يبدو جلياً أن الموسيقى ليست وحدها لغة عالمية، إذا ما مدّت الزهرة عنقها وأطلت بقدها الممشــــــوق بين الأصابع، فلغة الزهور تجيدها كل الأمم والشــــعوب، وهي لغة جميلة دافئة لطيفــــــة لا تعرف سوى حروف زاهية اللون خلاّبة، لها رائحة شذية تفعم الأجواء. وهي الآن تنتشــر أكثر ما تنتشـــــــــر في ســــــــوقها المخصص لها، فقد أصبح ســـــــوق الزهور والنباتات في مينــــاء زايد بأبوظبي، منذ تأســـيسه قبل نحو 15عاماً، حديقة غنــاء لمحبي الزراعة، ومتنفســــــــــاً لهواة شــراء غرسات وشـــتلات الزهور ونبـاتات الزينــة والشـجيرات. ويعيش السوق في هذا الفصل من السنة حالة من الانتعاش، وتنشط حركة البيع والشراء فيه خلال الفترة الحالية، بعد أن كانت تقتصر على قلة من المشترين، خاصة أصحاب الفلل المرفقة بحدائق تحتاج إلى شجيرات زهور ونباتات زينة وغيرها. حيث يقوم الباعة ببيع أنواع عديدة من الشتلات، في نحو 35 محلا فوق رصيف يمتد نحو 900 متر. ويعزو بائعون في السوق ارتفاع حركة بيع (النباتات) إلى 30%، مقارنة مع الأشهر الماضية، إلى احتياج الحدائق في فترة الصيف وبداية موسم الإجازات وانشغال المواطنين والمقيمين بإجازاتهم السنوية والسفر الى خارج الدولة، إلى أنواع محددة من النباتات، يشير إليها جويد خلاص- بائع في أحد المشاتل، يقول «ينتعش هذه الآونة بيع النباتات الصحراوية التي تنمو وتعيش في شهور الصيف دون حاجة إلى السقاية، وتشكّل عامل حماية للشجيرات والزهور المتوفرة في حدائق البيوت وشرفات المنازل، وهي أصلاً نباتات موطنها صحارى الدولة، أشهرها (الرزيق، الرخامية، المليح، النصّي، العلنودة، القصيبة، التنان) وغيرها كثير، يتراوح سعر الشتلة من 5 - 15 درهما. بينما يتراوح سعر شتلات الزهور الصيفية التي تحيا في ظل ظروف بيئية قاسية من 15- 55 درهما». من جهته، يقول عيسى الدرعاوي- صاحب محل زهور في السوق «تختلف أنواع الشتلات والغرسات والزهور بحسب الرعاية التي تتطلبها، وبحسب دولة المنشأ، فمصادر النباتات وشتلات الزهور متنوعة، منها ما هو متوفر في الدولة كمشاتل أبوظبي والعين ودبي، ومنها يستورد من السعودية وسلطنة عمان وسورية ومصر، ومن دول أوروبية مثل هولندا، وآسيوية مثل تايلاند، وأفريقية مثل جنوب أفريقيا، جميعها مؤهلة للعيش داخل وخارج البيوت، وتصل إلى حوالى 150 نوعا». وإلى جانب ما يشكله السوق من مركز لتجارة الشجيرات بأنواعها ونباتات الزينة والزهور المختلفة الألوان والأشكال والرائحة، فهو يعد مركزاً لبيع الأسمدة والمواد الكيماوية الضرورية للحفاظ على النباتات في كل المواسم، خاصة فصل الصيف
عدد اليوم
