الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهاكاثون الدولي».. منصة إقليمية لتطوير حلول تقنية لمشاكل اجتماعية

«الهاكاثون الدولي».. منصة إقليمية لتطوير حلول تقنية لمشاكل اجتماعية
22 فبراير 2014 22:36
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - وحدتهم اللغة الإبداعية، واجتمعوا تحت سقف واحد لمدة ثلاثة أيام في أبوظبي تحت ضغط الوقت وتجريب تطبيقات ذكية لفائدة المجتمع، في إطار تظاهرة علمية ضمت أكثر من 80 مشاركاً ومشاركة من الطلبة الموهوبين والمتفوقين في علوم الكمبيوتر من جامعات ومعاهد عالمية مرموقة حول العالم تنافسوا عل أفكارهم تجد طريقها للتطبيق في المجتمع، في إطار الدورة الثالثة لمسابقة الهاكاثون السنوي الدولي لجامعة نيويورك أبوظبي، التي اختتمت فعالياتها بتكريم مشروع «طبيبي»، الذي حاز أعلى نسبة تصويت من المحكمين. الصالح الاجتماعي بحضور خبراء دوليين، ومبدعين في حقل التكنولوجيا تنافس مخترعون لتطوير تطبيقات مبتكرة للهاتف النقال وشبكة الإنترنت، ذات صلة بمختلف المجالات مثل الصحة، والتعليم، والأفلام، والموسيقى، والأعمال التجارية، في إطار الدورة الثالثة لمسابقة الهاكاثون، التي تهدف إلى تعزيز الابتكار في علوم الكمبيوتر، وتطوير التكنولوجيا من أجل الصالح الاجتماعي. و»الهاكاثون» هي مسابقة أكاديمية في علوم برمجة الحاسوب، تمنح فرصة للطلاب في العالم الذين شاركوا من مصر وإنجلترا والهند والأردن ولبنان والمكسيك والمغرب وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس لتقاسم الأفكار، والتخطيط وتعلم منصات ولغات برمجة جديدة، بالإضافة إلى تصميم وتطوير تطبيقات الإنترنت، والعمل الجماعي. وحصل الطلبة على فرصة نادرة للإرشاد من قبل القادة في الصناعة والأوساط الأكاديمية، بإنشاء تكنولوجيا مبتكرة وحلول قائمة على أساس تحقيق الخير والنفع للمجتمع، والتي أصبحت هدفاً مهماً للعلماء في جميع أنحاء العالم، وتتويجاً لهذه الجهود فازت مجموعة من الطلبة العرب بالمركز الأول بمشروع تحت عنوان «طبيبي»، حاز أكبر عدد من أصوات المحكمين. ومثل المرشدون المشاركون في هذه المسابقة عدداً من مؤسسات التكنولوجيا البارزة مثل وادي التقنية وجوجل ومايكروسوفت وياهو وتمبلر وغيرها. وعن برنامج هاكاثون الدولي، قالت البروفيسورة في علم الكمبيوتر بجامعة نيويورك أبوظبي سناء عودة: «تتوافد نخبة من الطلاب المبدعين وأهم أساتذة ورواد التكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم إلى إمارة أبوظبي للمشاركة في الهاكاثون السنوي الدولي لجامعة نيويورك أبوظبي، حيث تلتقي الإبداعات العالمية وأحدث ابتكارات التكنولوجيا في مسابقة أكاديمية متميزة، إذ غالباً ما يضطر الطلاب في عالمنا العربي إلى السفر إلى الخارج للمشاركة في هذا النوع من المسابقات»، مشيرة إلى أنه يهدف إلى تعزيز الابتكار في علوم الكمبيوتر، ودعم مشاريع التكنولوجيا الناشئة بما يعود بالنفع على المجتمع. وأوضحت عودة أن الحدث فرصة لطلاب العالم العربي لخوض تجربة أكاديمية قيّمة حول عملية تطوير مشاريع تقنية متكاملة والعمل بشكل وثيق مع مدربين دوليين ومجموعة من روّاد الصناعة والخبراء الأكاديميين. مسيرة وجهد تضمّنت فعاليات برنامج الهاكاثون السنوي الدولي