الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

توقعت الفوز بكأس العالم حتى لو لم يخطئ زيدان بـ «نطح» ماتاراتزي

توقعت الفوز بكأس العالم حتى لو لم يخطئ زيدان بـ «نطح» ماتاراتزي
8 مايو 2009 01:35
على مدى ساعة كاملة وضع مارشيلو ليبي مدرب منتخب إيطاليا بطل كأس العالم 2006 نفسه تحت تصرف الصحفيين الذين حضروا اجتماعات الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بمدينة ميلانو الإيطالية، لم يرفض الإجابة على أي سؤال، بل أبدى استعداده التام لأن يشرح كل ما يستفسر عنه الصحفيون. وجاءت إجاباته بمثابة شهادة من الشخص الذي قاد الكرة الإيطالية لاعتلاء عرش العالم بعد 24 عاماً من الانتظار. قال ليبي: "الفوز بكأس العالم ليس مهمة سهلة على الإطلاق، فلابد أن تتجاوز أقوى المنتخبات العالمية وأكثرها استعداداً إذا أردت أن تعيش تلك اللحظة التاريخية، وبعد الفوز على ألمانيا في نصف النهائي قلت للاعبين لقد حان وقت الفوز بكأس العالم، بالرغم من إدراكنا الشديد أن مواجهة منتخب فرنسا في نهائي البطولة مهمة محفوفة بالمخاطر، وقد يسألني البعض هل كان بإمكان إيطاليا أن تكسب فرنسا لو لم يرتكب زين الدين زيدان الخطأ عندما "نطح" ماتراتزي وطرده الحكم، وأبادر وأقول ثقوا أننا كنا سنكسب البطولة حتى لو استمر زيدان، فالطرد حدث في الدقيقة 115، أي قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بخمس دقائق فقط، وعندما تحولنا لركلات الترجيح نجح الجميع في التسجيل باستثناء تريزيجيه وهو لاعب متميز، لكن ركلات الترجيح لا تفرق بين لاعب متميز ولاعب غير متميز، وكان يمكن أن يستمر زيدان ويضيع إحدى ركلات الترجيح، عموماً لقد انتصرت البطولة للفريق الأكثر تماسكاً والأفضل تنظيماً، والذي نجح في تجاوز أصحاب الأرض والجمهور قبل أن يكسب فرنسا التي أخرجت البرازيل". ورداً على سؤال حول سبب عودته لتدريب المنتخب الإيطالي مرة أخرى قال ليبي: "لقد نصحني العديد من الأصدقاء بعدم العودة لأحتفظ بإنجازي الكبير مع الفريق، لكنني أهوى التحدي وأعشق تدريب المنتخب، لذا عدت من جديد لعل وعسى أحقق مع منتخب إيطاليا إنجازاً جديداً، لا سيما أننا على مشارف المشاركة في بطولة العالم للقارات بجنوب أفريقيا والتي تسبق مونديال 2010 بعام كامل". وأضاف: "أسعى حالياً لتجديد شباب منتخب إيطاليا، لأنه من الصعب أن أواجه التحديات المقبلة بالتشكيلة نفسها التي كسبت مونديال 2006 وسأضم عدداً من لاعبي منتخب الشباب ليحصلوا على الخبرة المطلوبة في بطولة القارات، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن أستبعد أصحاب الخبرة دفعة واحدة، فسياسة الإحلال والتبديل وفق استراتيجية واضحة يمكن أن تقدم للعالم منتخباً جديداً لإيطاليا يستحق الاحترام". لم نتراجع وعن رأيه في تراجع أسهم الأندية الإيطالية في دوري أبطال أوروبا قياساً بنجاحات الفرق الإنجليزية والإسبانية، وهل يعني ذلك أن الكرة الإيطالية تمر بمرحلة صعبة قال ليبي: "من