الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما وراء المساعدات الروسية لصرب كوسوفو

ما وراء المساعدات الروسية لصرب كوسوفو
10 ابريل 2008 01:33
في الأيام التي أعقبت إعلان كوسوفو استقلالها، رُفعت لافتة يظهر فيها ملاكم يرتدي سروالاً قصيراً عليه النجوم والخطوط الأميركية وهو يوجه ضربة قاضية إلى خصمه الذي يرتدي سروالاً قصيراً عليه صورة المطرقة والمنجل· قد تكون الرمزية غليظة وفجة، غير أن الرسالة واضحة لا لبس فيها: دولة كوسوفو التي أعلنت استقلالها حديثا مثلت ''نصراً'' للولايات المتحدة على روسيا· ليس بهذه السرعة! ذلك أن تطورين جديدين أثارا المخاوف من إمكانية أن يتحول ما بدأ كخلاف بين القوتين العالميتين حول القانون الدولي إلى توتر بالوكالة في كوسوفو· فالأسبوع المنصرم، شرعت موسكو في إرسال مساعدات إنسانية إلى صرب كوسوفو، متجاوزة بذلك حكومة بريشتينا المدعومة من قبل الولايات المتحدة· وبينما كانت طائرات الشحن تغادر روسيا متجهة إلى بلجراد، نقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر مجهول في الكريملن تحذيره من أن الوضع في كوسوفو لم يبلغ بعد ''مرحلته الأكثر سخونة''· وجاء ذلك عقب إعلان واشنطن الشهر الماضي أنها ستشرع في إرسال شحنات أسلحة إلى كوسوفو· إلى حد الآن، كان التضامن الروسي مع صرب كوسوفو في معارضة استقلال كوسوفو مقتصراً على المحافل والمنتديات الدولية - مثل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي جورج بوش نهاية الأسبوع الماضي· غير أن وصول المساعدات الإنسانية الروسية إلى كوسوفو الأسبوع الماضي يمثل أول تحد مباشر من قبل موسكو لسلطة حكومة كوسوفو على الأرض، وهو ما يدعم ويقوي معارضة صربيا للحكومة الألبانية عرقياً· فقد رحبت بلجراد بالمساعدات التي أرسلها حليفها الأكبر، وقال الوزير الصربي المكلف بكوسوفو سلوبودان سمردزيتش للصحافيين في بلجراد لدى تلقي أول شحنة من المساعدات الأسبوع الماضي: ''إننا ممتنون لروسيا على دعمها المادي والمعنوي''· ولكن في كوسوفو، كان بعض الصرب أقل تحمساً وأكثر فتوراً عند الإشادة بالمساعدات الروسية· فعلى الرغم من وجود علم روسيا في الساحة الرئيسية بشمال ميتروفيتشا ذي الأغلبية الصربية، غير بعيد عن قبر افتراضي لبوش، إلا أن الأهالي هناك لا يخفون تشككهم وارتيابهم في الدوافع الروسية· وفي هذا السياق، يقول رجل رفض الإدلاء باسمه: ''إنها محاولة خطرة لدعم المتشددين في الانتخابات الصربية المقررة في الحادي عشر من مايو المقبل''· ''ميكي ديسيتش'' واحد من المستفيدين من هذه المساعدات الروسية· ويعيش هذا المزارع الصربي مع عائلته في بلدة بريستوفيتش الواقعة غرب كوسوفو، حيث يقاوم أشهراً من دون ماء ولا كهرباء· يأكل فقط ما يقدر على إنتاجه، ويتلقى أطفاله تعليمهم في المنزل· ولكنه يخشى أن تكون المساعدات الروسية نقمة أكثر منها نعمة· يقول ديسيتش: ''شخصياً، أنا ضد المساعدات الروسية''، مضيفاً ''إننا في حاجة إلى مساعدات اقتصادية حقيقية، وليس الهدايا· ولكن بالمقابل، حان الأوان كي تحترم أميركا الروس؛ فهم لم يعودوا ضعفاء· أما الألبان، فهم عبيد لأميركا؛ وإذا استفز الروس الولايات المتحدة، فمن الممكن أن يحدث شيء سيئ جدا هنا''· والواقع أن مخاوف ''ديسيتش'' توجد انعكاساتها في أوساط ألبان كوسوفو أيضا· ''قاسم أيوبي'' يبيع الأعلام في دكانه الصغير في وسط بريشتينا، ويعرض على زبائنه ثلاثة أشكال من الأعلام: العلم الألباني، وعلم كوسوفو الجديد، والعلم الأميركي· ويقول أيوبي: ''إن أميركا جيدة جداً بالنسبة لكوسوفو، ومن الأفضل أن يكون المرء مع الولايات المتحدة''، مضيفا ''لقد ساعدونا بالأسلحة· وصحيح أن روسيا قد تمد الصرب بالأسلحة؛ غير أنه مهما يحدث، فإن الكلمة الأخيرة ستكون للولايات المتحدة''· ويعتقد المحللون أنه طالما أن صرب كوسوفو يشعرون بأنهم يتوفرون على دعم قوة عالمية كبيرة، فإن معارضتهم للحكومة الألبانية عرقياً سيزداد ويتكثف· والنتيجــة -يقولون محذرين- ستكون نزاعاً طويلاً يمكن أن يتحول إلى عنف في حال حاولت بريشتينا فرض إرادتها في المناطق الصربية· وفي هذا الإطار، يقول ''جيمس ليون'' من ''مجموعة الأزمات الدولية''، التي تؤيد اعترافاً دولياً أوسع باستقلال كوسوفو: ''إن دمج المناطق الصربية سيتطلب وجوداً عسكرياً قوياً، والمجتمع الدولي غير راغب في فعل هذا الأمر''، مضيفاً ''أن روسيا ليس لديها ما تخسره في البلقان، ولا يمكنها سوى أن تربح· ثم إن بوتين يستعمل كل قوته وتصميمه للوصول إلى القمة· ويمكنه اليوم أن ينزل بثقله''· ولم يصدر عن روسيا ما يفيد بأنها تنوي التخلي عن حملتها الرامية إلى إضعاف وتقويض استقلال كوسوفو الفتي· حيث تعهدت موسكو بإرسال شحنات إضافية من المساعدات هذا الأسبوع، ليصل بذلك مجموع قيمة مساعدات الإغاثة إلى 1,7 مليون دولار· كما حذرت أيضا من أنها ستعرقل محاولة كوسوفو الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة· وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قـــال لبرلمـــان بلاده الأسبوع الماضي: ''لقد بذلنا كـــل مـــا في وسعنا من أجل منع الاعتراف السريع والواسع باستقلال كوسوفو''· أندرو واندر- بريشتينا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©