الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قطط يقع في فخ التهريج

قطط يقع في فخ التهريج
29 ديسمبر 2007 23:26
خاب أمل الأطفال في اليوم السادس من فعاليات مهرجانهم المسرحي المقام في الشارقة وهم يتابعون عرض قطط التابع لمسرح الفجيرة الوطني وكما هو واضح من العنوان فإن العرض يحكي عن قطين يجتمعان في مطبخ ويقومان بمغامرات يسعيان من خلالها لتحقيق الضحك عند الأطفال وبالتالي كان الوقوع في فخ التهريج وارد إلى درجة ظهرت فيها حالة خروج الممثلين عن النص وارتجال الحركات والألفاظ · معد ومخرج العرض حكيم جاسم قال إنه استلهم العرض من نص للكاتب البريطاني لويجي بيرانديللو وبالتالي كان سؤالنا طيلة العرض عن الفكرة التي يريد أن يقدمها، ماذا بعد عملية الصراع تلك؟ والى أين سنمضي مع أصوات القطط ؟ العرض بدأ متأخراً عن وقته نصف ساعة وحينما كشفت الستارة شاهدنا مطبخاً جميلاً لا يجد القطان مانعاً من أن يدخلاه ويعيثا فيه فساداً وتخريباً وتكسيراً للصحون، وقد بدا أن الطباخ الذي كان موجوداً في المطبخ يعاني من هذين القطين الشرسين اللذين يرغبان بأن يكون المطبخ مسرحاً لمعاركهما وحينما انكشف أمرهما صارا يتقاذفان التهم فكل واحد يريد أن يلصق التهمة بالآخر، تهمة العبث والتكسير في المكان والسرقة منه· تمضي المسرحية بكاملها ضمن هذا الاتجاه وضمن كم المهاترات التي كانت تخلق أحياناً جواً من الدعابة والكوميديا من دون أن يتبين إلى أين يمضي هذا العرض وفوجئنا بالطباخ يطلب من القطين إنهاء العمل وتحية الجمهور والأطفال· إذاً ما الإضافة التي قدمها عرض مقدم للأطفال؟ وأين هي ظلال بيرانديللو في عرض اقتبس عن أحد نصوصه ؟ لا شك في أن الممثلين صابر رجب وعبد الله الرشدي قدما أداءً طيباً محاولين قدر الإمكان الإفادة من حضور القط من خلال تقليد حركاته وصوته، ويبدو أن السخاء بقطع الديكور التي قدمت لنا خشبة مسرح بهية استأثرت باهتمام الحضور، جعلنا نتساءل كيف تسلل هذان القطان إلى هذا المكان ولماذا اختارا أسئلة كلها كانت برسم عرض فيه ارتجالات غير مدروسة وعناصر نص أحادية، خالية من الروح· الندوة التطبيقية بعد نهاية عرض مسرحية '' قطط'' مباشرة وكعادة المهرجان كل يوم، عقدت ندوة تطبيقية في قاعة المحاضرات بقصر الثقافة بالشارقة أدارها الأستاذ محمد غباشي وحضرها معد ومخرج العمل حكيم جاسم بالإضافة إلى طاقم العمل من ممثلين وفنيين شكر مدير الندوة في البداية طاقم العمل على الجهود التي بذلوها وحاول أن يشيد بالعرض بعد أن قرأ سريعاً في وجوه الحاضرين انتقادات كثيرة، ثم بدأت المداخلات تنهال على العمل واحدة تلو الأخرى فقد قال الدكتور فاضل الجاف الخبير المسرحي المعروف القادم من السويد لحضور فعاليات هذا المهرجان أن هذا العمل ارتجالي لا ضوابط له ولا مخرج وراءه وأكد أن النص غير واضح أو على الأقل إعداده لم يكن متقناً، فليس هناك أي فكرة يحملها العرض بالإضافة إلى عدم وجود ضبط لحركة الممثلين على الخشبة وأنها لم تكن مدروسة بشكل يشد الحضور هذا عدا إيقاع العرض الذي لم يكن هادفاً ولم يكن محدداً، بالإضافة إلى كون المستويات الدرامية المختلفة وغير المتناغمة التي قطعت أوصال العرض وجعلته يبدو كأنه ''سكيتشات'' غير مترابطة· علق الناقد المسرحي يحيى الحاج بقوله إن النص احتوى على مواء القطط المكرور فقط وأكد أنه لم يعرف ما الجدوى من العرض ككل في حين وضح إعجابه بأداء الممثلين لاسيما اللذين جسدا دور القطين فقد كانا مقلدين للقطط وهذا يعني أن الممثلين كانا مدركين لدوريهما، لكن بالمقابل لم يكن هناك خط درامي واضح للعرض من أجل أن يفيد من الجهد الذي قدم فوجدنا أنفسنا أمام عرض لا يعرف في أي اتجاه يريد أن يسير، كما تحدث الزميل حميد جاسم عن العرض وأكد أن جهداً واضحاً ظهر أثناء العرض لكنه أشار إلى عدم القدرة على فهم الفكرة المرادة من هذا العرض · في النهاية أجاب المخرج حكيم جاسم على بعض التساؤلات والاستفسارات لكن بدا عليه التوتر والانزعاج من بعضها وأكد أن هناك جهوداً بذلت من أجل تقديم هذا العرض لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©