درة تـــرقص وتغــني بماجستير سياسة

بنت بلد من قلب الحارة المصرية·· جميلة ورشيقة وتجيد الرقص الشرقي بكل دلال·· هكذا أطلت درة التونسية على شاشة السينما من خلال فيلم ''الأولة في الغرام'' لتجسد شخصية ''ونيسة'' الفتاة الشعبية التي تغني وترقص وتؤدي مشاهد الاغراء بلا ابتذال، ولتجتاز في أول اختبار عقبات اللكنة وتذيب الحواجز لتدخل القلوب في زمن قياسي· بهذا، تكون ''درة'' قد قدمت أوراق اعتمادها كممثلة شاملة من خلال فيلمين عرضا في الموسم السينمائي الأخير، هما: فيلم ''الأولة في الغرام'' و فيلم ''الحب كده'' وقامت فيه بدور أم عاملة ومثقفة لطفل وطفلة تضطرها ظروف عملها لترك أبنائها مع جارها الشاب حمادة هلال الذي تشعر نحوه بالارتياح، وهو دور يجمع بين الرومانسية وخفة الظل· لم تتصور درة أن تصبح ممثلة رغم حبها للفن بكل أنواعه منذ طفولتها· وكانت تتصور أنها ستعمل في مجال التدريس بالجامعة او تلتحق بإحدى المنظمات الدولية، عندما قررت أن تدرس العلوم السياسية التي تعشقها على حد قولها، وهي لم تخطط لتكون ممثلة لكنها وجدت خطواتها تقودها إلى عالم الفن· بدأت احتراف الفن منذ خمس سنوات، وشاركت في ثلاث مسرحيات ومسلسلين للتليفزيون في تونس ثم مسلسل في سوريا هو ''فارس بني مروان''، وقدمت بعض الادوار في السينما التونسية لكنها كانت تفكر دائما بالعمل في السينما المصرية· بالموهبة وحدها وحول دخولها مجال التمثيل بلا دراسة واعتمادها على الموهبة فقط قالت: ''أحببت الفن منذ طفولتي وكنت أشارك في أعمال مسرحية بالمدرسة، وعندما بدأت العمل على مستوى الاحتراف التحقت بورشة لتدريب الممثل وحصلت على عدة دورات''· وأكدت درة ان مجيئها إلى مصر كان حلمها لأن القاهرة هي هوليوود الشرق لما تتميز به من انتاج سينمائي غزير· وتضيف: الانتاج السينمائي في تونس محدود إلى حد ما من حيث كم الافلام والتوزيع ومعظم الافلام تعرض في تونس فقط، وكنت أتمنى ان تتسع تجربتي في التمثيل، خاصة بعد ان انتهيت من رسالة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة بيروت· وتروي درة قصة أول عمل صورته في مصر قائلة: جئت إلى القاهرة وقابلت المخرج الكبير يوسف شاهين، ورشحني لدور صغير في فيلمه ''هي فوضى''، واثناء التصوير جاءني اتصال من السيناريست وحيد حامد والمخرج محمد علي، حيث رشحاني لفيلم ''الأولة في الغرام'' وعرضا عليّ دور ''ونيسة'' وأجريا لي اختبار كاميرا· وسعدت بأن يكون أول عمل سينمائي لي في مصر من خلال هذا الدور الذي اعتبره تحديا كبيرا لي كفنانة تونسية· وأضافت درة: أنا فخورة ان تكون بدايتي مع اساتذة كبار مثل يوسف شاهين، فهو شخصية مميزة وله رؤية كمخرج عالمي· وما زلت شغوفة بالعمل معه مرة أخرى، فقد كانت مساحة الدور صغيرة لكني استفدت· ويكفي ان تكون أول خطوة لي في السينما المصرية مع المخرج العالمي يوسف شاهين· مجرد صدفة وعن ظهورها كبطلة ثم ظهورها في أدوار ثانوية بعد ذلك، تقول: الموضوع ليس مجرد بطولة وإنما هي صدفة ان تعرض لي الافلام التي لعبت فيها أدوار بطولة قبل عرض الافلام التي صورتها في بداية مجيئي إلى مصر مثل: ''هي فوضى'' و''جنينة الاسماك'' مع المخرج يسري نصر الله· ما يهمني ان يكون الفيلم كله متميزا ودوري له تأثير مهم على الاحداث، وعلى سبيل المثال وافقت على المشاركة في فيلم ''ليلة البيبي دول'' مع المخرج عادل اديب رغم انه دور ثان لكنه فيلم ضخم يضم نجوماً متميزين، مثل: محمود عبدالعزيز ونور الشريف وجمال سليمان ومحمود حميدة وسلاف فواخرجي وليلى علوي، وليس لدي مانع من أن اظهر حتى كضيفة شرف في فيلم مهم على هذا المستوى الضخم من الانتاج· وقالت: الفنان يريد ان يتقدم ويصبح بطلا لكني أحاول التدقيق في اختياراتي ولا أتعجل، لذلك اعتذرت عن بعض الافلام التي عُرضت عليَّ رغم انها بطولة مطلقة لأني لا أقيس الموضوع بالمساحة والحجم ويهمني القيمة الحقيقية للعمل· وتكشف درة سر تميزها في أداء بنت البلد المصرية قائلة: شخصية ''ونيسة'' بعيدة تماما عني، لكني وجدتها مرسومة بطريقة واضحة بقلم السيناريست الكبير وحيد حامد، وهي موجودة في ذاكرتي من الافلام المصرية القديمة وقدمتها فنانات كبيرات وتخيلتها واحدة من بطلات روايات نجيب محفوظ· أما إجادتي للهجة المصرية فجاءت من احتكاكي بالشارع المصري· وأما الرقص الشرقي فهو أيضا اجتهاد مني لأني احب الاستعراض والرقص بكل انواعه، وكنت اتدرب على الباليه في تونس· الرقص في رأيي إحدى أدوات الممثل، وكنت معجبة جدا بالفنانة شريهان وأرى انها أفضل ممثلة أدت الاستعراض بلا ابتذال· وعن جديدها قالت: انتهيت من تصوير دوري في فيلم ''كلاشنكوف'' مع محمد رجب وغادة عادل، وأنتظر عرض فيلمي ''جنينة الاسماك'' و''هي فوضى''، وأستعد لتصوير دوري في فيلم ''ليلة البيبي دول''، وأشارك كضيفة شرف في فيلم ''المسافر'' مع النجم العالمي عمر الشريف· ولديَّ فيلم جديد بعنوان ''زي النهاردة'' مع غادة عادل ويوسف الشريف تأليف واخراج عمرو سلامة، كذلك اشارك في بطولة فيلم ''2*''1 مع احمد الفيشاوي ودُنيا سمير غانم وهو تجربة شبابية· أنا حريصة على التنوع لأستفيد من خبرة الاساتذة وأتواصل مع جيلي من شباب السينمائيين·