الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السالفة فيها «إنَّ»

السالفة فيها «إنَّ»
8 مايو 2009 01:17
بما أن الصيف قد اقترب وبدأ الحديث يكثر عن السفر فإن الإعلانات عن العروض الترويجية تزيد في هذه الفترة، وكلها تحاول لفت انتباه المسافرين والفوز بجزء من كعكة سوق السفر المطبوخة آلياً على لهيب حرارة الصيف. من بين العروض وما أكثرها كان إعلان منشور في الصحف لإحدى الشركات الأوروبية المعروفة يقدم أسعاراً مخفضة للسفر إلى أي مقصد في أوروبا تبدأ من 600 درهم فقط. والعرض في الحقيقة غير عادي ويثير الفضول لعدة أسباب منها أن السعر المعروض مخفض بصورة لا تتجرأ عليه شركات الطيران الاقتصادي والتي تعتمد في بقائها على الأسعار الرخيصة، وعلاوة على فتح فترة طوال الصيف ولغاية منتصف شهر سبتمبر، وهو أمر جوهري للاستفادة من العرض لأننا نشاهد الكثير من العروض المخفضة في هذه الفترة لكنها جميعاً تشترط إتمام عملية السفر قبل دخول فترة موسم السفر الحقيقي في شهري يوليو وأغسطس وهو الأمر الذي يعني عملياً عدم استفادة معظم المسافرين منه، من يرغب في السفر الآن والبقاء في عز الصيف ؟! بدافع الفضول دخلنا على موقع الشركة على «النت» وكان هاجسنا أن السالفة فيها «إنَ» وان هناك أمراً غير طبيعي في العرض وما خاب الظن، سعر التذكرة البسيط ظاهرياً ترافقه ضريبة تصل قيمتها إلى حوالي ثلاثة أضعاف السعر، والمعنى أن القيمة التي سيدفعها المسافر في النهاية تفوق في قيمتها أسعار العديد من شركات السفر الأخرى ! في هذه الحالة كيف تنظر للأمر، هل يمكن أن تعتبره شطارة من قبل الشركة في أن تنجح في أن تلفت الانتباه إليها وتجذب الزبائن لزيارتها أو الاتصال بها من خلال اعتمادها على أسلوب إعلاني مثير يدفع القراء للتوقف معه وعدم قلب الصفحة عنه ؟ أما انك يمكن أن تعتبره أسلوباً مظللاً والموضوع من الأساس مجرد طعم وجر رجل لأنك أول ما تسأل عن التفاصيل تكتشف أن الرقم المعروض يمثل الجزء الصغير من قيمة الرحلة ؟! بالتأكيد الموضوع إذا كان فيه نوع من الشطارة في البداية فإن نهايته ليست كذلك لأن الانطباع الذي يتولد من هذه النوعية من الإعلانات بأن الشركة صاحبته تتذاكى على المسافرين وعرضها فيه نوع من الخداع بإيهامهم أن العرض رخيص وبعدها يكتشفون أنه يفوق في قيمته عروضاً كثيرة موجودة في السوق من قبل شركات أخرى منافسه لم تحاول على الأقل استغفالهم. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©