الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

دروس عملية في تعلم الحرف اليدوية

دروس عملية في تعلم الحرف اليدوية
22 ابريل 2016 23:36
موزة خميس ( دبي) يختتم مهرجان «دبي وتراثنا الحي»، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، فعالياته اليوم السبت، في حي الشندغة التاريخي. تأتي هذه الفعاليات تزامناً مع اليوم العالمي للتراث، الموافق 18 أبريل من كل عام، وينصب تركيز هيئة دبي للثقافة والفنون في مختلف أنشطتها وفعالياتها، على تحقيق جملة من الأهداف، يأتي في مقدمتها إثراء المشهد الثقافي في المدينة، وانتماؤها إلى محيطها الثري بتراثها العربي. دروس مباشرة ويستطيع الزائر لقرية التراث بمنطقة الشندغة، أن يتلقى دروساً في الحرف اليدوية مباشرة من الحرفيين القائمين على العمل بالقرية، وبالمواد الأصلية التي عمل عليها المواطن الإماراتي منذ زمن الأجداد. وحرصت إدارة المهرجان على تعريف الزوار بالحرف والبيئات التراثية القديمة، وعلى سبيل المثال فقد انتقلت البيئة البحرية بكامل معداتها إلى القرية، ليتم إنتاج احتياجات البحارة والصيادين أمام الزوار، حتى حرفة صبغ الأقمشة بالألوان الطبيعية، كان هناك من يعرف بها في المهرجان. فرصة للابتكار وقالت فاطمة لوتاه، مدير إدارة مراكز دبي للتنمية التراثية: «المهرجان يقام للعام السادس على التوالي، ويشارك فيه نحو 40 حرفياً، يمارسون الحرف القديمة بشكل حي أمام الجمهور، ومن أهم الأهداف أن يتعلم الزائر مباشرة من الحرفي الحرفة التي تستهويه، وقد تم توفير الأدوات والمستلزمات كافة، إلى جانب إننا وفرنا لطلاب بعض المدارس حصة لتعلم بعض الحرف، خاصة تلك التي يهواها الطلاب، ووجدنا إقبالاً كبيراً، ولكن الجديد هو إننا قدمنا للطلاب فرصة للابتكار وتطوير الحرف المختلف عبر أفكار جديدة، واليوم لدينا بعض المنتجين، حيث فتح أحدهم مشروعاً مدعوماً من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم المشاريع الصغيرة، كما أننا بصدد فتح ورشة في متحف الفهيدي، لأن الكثير من الزوار قد تحدثوا معنا حول إمكانية توفير ورش ودورات لتعليم بعض الحرف». راحة نفسية وفي دكاكين القرية التي تفوح بعبق الماضي، وتجعل الزائر يشعر بالبهجة والراحة النفسية، جلست في كل دكان سيدة من الحرفيات المتخصصات، ومنهن حليمة خميس بالرشيد، وكان حولها الكثير من الأعشاب والمأكولات التي لها قيمة غذائية كبرى، وقد تم تجفيفها، تقول حليمة: «أحرص على تقديم شرح للزوار حول أسماء الأعشاب، وتلك النباتات، التي استخدمت كمأكولات مجففة، تلعب دوراً كبيراً في الشفاء من الأمراض». أما حليمة سعيد فقد احترفت التعامل مع «الجاشع»، وهي تلك الأسماك الصغيرة التي تسمى عومه أو متوت، وبعد تجفيفها تصبح جاشعاً، وبعد السحق يطلق عليها سحناة، ويتم تناولها مع الأرز والسمن والليمون، ويرغب فيها كل أهل الإمارات. حليمة محمد بن خلفان تقول «المرأة الإماراتية كانت تجيد كل شيء، فهي التي تفصل الملابس وتخيطها، وأيضا تصنع لها الزينة عن طريق الكاجوجة، وكانت تطحن حبوبها بالرحى، وتخض اللبن لتصنع الزبدة والسمن واللبن الحامض والرائب، وأمور أخرى كثيرة، لم تعد الكثير من النساء يحتجن لها، ولكن أنصح كل سيدة أن تتعلم كيف تصنع اللبن الرائب والسمن لأسرتها، لأن هناك فرقاً في النكهة والطعم، أما الطحن بالرحى فلم يعد أحد بحاجة إليه، لأن هناك كثيراً من الآلات التي تستخدم اليوم لسحق الحبوب أو التوابل لصنع البهارات». السيوف والخناجر من جهتها، قدمت شيخة راشد خميس، سيدة متخصصة في جمع أوراق الحناء الخضراء ثم تجفيفها لتصنع منها مسحوقا ناعما جداً، شرحاً وافياً حول الحناء وفوائدها المتنوعة، فيما تقول «فاطمة» التي جلست في محل لتصنيع زينة السيوف والخناجر وأيضاً لصناعة الأساور المطعمة بالقطع المزخرفة بوساطة الطرق على النحاس أو المواد المعدنية إنها بدأت مع القرية التراثية منذ سنين بعيدة، وهي تزين الخيزران وتحول العصي إلى عصا لها قيمه، وبها لمسة جمالية يفخر بها الرجل الذي يحملها. وتقول إن كثير من الزوار يدخلون للجلوس معها لتعلم هذه الحرفة، كما حرص ابنها أبومير على التعرف إلى مهاراتها في هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©