الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غسان مسعود ·· مطارد يسكن الأنفاق

غسان مسعود ·· مطارد يسكن الأنفاق
29 ديسمبر 2007 23:44
يشكل النجم السينمائي السوري غسان مسعود حالة فريدة في الفن السوري· ومنذ ظهوره في فيلم (مملكة السماء) بدور صلاح الدين الأيوبي شارك في عدد من الأفلام الأميركية والغربية، وحقق نجومية واضحة· آخر أفلامه كان من إنتاج مدينة (والت ديزني)· أما الفيلم الذي أسعده فهو الفيلم المصري (القناص) الذي يجسد فيه دور قائد مقاومة مطارد ومطلوب رأسه من قبل إسرائيل· لغسان مسعود وجهات نظر مبدئية وحادة في الفن يلزم نفسه بها، وقد تقلق الآخرين، لأن معاييرها صعبة· وفي هذا الحوار يكشف بعضاً منها· يقول غسان مسعود عن السبب في تأخر دخوله ميدان السينما العالمية: كان على العالم أن يراني خارج سوريا، لأن السوريين لم يساعدوني ولم يقدموني· وكان على وكيلة أعمالي في الخارج أن تراني في مسلسلي (الحجاج) و(ذكريات الزمن القادم) عبر الفضائيات العربية، وكانت في ذلك الوقت تبحث عن ممثلين عرب لأجل فيلم (مملكة السماء)· وعندما رأتني لأول مرة، قالت: إن غسان وجه مناسب لشخصية صلاح الدين الأيوبي· وبمجرد أن التقينا اعتقدت أنه قد يكون لي حظ جيد في هذا الفيلم، ومن بين مئات الممثلين المرشحين لهذا الدور تمت الموافقة علي· ويضيف غسان: أنالم أقدم نفسي· هم الذين بحثوا عني، ووجدوني، وقدموني· مع القراصنة لكن نجمنا يعبّر عن ندمه لمشاركته في الفيلم الأميركي (قراصنة الكاريبي) الذي أنتجته (والت ديزني) لأن الدور كان صغيراً، وتم تصغيره أكثر في المونتاج، ويقول: بمقاييس الدراما والعمل عندنا، فإني نادم، ولكن المكسب الجوهري من هذه التجربة، أنني تعرفت إلى مجموعة من الفنانين العالميين، كما تعرفت عن قرب على استوديوهات (ديزني)، وهذا الاحتكاك المباشر له قيمة كبيرة· كما أنهم قالوا إن الدور سيتطور في الأجزاء الثلاثة القادمة، وأنه سيكون لي حضور جيد جداً فيها· وغسان نادم أيضاً لرفضه المشاركة في فيلم (سيريانا) الذي حقق نجاحاً وحصل على عدة جوائز، والأهم أنه لم يكن يحمل أي إساءة للعرب والمسلمين، يقول: توقعت أن يكون الفيلم مسيئاً للسوريين أو العرب، والحقيقة أن مخرج الفيلم (ستيفن كيغان) كان صادقاً، وكان علي أن أصدقه، عندما تفاوضنا على العمل في دبي، لكني شككت في نواياه، ولم يكن لي معرفة سابقة به· وبما أنني لم أكن قادراً على التنبؤ بالنتائج سلفاً، رفضت العمل· ويعبر غسان مسعود عن امتعاضه من الرقابات العربية التي منعت عرض فيلم (وادي الذئاب) التركي الذي شارك فيه· ويذكر أن الفيلم عرض في الولايات المتحدة، كما أن اثنين من أبطاله أميركيان· وقد حقق أعلى إيرادات في ألمانيا، وهو يكشف فضائح أميركا العسكرية في العراق· ويتساءل لماذا نمنع عرضه في البلاد العربية، ولماذا نكون ملكيين أكثر من الملك؟