جلسات حوارية لتبادل المعرفة في مجال برمجة التطبيقات، ثم استعراض نبذة عن أفكار المشاريع المبدعة، وتحديد مجموعات الطلاب، ثم بدأ الطلاب بالعمل على تطوير تطبيقاتهم، والتي تمّ عرضها على لجنة التحكيم في اليوم الأخير من المسابقة، بحيث أصبحت التطبيقات جاهزة على شبكة الإنترنت ويمكنهم تحميلها. وفي ختام حفل توزيع الجوائز، قالت عودة إن «تطوير نماذج أولية لتطبيقات حاسوبية في ثلاثة أيام ليس بالأمر السهل، ومع ذلك استطاع الطلبة ابتكار وتطوير تطبيقات تتعلق بأمور يومية على قدر كبير من الأهمية، ونحن نتطلع إلى استضافة منافسات الهاكاثون السنوي الدولي، وتطويره ليصبح منصة حيوية وإقليمية لتطوير تطبيقات وبرامج الحاسوب التي تخدم الكثيرين حول العالم في شتى المجالات». وأضافت: «يسعدنا جداً أن الفريق الفائز من الإمارات وهذا أعتبره تتويجاً لمسيرة من الجهد والمثابرة، كما أعتبر كل المشاركين فائزين فكل المجموعات مبدعة، وقد استفادت من متابعة المدربين العالميين القادمين من أبرز المؤسسات التكنولوجية، بحيث تعرفوا على خطوات الابتكارات التكنولوجية، وتعلموا برامج جديدة، كما إن الطلبة كان لهم موعد مع تحدي الوقت والعمل تحت الضغط»، لافتة إلى أن هذه السنة شهدت زيادة في عدد المشاركين، وخاصة من الدول العربية. وأشارت إلى أنه تم تنفيذ مجموعة من الأفكار تتعلق بتقديم خدمات للمجتمع في مجالات طبية وبيئية وتطبيقات خاصة بالمهجرين، وظهرت ابتكارات هذه السنة مواكبة للتطور الذي تعرفه بعض المجتمعات، خاصة في بؤر التوتر. مهمة صعبة لم يكن الأمر سهلاً على لجنة التحكيم، التي تكونت من 22 حكماً دولياً، نظراً لما شهدته المسابقة من تنافسية كبيرة، في هذا الإطار، أبدى فاهم النعيمي، الرئيس التنفيذي لشبكة الإمارات المتقدمة للتعليم والبحوث (عنكبوت) من لجنة الحكم، سعادته بالتطور الذي تشهده الهاكاثون، والدور الذي تلعبه في استقطاب نخبة من أذكياء العالم من الطلبة في أبوظبي، لافتا إلى أنه استطاع أن يذيب الحدود، ويجعل الكل يتحدث لغة واحدة، هي لغة البحث والعلم والتفوق. وأشار النعيمي إلى أن الإمارات أصبحت رائدة في استقطاب مثل هذه المسابقات التكنولوجية التي تغذي المجتمع بالعديد من الأذكياء، وتؤسس لأجيال لها اهتمام بهذا المجال، مؤكداً أن جامعة نيويورك أبوظبي أسهمت بشكل كبير في ترسيخ هذا المفهوم. وأعرب الفاهم عن سعادته كون المشروع الفائز كان من الإمارات وبالتحديد من جامعة خليفة، مضيفاً: «اختبر الطلاب الفائزون بمشروع «طبيبي» السنة الماضية تجربتهم، وطوروا عملهم هذه السنة ما جعلهم يفوزون بالمركز الأول، وهذا دليل على أن الهاكاثون تخلق بيئة تنافسية تحت إشراف مدربين عالميين ما ينعكس على عطاء كل المشاركين». وحول عمل لجنة التحكيم، قال النعيمي: إن طريقة التصويت على أنجح التطبيقات كانت تتم بطريقة سرية وعن طريق الحاسوب، موضحاً أن التصويت جاء بناء على مجموعة من المعايير منها الكفاءة، والأداء، وإمكانية الاستخدام، والسهولة، والعرض، وعمل الفريق. حياتي العملية ستبدأ من هنا تكون الفريق الفائز من ستة طلبة هم سعيد المناعي، وراشد المطر، ويوسف الأحمدي، ومصطفى الحمد وعبدالله زبير من جامعة خليفة، إلى جانب الطالبة إسلام الحسبان