السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإغاثة العاجلة تخفف أعباء المنكوبين

الإغاثة العاجلة تخفف أعباء المنكوبين
15 فبراير 2015 00:46
جعلت الإمارات واقع الشعوب المنكوبة لحظة باهرة من العطاء والإخاء عبر تقديم مساعدات عاجلة جسدت مفهوم الانسانية الشامل وأعطت بسخاء لتصل في نهاية الأمر إلى مكانة مرموقة في التفاعل مع أزمات الشرق والغرب، ولا تزال تجربتها الخصبة الغنية مستمرة، وكذلك دورها الطليعي في الفضاء العالمي، فوصلت قوافل مؤسساتها الخيرية والإغاثية العاجلة إلى مشارق الأرض ومغاربها لترسم البسمة على شفاه مريض، وتلملم جراح مكلوم، وتعيد السلام إلى طفل فقد الأمان حرمه الزمن من دفء الأوطان. حول دور دولة الإمارات في تقديم المساعدات العاجلة للدول المتضررة أو التي تحتاج إلى إعانات ومنح يبين معالي وزير الطاقة سهيل المزروعي أن الحملة الإنسانية «تراحموا» على سبيل المثال ساهمت في التخفيف من معاناة اللاجئين، إخواننا في الشام من أجواء البرد القارس، لافتاً إلى أن (تراحموا) التي أمر بإطلاقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعبر عن الحس الإنساني العالي لقائد دولتنا ودعوة من سموّه لكل مواطن ومقيم على أرض الدولة للمشاركة في تخفيف آلام ومعاناة أخواننا المتضررين، وهي استمرار لمسيرة طويلة من العطاء والتكافل من قبل قيادة وأفراد المجتمع في دولة الإمارات، وبذرة خير زرعها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. نظرة إنسانية ويقول أحمد شبيب الظاهري، مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية: «إن النظرة الإنسانية للمغفور له الشيخ زايد - رحمه الله- كانت في حد ذاتها من أكثر المبادرات تلبية لنداء الواجب والضمير الإنساني، واستمرت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية بالعمل على نهجه، ملبية النداء الذي يصدر من رئاسة الدولة لمد يد العون والمساعدة للفئات المنكوبة. وأشار إلى أن المؤسسة ساهمت في فلسطين بإعادة بناء المدارس والعيادات والمستشفيات وتقديم الغذاء والمياه، ولم تكتف بتلبية النداء الوطني للإغاثة، بل كانت ولا تزال تبادر بتقديم المساعدات الإغاثية وشاركت بوفود عديدة إلى مخيمات اللاجئين في المملكة الأردنية الهاشمية، وغيرها. وعقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية الراعية لهذا الشأن. دور متميز وعن حجم المساعدات المقدمة من المؤسسة ذكر أن مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية قدمت عدداً المشروعات، حيث بلغت أعداد الدول التي حصلت على مساعدات من المؤسسة 133 دولة في قارات العالم الست، وأنفقت ما يساوي 100 مليون دولار أميركي خلال السنوات الثلاث الماضية. أزمات عصيبة كشف عبدالله سلطان بن خادم، عضو مجلس إدارة «جمعية الشارقة الخيرية» ومديرها التنفيذي عن حجم المساعدات التي قدمتها على مدار السنوات الثلاث الأخيرة للمتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب المشتعلة في دول آسيوية وإفريقية عدة، حيث قدمت الجمعية حملات إغاثة عاجلة لهذه الدول قدرت بمليونين و517 ألفاً و458 درهماً في الأعوام الثلاثة الأخيرة 2012,2013,2014 لإغاثة المنكوبين جراء مما ألمّ بهم من أزمات مثل حروب العدوان الإسرائيلي في فلسطين وفيضانات السودان والهند والفلبين، والمتضررين من انتشار الأمراض والأوبئة في موريتانيا وليبيريا، والصومال التي تعاني آثار المجاعة القاتلة، ونفذت الجمعية خلال عام 2012 ثماني حملات إغاثة عاجلة بقيمة 663 ألفاً و112 درهماً، وقدمت (خيرية الشارقة) مساعدات عاجلة بلغت 118 ألف درهم لمتضرري السيول في السودان، وفي عام 2013 أرسلت حملات إغاثة للدول التي تعرضت لأزمات عصيبة خلال العام، وبلغت إجمالي مساعدات الجمعية العاجلة خلال العام قرابة 643 ألف درهم، وفي العام الماضي رصدت جمعية الشارقة الخيرية حملات إغاثة عدة، بلغت تكلفتها مليوناً و211 ألفا و458 درهماً، وخلال هذا العام 2015 قدمت مساعدات عاجلة لمتضرري الأعاصير في جمهورية الفلبين بنحو 73 ألفاً و165 درهماً. مواقف إنسانية ويرى سفير ماليزيا داتو، أحمد أنور بن عدنان، أن دولة الإمارات واحدة من الدول التي سارعت لتقديم مساعدات إنسانية لماليزيا عندما تعرضت لفيضانات في ديسمبر عام 2014 إذ إن تلك الفيضانات كانت الأكبر من نوعها خلال الثلاثين عاماً الماضية، ووصل عدد المتضررين نحو 250 ألفاً، وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية قدم الهلال الأحمر الإماراتي المساعدات، إذ كان أول جهة أجنبية تسارع في تقديم مساعدات عاجلة لضحايا الفيضانات. ويؤكد أن في 2013 عبر سكان ولاية باهانج عن بالغ سعادتهم