الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألغام حوثيــــة في المناهج الدراسية

ألغام حوثيــــة في المناهج الدراسية
17 مارس 2017 23:39
رعد الريمي (عدن) لم تكتفِ الميليشيا الحوثية بتدمير وتفجير المدارس وإلغاء الجامعات والزج بالأطفال في الحرب وحرمانهم من التعليم، بل تمادت في جرائمها إلى تسميم عقول الطلاب وتفخيخ المناهج الدراسية بخرافات طائفية وفكر عنصري، في خطوة لطمس الهوية الدينية اليمنية، وهو ما يفسر محاولات الحوثيين للسيطرة على وسط وجنوب اليمن، وهي مناطق ترتبط بالمذهب الشافعي السني. ونجحت سلطات الشرعية عدة مرات في ضبط شحنة كتب إيرانية كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، ووجّه وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية بتحريز الكتب التي «تسهم في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء المجتمع»، وتتضمن «كتبا إيرانية تدعو للمذهب الاثني عشري، ومصاحف إيرانية وكتب تتناقض مع ثقافة التسامح والسلام والوسطية التي دعا إليها الدين الإسلامي». وشددت الوزارة على حظر ومنع دخول «الكتب الطائفية» إلى اليمن من المنافذ التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية «لما لذلك من ضرر على حاضر ومستقبل الأجيال التي تحاول الميليشيات تسميم أفكارهم بالثقافة الدخيلة على المجتمع وتخالف الوسطية». وأكدت مصادر أكاديمية، أن جامعة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وضعت اللمسات الأخيرة لافتتاح قسم لتدريس اللغة الفارسية في كلية اللغات والترجمة، وهذا القسم نواة لأقسام أخرى مماثلة يعتزمون افتتاحها في جامعات أخرى تقع تحت سيطرتهم. بالإضافة إلى ابتعاث طلاب إلى إيران وأيضا جلب كتب من طهران تروج للتشيع وللمذهب الإثني عشري. وفي خطوة انقلابية أخرى لتسميم عقول الطلاب بالأفكار الطائفية، قامت حكومة الانقلاب بتعيين يحيى بدر الدين الحوثي وزيراً للتعليم في صنعاء، لتسيير العملية التعليمية بشكل منتظم نحو التشيع، بدلا من ترسيخ قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، حيث حرصت الجماعة الحوثية على وضع منهج ثقافي وتعليمي يستند إلى تنظيرات مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي ومحاضراته. وكشف المركز اليمني للدراسات والإعلام التربوي (جهة مستقلة) أن «الحوثيين يصرون على إعادة تعديل مناهج التعليم المدرسي، ولديهم توجهات جديدة في إعداد مناهج جديدة تخدم أجندتهم الطائفية»، ويرى الباحث في شؤون الحركة الحوثية عادل الأحمدي أن تعيين قيادي طائفي في «وزارة» التربية والتعليم طامة بكل ما تعنيه الكلمة، فبعد سيطرة الحوثيين على صعدة استبدلوا مناهج وزارة التربية والتعليم بكراسات حسين الحوثي التي تتحدث عن التشيع ونشره، واستبدلوا النشيد الوطني للدولة بشعار الصرخة الذي يتضمن «الموت لأميركا وإسرائيل»، وصارت المدارس الواقعة تحت سيطرتهم معسكرات لإعداد الأطفال المقاتلين سعيا لإنتاج ميليشيا «حشد شعبي» على المدى المتوسط و»حرس ثوري» على المدى البعيد، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه فقد يعزف كثيرون عن تعليم أبنائهم، مفضلين الجهل على التعليم الطائفي. من جانبه، شدد الوزير الدكتور عبد الله لملس، وزير التربية والتعليم على منع أي بعثات إلى إيران ورفض كل المحاولات الحوثية لتغيير المناهج الدراسية، وقال إنه لن يقبل بأي أجندات غير وطنية أو محاولة نشر أفكار تتناقض مع طبيعة المجتمع اليمني، أو تمس بالعقيدة، مؤكداً على التعامل بحزم وقوة ضد محاولات نشر الأفكار الطائفية. وحول أوضاع التعليم في اليمن في ظل الحرب قال إن مكاتب التربية والتعليم قبل الحرب كانت لها ميزانية تشغيلية، لكنها توقفت مع الحرب نتيجة سيطرة الحوثيين على الموارد المالية، أما التعليمية فقد عانت عبثاً كبيراً، وخلال عامين فقط هدم الانقلابيون 1700 مدرسة في جميع مناطق اليمن، في حين أننا بنينا 2000 مدرسة خلال الـ15 عاماً الماضية، بالإضافة إلى تشريد الطلاب والمعلمين ونهب البنية التحتية للعملية التعليمية وأثاثها، ولذلك نرى مدارس عدن مكتظة بآلاف الطلاب من تعز ومن الضالع والبيضاء، ووصلت كثافة الفصول إلى 170 طالباً في الفصل. وأضاف وزير التربية والتعليم اليمني أن ميليشيات الحوثي وصالح أدخلت تغييرات خطيرة في الكتب المدرسية، وكان أسلوبهم هو إدخال تغيير في معلومة أو صفحة محددة، وليس المنهج بالكامل، وهذه عملية أخطر من عملية تعديل المناهج بشكل كلي، فتجدهم يحذفون حديثاً نبوياً أو التغيير في رواية استشهاد علي بن أبي طالب، وشطب أسماء الخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان، فهذه تعديلات تعطي مؤشرات خطيرة. ولمواجهة هذه الخطوات قال وزير التربية والتعليم إنه تم اعتماد طبعة الكتاب المدرسي لعام 2014 كنسخة أساسية، وعدم اعتماد أي كتب بعد هذا التاريخ، وتشكيل لجان لفحص ومراجعة أي كتب تأتي من صنعاء، تم إلغاء كتابين للغة العربية للصفين الأول الأساسي والصف التاسع. «إيسيسكو» تدين إتلاف كتب الدراسات الإسلامية أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» إقدام وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، على إتلاف كتب الدراسات الإسلامية في مطابع الكتاب المدرسي وسحب النسخ الموجودة منها في المدارس بدعوى أنها مخالفة لمذهب جماعة الحوثيين. وقالت الإيسيسكو - في بيان لها - إن هذا الإجراء تخريبي صادر عن حكومة انقلابية غير معترف بها دولياً تسعى للسطو على اختصاصات الحكومة الشرعية. وحذرت الإيسيسكو من مخاطر تغيير المناهج التعليمية والكتب الدراسية الرسمية في اليمن واستبدال مناهج أخرى بها تكرس التوجهات الطائفية لجماعة الحوثيين والجهة التي تدعمها وتفرض فكراً خرافياً مخالفاً لصحيح الدين الإسلامي على الطلاب الذين يتبعون مذاهب مخالفة للمذهب الذي يراد فرضه بالقوة. ودعت الإيسيسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) إلى التنديد بما أقدمت عليه جماعة الحوثيين لكونه يمثل خرقاً سافراً لميثاقهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©