الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العالم في أسرة» يوصي بإنشاء مركز لرصد المشكلات الاجتماعية ومعالجتها

«العالم في أسرة» يوصي بإنشاء مركز لرصد المشكلات الاجتماعية ومعالجتها
8 مايو 2009 01:23
أوصى مؤتمر «العالم في أسرة» الذي اختتم أعماله أمس في أبوظبي بتشكيل لجنة عليا من المؤسسات العاملة في مجال الأسرة من أجل تنسيق الجهود وتكاملها، وإنشاء مركز بحوث ودراسات لرصد المشكلات الاجتماعية ومعالجتها قبل استفحالها على أسس إحصائية علمية شاملة ومتعمقة في المجتمع بشكل عام والشأن الأسري بشكل خاص. وشدد المؤتمر، الذي استمرت أعماله على مدى يومين بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وأصحاب القرار والمعنيين بقضايا الأسرة في العالم العربي، على ضرورة بناء منظومة للثقافة الأسرية من حيث المواد والمناهج الدراسية والبرامج الإعلامية الموجهة إلى الأسرة بواسطة خبراء متخصصين ووفق المعايير العلمية الدقيقة، وإعداد مناهج مهارات حياتية للمراحل الدراسية المختلفة. حماية الأسرة ودعا المؤتمر إلى إدماج العاملات في المنازل في تحقيق الاستقرار الأسري، وإطلاق حملة توعية تستهدف بناء العلاقة الإيجابية بين أفراد الأسرة، فضلاً عن تأكيده على القيم الإسلامية القائمة على منهج الوسطية والتركيز على قيم التعاون والتعايش الإنساني. وأوصى المشاركون في المؤتمر بتوحيد وتنسيق الجهود الرامية إلى دعم وحماية الأسرة بالتعاون بين الوزارات والمؤسسات المعنية، سواء على المستوى الحكومي أو الأهلي، ومناشدة وسائل الإعلام لتبني ووضع برامج هادفة في صور إيجابية وجذابة من أجل دعم الشباب وتهيئتهم للحياة الأسرية، ونشر الوعي بأهمية الأسرة والروابط الاجتماعية، فضلاً عن تضمين المناهج التعليمية والأنشطة اللاصفية قيم الأسرة وتعزيز كيانها بشكل يعزز من دور الدولة والثقافة في دعم مكانة الأسرة. وأكد المشاركون في ختام المؤتمر أهمية حملات التوعية التي تستهدف تهيئة أفراد الأسرة بشأن تعزيز روابطهم والقيم الإيجابية في التعامل فيما بينهم لنبذ سلوكيات العنف ومظاهر التفكك الأسري. نشر الوعي الجماعي واستحوذ المؤتمر على اهتمام واسع من قبل المؤسسات الإعلامية والجهات ذات الصلة وعموم الناس منذ انطلاقه وحتى اختتام أعماله، حيث امتد على مدى يومي عمل تخللتهما ست جلسات نقاشية عرضت فيها عشرات أوراق العمل، وأعقبت الجلسات مداخلات من الحاضرين والضيوف. وأكد المشاركون أهمية المؤتمر لا سيما في الظروف التي شهدها العالم أخيراً، ودعوا إلى تكثيف مثل هذه الفعاليات من مؤتمرات وملتقيات وعقدها بشكل دوري في جميع المدن والعواصم العربية، لما في ذلك من أثر إيجابي كبير في نشر الوعي الجماعي حول قضايا الأسرة ووضعها في دائرة اهتمام أصحاب القرار ووسائل الإعلام. الأسرة حصن للهوية الوطنية وركزت جلسات اليوم الأخير من المؤتمر على مواضيع الأسرة كحصن للقيم والهوية الوطنية، وواقع الإعلان الموجه للأسرة، حيث استعرض المشاركون أسباب التفكك الأسري والاجتماعي. وأشار أحمد عبد الرحمن حمودة مستشار المنظمة الأسرية العربية إلى أن التحديات الثقافية التي تواجهها الأسرة العربية حالياً تتجلى في تهديد العولمة للمرجعية الثقافية لسلوك الأفراد، وخاصة الشباب منهم، وذلك بالترويج لأنماط من السلوك ذات بعد ثقافي تغريبي، وقيم ومفاهيم