لكون الهلال الأحمر الإماراتي أمضى أكثر من ثلاثة أشهر في قراهم ووزع مساعدات إنسانية وإغاثية، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي قدم نحو 63.7 مليون درهم لضحايا الفيضانات في باهانج. ويقول السفير الماليزي داتو أحمد أنور بن عدنان: «باسم شعب وحكومة ماليزيا، أود أن أعبر عن شكري الخالص للحكومة الإماراتية والهلال الأحمر الإماراتي على كل المساعدات التي قدموها لماليزيا». قواسم تاريخية ويؤكد سفير باكستان في الدولة، آصف علي خان دراني، أن العلاقات بين الإمارات وباكستان تقوم على أساس متين وأواصر عميقة من الصداقة والمودة المتبادلة التي تتجاوز كل القواسم التاريخية بين البلدين، وتتسامى على القرب الجغرافي والمشتركات الأخرى في الدين والثقافة والحضارة، مشيراً إلى أن البلدين وقفا معاً جنباً إلى جنب في محطات تاريخية متعددة وبخاصة في المحن وأوقات الشدة، ويرجع الفضل في هذه العلاقة المتميزة بين البلدين إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي وضع اللبنات الأولى لهذه العلاقة المتينة، فلا غرو أن يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل الأمة الباكستانية، لا سيما وأن أياديه البيضاء تظهر في كل ركن من أركان باكستان، في الطرق، والجسور، وكذلك الأمر في المستشفيات والجامعات التي أقامها ولا تزال تحمله اسمه حتى اليوم كدليل ساطع يشهد على عمق ومتانة العلاقات الثنائية، وتعتبر دولة الإمارات شريكاً أساسياً لباكستان منذ قيامها، والصديق المخلص الذي لا يتردد في تقديم الدعم والوقوف إلى جانب الشعب الباكستاني في الملمات سواء فيما يتعلق بالزلزال العنيف الذي ضرب باكستان في 2005، أو بالفيضانات المدمرة في عامي 2010 و2011، حيث كانت الإمارات في صدارة الدول التي قدمت المساعدة لباكستان ومن ثم التخفيف من معاناة شعبها. ويلفت إلى أنه في عام 2011 انطلق برنامج المساعدات المخصص لباكستان، والذي بموجبه أقيمت مشاريع عديدة في مجالات مختلفة تعلقت بالبنى التحتية والتعليم والمياه والقطاع الصحي، بقيمة إجمالية وصلت إلى 546 مليون درهم، لتحتل باكستان بذلك المرتبة الثالثة في قائمة الدول المستفيدة من الدعم المالي الإماراتي. مساعدات للمتضررين قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مساعدات عاجلة لإغاثة منكوبي الإعصار العنيف «سدر» الذي ضرب بنجلاديش، وأودى بحياة الآلاف، وشرد الملايين في نوفمبر 2007، وذلك بتجهيز 36 ألف طرد غذائي، و50 ألف بطانية. كما قدمت المؤسسة مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة منكوبي الإعصار العنيف «نارجيس» الذي ضرب بورما «ميانمار» في 3 مايو 2008، وأودى بحياة 22500 ألف شخص، وتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب إقليم بلوشستان جنوبي غرب باكستان في 2008. إضافة إلى ذلك تم تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من السيول في اليمن، وقامت المؤسسة بتقديم مساعدات لنحو ألفين و400 متضرر، شملت المواد الغذائية المتكاملة والخيام والبطانيات. وقدمت «خليفة الإنسانية» مساعدات عاجلة للنازحين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم في مدينة سوات الباكستانية جراء المعارك الدائرة هناك، وفي الفلبين قدمت المؤسسة مساعدات إنسانية للمتضررين من الفيضانات التي اجتاحت الفلبين، كما قدمت مساعدات عاجلة لمتضرري زلزال أندونيسيا، وقدمت المؤسسة مساعدات غذائية ومستلزمات طبية لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب هاييتي، وأودى بحياة عشرات الآلاف، وشرد مئات الآلاف، وأحدث دماراً هائلاً في البنية التحتية. تمويل وصيانة بفضل التوجيهات الكريمة من سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الأمناء، وأخيه سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الأمناء أنجزت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية الكثير من برامجها ومشاريعها التنموية والإنسانية والخيرية في ست قارات، موزعة على عدد 133 دولة في العالم، وبمبلغ يربو على 511 مليون دولار أميركي حتى نهاية 2014م، ونفذت المؤسسة من قبل مشاريع خيرية في الضفة الغربية وغزة بلغت تكلفتها نحو 75 مليون درهم، ومن بينها تمويل صيانة خمس مدارس في الضفة الغربية، وخمس مدارس أخرى في قطاع غزة، أشرفت عليها الاونروا. كما أقامت مؤسسة زايد على نفقتها مبنى كلية زايد للتمريض في جامعة النجاح الفلسطينية في نابلس، وتنفذ حالياً مشروعاً كبيراً في الأراضي الفلسطينية يتم من خلاله منح التطعيم لنحو 300 ألف فلسطيني ضد أمراض الالتهابات الرئوية والسل والشلل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©