من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالمملكة الأردنية الهاشمية، وحصل الطلبة على جائزة «التأثير الاجتماعي» من شركة مشاريع ليوا التجارية بقيمة 6000 درهم. «طبيبي».. فائدة مضاعفة تعهد فريق تطبيق «طبيبي»، الفائز بالمركز الأول، ببذل المزيد من الجهد لابتكار تطبيقات أخرى تهم المجتمع، وقالت إسلام الحسبان، البنت الوحيدة في الفريق، والتي جاءت من الأردن للمشاركة في الهاكاثون: إنها استفادت جدا خلال ثلاثة أيام من العمل ضمن الفريق تحت إشراف خبراء، مضيفة أن المسابقة غيرت نظرتها لأمور عدة. وتابعت «شعرت أن حياتي ستبدأ من هذه المسابقة، وأعتبر نفسي ولدت من جديد». وتوجه أعضاء الفريق، الفائز بالمركز الأول، بالشكر للمدربين اللذين أشرفا عليهم، وهما أكرم دويكات وكين ليلاند. وقالوا: «يرجع الفضل للدكتور أحمد بن طيبة من جامعة خليفة فرع الشارقة، فهو من أعطانا الفكرة ومن ساعدنا على وضع التصور العام لها، وقد كنا شاركنا السنة الماضية وحصلنا على العديد من الخبرات، مشيرين إلى أنهم حصلوا السنة الماضية على المركز الثاني في الهاكاثون بتطبيق برنامج «رحلة آمنة للأطفال والنساء». ويخص تطبيق «طبيبي» كبار السن، وهو يتمتع بالقدرة على تذكيرهم بمواعيد تناول الدواء ومقداره، كما أنه يحذر الأشخاص المقربين للمريض إذا كان في حالة خطر، كما أنه يستطيع أن يحتفظ بالسجل الطبي في الهاتف ليرجع له الطبيب كلما احتاج ذلك. وأكد أعضاء الفريق أنهم استفادوا من خطوات تحويل الفكرة إلى تطبيق واقعي وحقيقي، واستطاعوا تحويل المشروع من فكرة للعرض إلى فكرة تسويقية، موضحين أن ما تعلموه يتعلق بالجانب التقني، وأكدوا أنهم تعلموا إدارة الوقت، وتجاوز الضغوط والعمل في مجموعة، موضحين أن إدارة المسابقة وفرت كل التسهيلات والأدوات ما ساعد على خلق بيئة محفزة للعمل. نتائج المسابقة أعلن معهد جامعة نيويورك أبوظبي خلال نهاية اليوم الثالث من المسابقات اسم الفريق الفائز في منافسات الهاكاثون السنوي الدولي، إذ فاز بالجائزة الأولى تطبيق طبي باسم MedCare «طبيبي»، والذي يوفر رعاية طبية على الأجهزة والهواتف المتحركة الذكية، ويعمل على تذكير كبار السن بمواعيد تناول الدواء، ويحتفظ أيضاً بأرقام للاتصال في حال الطوارئ، وبمجموعة من المعلومات والإرشادات الطبية التي يتوجب اتخاذها فور تعرض المريض لوعكة صحية محتملة. وأكثر ما يميز هذا التطبيق هو سهولة التعامل معه، وإمكانية قراءة شريط التسعيرة، بالإضافة إلى زر للطوارئ يضغط عليه المريض لإرسال إشارة إلى أحد العناوين المسجلة لطلب المساعدة العاجلة. بينما فاز بالمركز الثاني تطبيق Jedi في مجال التطوير الاقتصادي، الذي يستفيد من خاصية الرسائل القصيرة على الهواتف المتحركة، ليتيح للشركات صغيرة الحجم إمكانية إبراز تواجدها على الإنترنت، حيث يقوم المستخدمون عبر مجموعة من الخطوات البسيطة بإضافة الاسم، والشعار، وموقع الشركة، ليتمكن العملاء من التعرف على بيانات الشركة من خلال البحث على الإنترنت. أما تطبيق WellSense، الذي جاء في المركز الثالث فموجه للمجتمعات الفقيرة، وهو عبارة عن برنامج قليل التكلفة على الإنترنت لمراقبة مضخات آبار المياه لمساعدة الهيئات غير الحكومية والمجتمعات المحلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©