الخطأ الاعتقاد بأن الكرة الإيطالية تراجعت قياساً بما يحدث في دوري أبطال أوروبا، فالأندية لا تمثل الواقع الحقيقي للعبة في أية دولة، وعلى سبيل المثال فالأندية في انجلترا يملكها أجانب، كما أنها تضم عدداً كبيراً من اللاعبين الأجانب مثلما هو الحال في إسبانيا، أما المقياس الحقيقي فيتعلق بمستوى المنتخب الوطني، وهنا لابد من الإشارة إلى أن منتخب إيطاليا لا يزال هو بطل العالم حتى إشعار آخر". منتخب متجدد وعن استعدادات المنتخب الإيطالي لبطولة كأس العالم للقارات قال ليبي: "ندرك تماماً أهمية البطولة التي ستواجه خلالها منتخبات قوية، وأدرك أيضاً أن كل العيون ستتابع منتخب إيطاليا باعتبار أن البطولة أول اختبار حقيقي لنا بعد الفوز بلقب مونديال 2006. لذا درسنا المنافسين جيداً، حيث تضم مجموعتنا البرازيل بطل كأس العالم 2002 والفائز بالمونديال 5 مرات ومنتخب مصر بطل أفريقيا 2006 و 2008 ومنتخب نيوزيلندا، وطموحنا المبدئي أن نتأهل للدور الثاني وعندئذ لكل حادث حديث". واستطرد ليبي قائلاً: "نهيئ لاعبينا للعب في ملاعب ترتفع عن سطح البحر بـ 1500 متر وهو ما سنواجهه في جوهانسبرج، كما أننا أرسلنا خبراء زراعيين الى جنوب أفريقيا للتعرف إلى طبيعة عشب الملاعب هناك، لأننا لا نترك شيئاً للصدفة، وبالتأكيد فإن أمل الفوز بالبطولة يحدونا مثل الآخرين، مع الوضع في الاعتبار أن القاعدة حتى الآن تقول إن من يكسب بطولة القارات لا يحالفه التوفيق في الفوز ببطولة كأس العالم في العام التالي". ووجه ليبي الدعوة للصحفيين بتغطية بطولة القارات قائلاً "إنها فرصة سانحة لتتعرفوا إلى إمكانات جنوب أفريقيا وتجهيزاتها، حتى ترتبوا كل أموركم قبل التحول لتغطية كأس العالم". علاقة متميزة وعن علاقته بالصحفيين قال ليبي: "إنها ممتازة لأنها ترتكز على الوضوح والصراحة، طالما أن هدفنا مشترك وهو خدمة منتخب إيطاليا، وكل منا يخدم في موقعه بكل مسؤولية، وذات يوم حدثت مشاجرة مع أحد الصحفيين، وفي اليوم التالي تصالحنا وانتهى كل شيء". مهمة صعبة ورداً على سؤال حول مدى إمكانية أن يحتفظ منتخب إيطاليا بلقب كأس العالم، أجاب: "المهمة لا تخلو من صعوبة، فكل المنتخبات تسعى إلى عرقلة حامل اللقب، ولكن ذلك لا يمنعنا من بذل أقصى الجهد لإسعاد الجماهير الإيطالية مرة أخرى، فمن ينسى الفرحة العارمة التي انتابت كل الإيطاليين لحظة أن أطلق الحكم صافرة نهاية "الماراثون الكروي" بيننا وبين فرنسا في نهائي 2006، بعد أيام رائعة قضيناها في ألمانيا، وبدأت بالحديث عن فضائح الدوري الإيطالي وانتهت باعتلاء عرش العالم". وحول العروض التي تلقاها بعد الفوز بكأس العالم قال ليبي: "إنها عروض بالجملة من خارج إيطاليا، أما ما تردد عن نيتي تدريب فريق يوفينتوس فإن هذا الكلام عارٍ من الصحة، والشيء الوحيد الذي يمكن تأكيده في هذا السياق أنني تناولت وجبة الغداء مع مدير نادي يوفينتوس الذي تربطني به علاقة صداقة قوية منذ أن كنت مدرباً لليوفي". وأضاف: "من الصعب أن أتحدث