إسطنبول (وكالات)
أخلى القضاء التركي أمس سبيل أربعة أكاديميين يحاكمون بتهمة القيام بـ«دعاية إرهابية» على خلفية قراءتهم علنا وتوقيعهم «عريضة من أجل السلام»، غير أن محاكمتهم قد تتواصل على أساس اتهامات جديدة على ما أفادت محامية حضرت الجلسة. وقالت المحامية بينان مولو إنه لم تتم تبرئة الأكاديميين بل أُخلي سبيلهم في انتظار ملاحقات جديدة قد تصدر في حقهم «استنادا إلى المادة 301 من القانون الجنائي التركي» المتعلقة بإهانة الدولة والهوية والمؤسسات التركية، وهو ما يتطلب موافقة وزير العدل.
وأشارت إلى أن الجلسة المقبلة المخصصة للاستماع إلى الأكاديميين تحددت في 27 سبتمبر. وكان المثقفون الأربعة يحاكمون بعدما قرؤوا علنا ووقعوا عريضة تندد «بمجازر» ارتكبتها قوى الأمن التركية خلال عملياتها في المدن التركية التي فرضت عليها حظر تجول بهدف مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني.
واعتقلت السلطات التركية الأساتذة الأربعة في مارس الماضي بعدما تلوا إعلانا يدعو لإنهاء العمليات الأمنية في جنوب شرق تركيا الذي يقطنه أغلبية من الأكراد.
وكان هؤلاء ضمن أكثر من 2000 أستاذ جامعي وقعوا التماسا يدعو للسلام. وبعد ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن من وقعوا على الالتماس سيدفعون ثمن «خيانتهم». وهم يواجهون عقوبة قد تصل إلى السجن سبع سنوات ونصف.
في موازاة ذلك، تواصلت محاكمة رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» اليومية المعارضة جان دوندر ومدير مكتبها في أنقرة أرديم غول، المتهمين بالتجسس، وذلك في جلسات مغلقة قبل محاكمة الأساتذة الجامعيين.
وافتتحت الجلسة الثالثة لمحاكمة الصحفيين صباح أمس في قصر العدل بإسطنبول الذي أُحيط بحواجز أمنية ونشر في محيطه عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب وشاحنتان مصفحتان مزودتان بمدفعين للمياه.
وتجمع أمام المبنى نحو 500 شخص، بينهم كثير من الجامعيين، دعما للمتهمين في المحاكمتين وسط هتافات «الحرية لأقلامنا» و«كل الفخر بجامعيينا».
ومنذ أشهر، يعيش جنوب شرق البلاد حيث أكثرية السكان من الأكراد، على وقع معارك دامية يومية بين الأمن التركي والمتمردين. وقتل أكثر من 350 جنديا وشرطيا في المواجهات بحسب السلطات التي أعلنت كذلك مقتل أكثر من 5000 عنصر من حزب العمال الكردستاني، وهو رقم تعذر التحقق منه.
وقتل أمس ثلاثة جنود وأصيب آخرون بجروح في انفجار عند مرور قافلتهم العسكرية في تونجلي في جنوب شرق تركيا.
وفي مطلع الشهر، اقترح أردوغان سحب الجنسية التركية من كل من يعتبر «متواطئا» مع حزب العمال الكردستاني من محامين ومثقفين وصحافيين ونواب. واحتلت تركيا المرتبة 151 من 180 في الترتيب العالمي الأخير لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود سنويا، فتوسطت طاجيكستان وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
عدد اليوم
