الوحيدون في المسبح مترامي الأطراف. فالمنقذ تسلمنا بصافرته وهو يملي علينا تعليماته.. “ممنوع لبس الطاقية .. ممنوع نزول الأطفال هنا.. ممنوع تصوير فيديو..”، في النهاية ذهبت إليه وقلت له :” أنا دافع 130 دينارا أجرة ليلة + 30 عشاء + 30 غداء + 10 دنانير متفرقات + بنزين، أي أكثر من 200 دينار” فكرك لماذا؟ : “لأقضي بضع ساعات بهدوء واسترخاء مع طفلي، وهل تظن أنك بصافرتك هذه وفرت لنا هذه الظروف! ونفس الظروف عانيت منها مؤخرا من ضغط عمل وابتعاد عن الأسرة خلال العام الماضي، فقررت أخذ بضعة أيام إجازة مع الأسرة وعندما حسبتها إذا ذهبنا إلى العقبة ليومين سوف تكلف بحدود 600 دينار من فندق ووجبات ومخالفة الرادار- حيث كانت السرعة على الطريق الصحراوي 120 وفجأة تصبح 80 وبعدها بأمتار الدورية - ووجدت أنه بزيادة بسيطة على التكلفة أنه ممكن الذهاب إلى شرم الشيخ في فندق 5 نجوم شامل جميع الوجبات والمشروبات. وأخذت الأسرة هناك وهذه أول إجازة أقضيها خارج الأردن. و في إحدى الأمسيات وجدت ثلاجة بوظة فذهبت مع أولادي وطلبت من الموظف بوظة للأولاد، لكنه اعتذر بكل رقة وأدب أنهم شطّبوا وأصر على أن يرضي الأولاد بمشروبات غازية أو عصائر “مجانا”، و لم يتركني إلا وأنا و الأولاد راضيين 100% وهنا تذكرت “هيه انت!! نزيل هون؟؟”..
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©