عن مستقبلي التدريبي، فأنا الآن وحتى 2010 مدرب منتخب إيطاليا، وبعد أن انتهي من تلك المهمة من الممكن أن أناقش أي عروض أتلقاها من داخل إيطاليا أو خارجها". ليس شرطاً ورداً على سؤال يقول هل بالضرورة أن يكون المدرب لاعباً سابقاً قال ليبي: "ليس بالضرورة ذلك، فهناك مدربون عالميون لم يكونوا لاعبين مميزين أو لاعبين بالأساس، وتجربة البرتغالي مورينهو خير برهان، فالمهم أن يكون من يعمل بالتدريب لديه فكرة كاملة عن كرة القدم وأسلوب التعامل مع اللاعبين وإعدادهم وتوظيف قدراتهم والرؤية الصحيحة لأحداث المباراة". صانع نصف أمجاد الطليان ليبي هو صانع نصف إنجازات الكرة الإيطالية كما يلقبه الطليان، وهو موضع الآمال في المزيد من الأمجاد، خاصة أنه يقترب بالآزوري من مونديال جنوب أفريقيا 2010 ليدافع عن لقبه الذي أحرزه في مونديال ألمانيا 2006، وما بين المونديالين فشلت الكرة الإيطالية في العثور على المدرب المقنع، فعادت صاغرة إلى ليبي طمعاً في الاستمرار على قمة الكرة العالمية. بطاقة ليبي تشير إلى أنه من مواليد مقاطعة لوكا الإيطالية في 11 أبريل 1948، وهو لاعب وسط ميدان سابق في عدة أندية أشهرها سامبدوريا، وصنع تاريخا لا بأس به منذ نهاية الستينيات وحتى مشارف الثمانينات من القرن الماضي، فقد لعب 345 مباراة، وعقب الاعتزال توجه إلى التدريب، وأصبح مدربا لناشئي سامبدوريا عام 1982 وفي عام 1989 تولى تدريب تشيزينا في الدوري الممتاز، ثم انتقل إلى تدريب "نادي لوكيزي ثم "نادي نابولي انتقل إلى تدريب اليوفي وقاده للفوز بلقب الدوري الإيطالي 3 مرات و"كأس إيطاليا" مرة واحدة، وكأس السوبر الإيطالي 4 مرات و "دوري أبطال أوروبا" دوري أبطال أوروبا و"كأس السوبر الأوروبية" وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة. وفي عام 1999 تولى قيادة إنتر ميلان" إنتر ميلان وتركه في عام 2001، وعاد إلى تدريب يوفنتوس مرة أخرى، ليقوده إلى الفوز بلقب الدوري الإيطالي مرتين متتاليتين، ووصل به إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا أنه خسر أمام "إيه سي ميلان" بركلات الترجيحية، وهو من المدربين القلائل الذين حققوا هذا التواجد اللافت في دوري الأبطال، فقد وصل إلى النهائي 4 مرات، ولكن اللقب لم يبتسم له سوى مرة واحدة عام 1996، وفشل في تحقيق نفس الإنجاز أعوام 1997 و 1998 و 2003 ومن المفارقات العجيبة أنه حصل على لقب أفضل مدرب في إيطاليا في هذه المواسم الثلاثة. وفي عام 2004 تولى مهمة تدريب المنتخب الإيطالي، ليقوده إلى أفضل إنجازاته بالحصول على كأس العالم 2006 وسط ذهول الجميع من هذا المنتخب الذي قيل عنه أنه أشبه ما يكون بالعداء الذي يأتي من الخلف وينتزع صدارة السباق وسط انشغال من يعتقدون أنهم الكبار ببعضهم البعض، ثم استقال ليبي بعد البطولة مباشرة، ولكنه عاد أملاً في إصلاح ما أفسده دونادوني الذي أحبط الطليان في يورو 2008.
المصدر: ميلان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©