حاتم فاروق (أبوظبي)
استضاف مجلس البطين في أبوظبي محاضرة ألقاها سعيد عيسى الخييلي الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة تحت عنوان «مستقبل المناطق الاقتصادية في إمارة أبوظبي»، في حضور سعادة جبر محمد غانم السويدي مدير ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من أهالي منطقة البطين.
وأكد المحاضر أن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) تضع في صلب استراتيجيتها أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة متميزة للصناعة والاستثمار، ومن هذا المنطلق يولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اهتماماً وحرصاً على خلق كل الظروف والإمكانيات لخلق بنية صحيحة ودعم كبير للمناطق الاقتصادية المتخصصة وتوفير المناخ الملائم لتحقيق قاعدة اقتصادية متنوعة المصادر.
وأشار الخييلي إلى أن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة «زون كورب» تعكف حالياً على إنجاز البنية التحتية والمباني لنحو 200 مصنع مجهز في مدينة أبوظبي الصناعية مخصصة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الصناعة في إمارة أبوظبي.
وقال سعيد عيسى الخييلي إن المصانع المجهزة جاءت لتسهيل تأسيس المنشآت الصناعية بمختلف مرافقها على أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصناعي من خلال نماذج سيتم طرحها على المستثمر المواطن في المجال الصناعي، لافتاً أن تلك المصانع ستتراوح مساحتها ما بين 8 إلى 10 آلاف متر مربع، متوقعاً الانتهاء من المشروع بكامل مرافقه نهاية العام الجاري أو في حلول العام 2017.
وأضاف الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، إن المؤسسة تخطط لمنح صغار المستثمرين الصناعيين هذه المصانع المجهزة بأسعار تنافسية بهدف عدم تحميل رواد الأعمال المستفيدين من المشروع أعباء مالية إضافية، مساهمة من حكومة أبوظبي في دعم هذه الفئة من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة خصوصاً تلك المشاريع العاملة في القطاع الصناعي.
وأوضح الخييلي أن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة تتعاون في تأسيس المصانع المجهزة مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين في حكومة أبوظبي منها صندوق خليفة لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتاً إلى أن الصندوق يشرف حالياً على نحو 26 مصنعاً صغيراً ومتوسطاً في المناطق الاقتصادية المتخصصة.
وأكد الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة على أن أراضي المناطق المتخصصة تشهد حالياً طلباً متزايداً من قبل المستثمرين الصناعيين نتيجة أسعار تأجير الأراضي التنافسية، مؤكداً أن هذه الأسعار تعد الأقل في المنطقة خصوصاً أن المؤسسة العليا لا تستهدف الربح من تأجير تلك المساحات، بل تعمل على استرجاع قيمة الاستثمارات التي تم ضخها في المرافق والبنى التحتية.
وأوضح المحاضر أن أراضي مدينة أبوظبي الصناعية «إيكاد 1» مؤجرة بالكامل، منوهاً إلى أن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة ترحب بالمستثمرين الصناعيين الجادين الراغبين في استئجار الأراضي الصناعية بدءاً من 10 آلاف متر مربع وحتى 100 ألف متر مربع، مشيراً إلى أن مساحة المناطق الاقتصادية المتخصصة في إمارة أبوظبي وصلت حالياً إلى 49 كيلومتراً مربعاً.
وأشار الخييلي إلى أن الاستثمارات التي تم ضخها في المناطق الاقتصادية المتخصصة بلغت حالياً 40 مليار درهم، ليصل عدد المصانع المقامة بـ«زون كورب» بعد مرور نحو 12 عاماً من تأسيس المناطق الاقتصادية المتخصصة أكثر من 610 مصانع تعمل في مختلف الصناعات.
وأضاف الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، أن «زون كورب» قررت منذ فترة العمل على سحب الأراضي الصناعية من المستثمرين غير الجادين، وذلك بعد منح المستثمر فترة للبدء في إقامة المنشآت الصناعية لا تقل عن ستة أشهر تمتد لعام بعد تقديم المستثمر ما يفيد أن التأخير في تأسيس المصنع خارج عن إرادته، في حين تبدأ المؤسسة في إجراءات سحب الأراضي خلال عام ونصف على أقصى تقدير من توقيت منح الأراضي الصناعية.
وقال الخييلي، إن «زون كورب» تدرس حالياً التوسع في إقامة المناطق المتخصصة نظراً للإقبال المتزايد من قبل المستثمرين المواطنين والأجانب على تأسيس المشاريع الصناعية والتجارية، لافتاً في هذا الصدد إلى ما يجري تخطيطه لإنشاء مدينة صناعية متخصصة في المنطقة الغربية، فضلاً عن مدينة السيارات التي سينتهي العمل بها في حلول العام المقبل.
وأكد الخييلي، أن المؤسسة تعمل حالياً على التركيز في قطاعات صناعية بعينها ومنها على سبيل المثال قطاع الأغذية، والذي يحتل أولوية في خطة عمل المؤسسة خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على استيراد المنتجات الغذائية من الأسواق الخارجية، لافتاً إلى أن الصناعات الغذائية المحلية تسهم حالياً بمعدل يتراوح ما بين 30 إلى 50% من احتياجات السوق المحلي من المواد الغذائية المصنعة.
وأضاف: إن خطة المؤسسة تركز أيضاً على استهداف القطاعات الصناعية القليلة العمالة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة، منوهاً بأن قطاع المقاولات والبناء سيكون في مقدمة تلك القطاعات الصناعية التي ستركز على تقليل العمالة خصوصاً في تصنيع مواد العزل والطابوق والأدوات الكهربائية المستخدمة في عمليات البناء.
