البابا يبدأ اليوم زيارة إلى الأراضي المقدسة

يصل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم الجمعة إلى الأردن في زيارة تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني. وسيبحث العاهل الأردني مع البابا خلال زيارته العلاقات الثنائية مع الفاتيكان والقضايا المتصلة بتعزيز الحوار والتعايش الإسلامي المسيحي. ويبدأ البابا من الأردن رحلة «حج من أجل السلام» في أول زيارة له إلى الأرض المقدسة، تنطوي على مخاطر عالية إذ يبدو التوتر اليوم أكثر حدة مما كان عليه في العام 2000 أثناء الزيارة التاريخية لسلفه يوحنا بولس الثاني. وقال البابا قبيل انطلاقه «انتظر بفارغ الصبر أن أكون بينكم وأن أشاطركم تطلعاتكم وآمالكم وكذلك معاناتكم وآلامكم»، مجدداً التأكيد على انه سيزور الأرض المقدسة كـ»حاج سلام». وأضاف الحبر الأعظم «رغبتي الأولى هي زيارة هذه الأراضي التي تقدست بحياة المسيح فيها والصلاة فيها من أجل هبة السلام والوحدة لعائلاتكم ولجميع أولئك الذين يقطنون الأرض المقدسة» والشرق الأوسط. وستستقبل إسرائيل البابا بحفاوة. وهي تعول على هذه الزيارة لتحسين صورتها التي تشوهت جراء هجومها الأخير على قطاع غزة وأوقع أكثر من 1400 قتيل فلسطيني. غير أن المواضيع الخلافية بين الدولة العبرية والكرسي الرسولي ليست بقليلة. فقد اثار البابا غضب الدولة العبرية بقراره أواخر يناير رفع الحرم الكنسي عن الأسقف الأصولي المشكك بمحرقة اليهود ريتشارد وليامسون. وهي تعارض أيضا رغبة بنديكت السادس عشر في تطويب سلفه بيوس الثاني عشر، الذي تتهمه اسرائيل بالتزام الصمت حيال الفظاعات التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. من جهتها تندد الكنيسة الكاثوليكية بالظروف الحياتية الشديدة الصعوبة للمسيحيين في الدولة العبرية وهم بغالبيتهم من العرب ويمثلون 2% من سكان إسرائيل. وقد أكد البابا أنه «يريد دعمهم بحضوره». ويريد الفاتيكان من إسرائيل أيضاً منحه حرية الوصول إلى الأماكن القدسة وحرية ممارسة الأنشطة الرسولية في الأراضي المقدسة من دون عوائق أو قيود، وهي مواضيع لا تزال معلقة منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والدولة العبرية. إلى ذلك رفض مجلس الحاخامات اليهودي الأعلى تسليم 37 موقعاً دينياً كاثوليكياً في القدس والضفة إلى الفاتيكان . وقال بيان الحاخامات اليهود إنه بموجب الشريعة اليهودية يحظر تسليم أي مواقع أو أراضٍ للفاتيكان ، مطالباً الحكومة الإسرائيلية وقف المفاوضات بهذا الشأن مع الفاتيكان. وأوضح الحاخام سيمحا هاكوهين كوك عضو المجلس أن البابا يطالب بنقل 19 موقعاً كنسياً ودينياً إلى سلطة الفاتيكان في الضفة الغربية و 28 موقعاً في القدس. ووصف في حديث لصحيفة « يديعوت احرونوت « هذه المطالب بأنها مصيبة تهدد القدس عاصمة الأمة اليهودية، مشيراً إلى أنه لا يمكن للمسيحيين المطالبة بأماكن مقدسة سيطروا عليها إبان الحروب الصليبة، « على الرغم من أننا سيطرنا على القدس عام 1967 لكن هذا لا يعني أن باستطاعة الهنود الحمر طرد أوباما من البيت الأبيض». واتهم كوك البابا بدعم الفلسطينيين وأنه لم يقل كلمة واحدة ضد ما وصفه بقصف الصواريخ من غزة وحول مقتل ستة ملايين يهودي في الحرب العالمية الثانية.