وأشكال من السلوك والعلاقات بين الأفراد مستوردة وغير أصيلة. وحذر حمودة من أن القنوات الفضائية تنتج سلعاً ثقافية تعزز النموذج الرأسمالي الغربي وقيمه وأنماط سلوكه وأدواته، وتعمل على إدخالها إلى كل منزل ومؤسسة لتزاحم القيم الموروثة والأصالة في عقر دارها، ما يتطلب الانتباه لهذه المدخلات ووضع حد لتأثيرها على الأجيال القادمة من شباب المستقبل. من جانبه، قدم نزار القصاب، أستاذ مشارك في كلية الهندسة، قراءة في بحث أعده حول الأسرة والمجتمع والأمة في السرد القرآني. الانتماء من جانبها، أشارت سعاد العريمي أستاذة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى أن الانتماء يعد شرطاً أساسياً للوجود الإنساني، وحفظ وجوده في الحياة، مشيرة إلى أنه في دولة الإمارات فالانتماء له شروطه الخاصة، حيث أن مهمة الأسرة والمجتمع في غرس بذور الانتماء تواجه الكثير من التحديات، إذ أن مجتمع الإمارات يعتبر مركزاً ومختبراً حقيقياً لقياس الانتماء في ضوء التعددية المفرطة. وأكدت أمل بالهول، مستشارة نفسية في برنامج «وطني»، أنه يجب على كل أفراد المجتمع الالتزام بروح المواطنة الصالحة، وما تمليه عليهم من واجبات ومراعاة كل استحقاقاتها الوطنية، وما تمليه من واجبات أمنية منها أو ثقافية واجتماعية لاسيما أولئك الذين يتم منحهم جنسية دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشارت بالهول إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع لن يتحقق إلا بالتعاون الكامل بين عناصر ومكونات المجتمع وأجهزة الشرطة، نظراً للموقع المتقدم الذي تبوأته الدولة على خريطة العالم الجديد كمركز اقتصادي وتجاري وسياحي مهم، وذلك بفضل سياستها الحكيمة والمتوازنة على مختلف الصعد. ولفتت إلى أن من سمات الشخصية الإماراتية، تقبلها لكل ما هو جديد بل ومواكبته أيضاً. الإعلام والأسرة وفي الجلسة التي تناولت موضوع الإعلام ودوره في نشر الوعي الأسري، قال تركي الدخيل معد ومقدم برامج في قناة العربية الفضائية إنه في ظل الثورة المعلوماتية والاتصالية الحالية، التي تعد أبرز معالم العولمة لا شك أن الإعلام يمثل مؤثراً كبيراً في حياة المجتمعات، وتحديداً على «الأسرة» حيث تفيد تقارير بحثية أن 90% من محتوى الوعي والثقافة للإنسان العربي، يحصلها من مشاهدة برامج التلفزيون وهو أمر يطال مختلف الأجيال. وأشار الدخيل إلى أن التأثير ليس شرطاً أن يكون له جوانب سلبية، بل نجح الإعلام في فتح بعض الملفات المتعلقة بالأسرة، محاولاً تنمية وعيها بما تواجهه من مشكلات متنوعة، خاصة في مجال التربية والعلاقات الأسرية، مؤكداً أنه لا يمكن حصر الدور الذي يلعبه الإعلام في جانب واحد بين الشر والخير، بين الصحيح والخاطئ، والإيجابي والسلبي، وإنما في أثر هذا الإعلام على رفع وعي الأسرة وتنمية قدراتها على مواجهة المسائل الشائكة. وفي الجلسة ذاتها، قالت صالحة غابش المستشار الثقافي بالمجلس الأعلى للأسرة في الشارقة، «إننا جميعاً نؤمن بأهمية الإعلام في نشر الوعي الأسري والمجتمعي بالقضايا العامة المتعلقة بالإنسان الذي يؤثر ويتأثر بمجتمعه». لكن غابش أشارت في الوقت عينه إلى أن انعطاف الإعلام عن هذا الاتجاه في كثير من الأحيان إلى اتجاهات سلبية انعكس على سلوكيات الأجيال الشابة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©