وقال سعيد الخييلي إن قطاع صناعات مواد البناء استطاع خلال فترة قياسية في سد احتياجات السوق المحلي بمعدل وصل إلى 100%، فيما وصل قطاع الصناعات التحويلية ومستلزمات الإنتاج إلى 50% ، مشيراً
إلى جودة الخدمات المقدمة للمستثمرين الصناعيين والبنية التحتية المخصصة للأراضي الصناعية.وأكد أن المؤسسة تعمل في الوقت الراهن على زيادة رقعة التسهيلات الفنية والمالية عبر تقديم خدمات التراخيص من خلال المنفذ الوحيد الموجود في مقر المؤسسة، منوهاً بأن المؤسسة تستهدف منح الترخيص الصناعي خلال 8 أيام عمل شرط جاهزية البيانات والأوراق الثبوتية المقدمة من المستثمر الصناعي، وهو ما يجعل المؤسسة ملتزمة في مساعدة المستثمرين الجادين لتأسيس المصنع خلال الجدول الزمني المحدد في دراسة الجدوى المقدمة.
وعن المدن المتخصصة لسكن العمال، قال سعيد الخييلي، إن الفكرة قائمة في إقامة مشاريع المدن السكينة للعمال لتلبية الطلب المتزايد لتوفير مساكن لهم في إمارة أبوظبي، لافتاً إلى أن إنشاء المدن السكنية للعمال جاء لتغطية حاجة الإمارة لدعم واستقطاب الصناعات غير النفطية، ولتعزيز صورة الإمارة بما يساعد على جذب المزيد من الاستثمارات والأيدي العاملة المطلوبة لدعم مسيرة النمو والتطور.
وأضاف أنه تم تطوير 28 مدينة لسكن العمال تستوعب 385 ألف عامل، لافتاً إلى أن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة حريصة على المساهمة الفعالة في تحقيق التوازن بين أحد أهداف الدولة، وهو إنشاء مشاريع لها القدرة على الاستمرارية الذاتية، وتحقيق أرباح معقولة للمؤسسة ولمطوري مشاريع المدن السكنية للعمال،إضافة إلى وضع شروط وضوابط ترقى بمعايير السكن العمالي، ما يؤدي إلى رفع مستوى الخدمات المعيشية في هذه المدن العمالية.
وفي ختام محاضرته تقدم المحاضر بخالص الشكر والتقدير على استضافته، واهتمام القيادة الحكيمة وحرصها على توعية المجتمع بما يعود بالنفع العام للوطن والمواطن.
99% نسب إشغال الأراضي في «ايكاد 1»
أبوظبي (الاتحاد)
تجاوزت التكاليف الإنشائية للبنية التحتية والمرافق العامة في مدينة أبوظبي الصناعية «ايكاد 1» 1,2 مليار درهم، فيما وصلت نسب الإشغال في المدينة حالياً إلى نحو 99%.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 14 كيلومتراً مربعاً، وتبعد ما يقارب 30 كيلومتراً عن مدينة أبوظبي. وتحتوي على منطقة سكنية مجهزة بأرقى الوسائل لجميع المستويات من العاملين في المصانع، في حين تستوعب المدينة عدداً من القطاعات الصناعية الرئيسة من أهمها الصناعات الغذائية والنسيجية، الصناعات الخشبية والهندسية، الصناعات البلاستيكية والكيماوية، مواد البناء، الصناعات التقنية العالية.
كما تنفذ المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، حالياً في استراتيجيتها الخمسية التي تنتهي في 2020 وتستهدف مراجعة القطاعات الصناعية التي وصلت إلى مراحل الاكتفاء خصوصاً تلك القطاعات التي نجحت في سد احتياجات الأسواق المحلية واتجهت إلى التصدير للأسواق العالمية. وتغطي مدينة أبوظبي الصناعية الثالثة (ايكاد 3) مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، حيث يتم إنشاؤها حالياً طبقاً لأفضل المواصفات والمعايير العالمية وبواسطة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبهدف تلبية متطلبات الاستثمار الصناعي وتقديم الدعم التشغيلي للمستثمرين والعملاء. وتم تخصيص (أيكاد 3) لإنشاء قطاعات صناعية شاملة طبقاً للاستراتيجية الشاملة التي قامت المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة بوضعها، فيما تضم (أيكاد 3) قطاعات متخصصة تشمل صناعات المركبات الكيميائية وصناعة مواد البناء والصناعات الهندسية.
كما تقع مدينة أبوظبي الصناعية الرابعة (ايكاد4) من الجهة الغربية من مدينة مصفح الصناعية إلى الجهة الشمالية من الطريق العام المفرق_طريف، وتبلغ مساحتها 24 كم مربع. وقد تم تعيين كبرى الشركات الاستشارية لإعداد المخطط التنظيمي والتصميم الأولي للبنية التحتية والدراسات الأولية.
والمدينة ستخصص بشكل أساسي لمنطقة الخدمات المساندة Logistic Hub لتحل محل ميناء أبوظبي، وستخصص لها مساحة تزيد عن (7) كم مربع. سيتم ربط هذه المنطقة مع شبكة قطار الشحن من الجهة الجنوبية للربط مع كافة أنحاء إمارة أبوظبي، وبقية إمارات الدولة الشمالية، وكذلك مع المرفأ الصناعي الذي سيتم إنشاؤه من الجهة الشمالية للربط مع القناة الملاحية الجديدة.
وسيتم تخصيص المساحات اللازمة للصناعات التكنولوجية والصناعات الخفيفة بناء على الخطة الاقتصادية لأبوظبي 2030 و دراسة احتياجات السوق وطلبات المستثمرين.
عدد اليوم