· ويبدي غسان سعادة لمشاركته في الفيلم المصري (القناص)، ويتحدث عن هذه التجربة بمنتهى الاحترام، ويقول إنه أدى دور قائد ميداني للمقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، يعيش تحت الأرض، ومطلوب رأسه من إسرائيل، وهو يعقد صفقات شراء أسلحة مع الإسرائيليين، كي يحاربهم بها، وأعتقد أنني أجسد بهذا الدور شخصية مهمة جداً، وقد أحببتها كثيراً· صورة سوداء وإزاء الصورة البشعة التي تقدمها هوليوود عن العربي يرى غسان أن العرب غائبون، ولأنهم غائبون، فإن هناك آخر يملأ الفراغ كله، وهذا الآخر يعمل ليل نهار على إظهار صورة بيضاء عن نفسه، تقابلها صورة سوداء عن العرب!· ويضيف: لماذا نستغرب أن يدعي اللوبي الصهيوني بأن اليهود هم مخلّصو العالم، وأن العرب مدمروه!· وهل نظن أن العالم جمعية خيرية، ويجب أن يقف إلى جانبنا دون أن نحرك ساكناً؟· العالم والدول مصالح، ونحن نستطيع أن نحضر في الساحة حين نقرر· فإذا دخل أحدنا الآن بمئة مليون دولار، سيجد أن الكثير من الشركات، ستعطيه امتياز صناعة الأفلام باسمها· وعندها فليقدم ما يشاء من التاريخ العربي، من أوله إلى آخره· وبرغم كل ما حققه، فإن غسان مسعود يحلم بدور في السينما الأميركية يرضي قناعاته كعربي، ويضيف: كنت أعتقد أن ما يرضي العرب هو ما يرضيني كمواطن عربي، لكني اكتشفت أن القصة ليست كذلك أبداً· لذا أحلم الآن بدور يرضيني أنا، لأنني لا أكفر بقيم ثقافتي، ولا أقدم دوراً لا يخدمها· ينفي غسان كونه يشارك بكثرة في التلفزيون، ويقول: أنا غير حاضر في التلفزيون، ولم أعمل فيه منذ أربع سنوات· أما المشاركات القليلة التي قدمتها خلال هذه السنوات، فكان ينبغي أن أقدمها لأكثر من سبب، مثل شخصية الإمام (علي الرضا) التي لعبتها في مسلسل المخرج شوقي الماجري، وبتقديري إن هذه الشخصية مهمة جداً، وقد لعبتها كمساهمة مني في إثبات حسن النوايا، وللتأكيد على أنني أشتغل لو عرض علي دور له قيمة· وفي المقابل فقد رفضت هذه السنة ثلاثة عشر عملاً تلفزيونياً، ولم أشارك إلا في مسلسل (الهاربة) مع سوزان نجم الدين، وبالتالي فأنا أقل الفنانين حضوراً في التلفزيون، ولست متهافتاً· ويطلق غسان مسعود تحذيراً من الخطر الذي يهدد الدراما السورية، ويبدو حازماً وقاطعاً: أنا أقول إن الدراما السورية مهددة، ونحن نعيش حالة من السكون، وعلينا مراجعة أنفسنا، وإعادة حساباتنا والنظر في كثير من الأشياء، فهناك أزمة حقيقية في الدراما السورية· والأكثر خطراً فيها أن نصدق أننا هزمنا الدراما العربية، حيث سيركبنا الغرور، ولن نطور أدواتنا وآليات عملنا، ومن ثم سيحصل التراجع، وتليه الكارثة!· ويرى مسعود أن الفنان حالة ثقافية وليس حالة تسلوية، فهو يتعاطى في الشأن الثقافي، لأن الفن والشعر والموسيقى جزء من المشهد الثقافي، والفنان عنصر ناشط في مجتمعه، ومن واجبه أن يعرف من كل علم طرف· ويضيف: هذه ليست ميزة لغسان مسعود، فغيري يجب أن يكون كذلك· وأنا لم أميّز الشعر عن بقية الأشكال الإبداعية التي أهتم بها، حتى محاولات العزف على الآلات الموسيقية، هي جزء من شخصيتي التي قد لا يعرفها بعض الناس عني· ولا يجيب غسان مسعود عن سؤالي إذا كان يكتب الشعر لكنه يقول: أنا أقرأ المتنبي· أما أدونيس فحالة أخرى لأنه فيلسوف و صوفيّ الشعر·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©