الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرقم 350 والتغير المناخي

29 ديسمبر 2007 23:26
ربما كان هذا الشهر، الأكثر أهمية خلال العقدين الماضيين من تاريخ مكافحة خطر الإحماء الشامل؛ خاصة بعد أن حصل آل جور على جائزة نوبل التي نالها من ستوكهولم، وتمكن المفاوضون الدوليون من إحراز تقدم كبير في قمة بالي التي عقدت مؤخراً في إندونيسيا، في ذات الوقت الذي بذل فيه الكونجرس من الجهود التشريعية، ما يعمل على رفع عدد الأميال التي تقطعها السيارات الأميركية عن كل جالون من جالونات الوقود في المستقبل؛ غير أن التطور الأهم الذي حدث في هذا المجال، هو ما حدث في أحد اللقاءات العلمية التي عقدت في مدينة ''سان فرانسيسكو''، ويعود هذا التطور إلى الرقم 350 من المليون الذي توصل إليه العالم ''جيمس هانسن'' بوكالة ناسا للأبحاث الفضائية الذي تبدو أهميته لدرجة أن قمة بالي نفسها باهتة إلى جانبه· يذكر أن ''هانسن'' كان قد بدأ الحديث عن قلقه إزاء ظاهرة التغير المناخي، عندما أدلى بإفاداته عن ظاهرة التغير المناخي، أمام الكونجرس الأميركي قبل عامين، حيث قال: إن درجات حرارة الأرض ماضية في الارتفاع، وإن البشر هم المسؤولون عن هذا الارتفاع، وفي ذلك الوقت لم يكن من بد آخر سوى مجرد تخمين حد الارتفاع في درجات الحرارة المؤدي للخطر الفعلي، فالمعلوم منذ الثورة الصناعية، أن معدلات تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تقدر بحوالي 275 جزءاً من المليون· ولذلك فقد انصبت جهود العلماء وصناع السياسات، على ما الذي يحدث فيما لو تضاعف هذا الرقم، ليصبح 550 جزءاً من المليون· وبالنتيجة فقد اتخذ من هذا الرقم الأخير، خطاً أحمر أسطورياً، وثارت التساؤلات حول ما الذي يمكن عمله للحيلولة دون بلوغ البشرية هذا الخط الأحمر؟ وعلى رغم صعوبة التأكيد القاطع على تفادي هذا الخطر، إلا أن الجهود تواصلت عملياً لدرئه عن ذلك المستوى· غير أن السنوات الخمس الماضية، شهدت تنامياً في معدلات قلق العلماء والمختصين في مجال التغير المناخي، خاصة وأنهم لاحظوا أن كوكبنا يستجيب لارتفاع معدلات الحرارة بوتيرة أسرع بكثير مما توقعوه، لا سيما أن معدلات الارتفاع هذه كانت ضئيلة نسبياً؛ فعلى سبيل المثال، اقتنع الكثير من العلماء بأن هدف 450 جزءاً من المليون وليس ،550 كان من المفترض أن يكون الهدف الأكثر حكمة الذي كان يجب أن تنصب عليه الجهود، لا سيما بعد رؤيتهم لسرعة ذوبان الطبقات الجليدية في المناطق القطبية، يذكر أن هذا ما بدأ ينادي به الاتحاد الأوروبي، وكذلك الناشطون البيئيون· وعلى رغم قناعة بعض صناع السياسات الاقتصادية في هذه الدول بإمكانية تحقيقه، إلا أن فرص نجاح هذه الجهود ظلت تتضاءل مع افتتاح كل محطة جديدة من محطات وقود الفحم الحجري· لكن وبناء على الأنباء الواردة في خريف العام الحالي، عن بدء ذوبان الطبقات الجليدية في المحيط المتجمد الشمالي، إضافة إلى سوء الأخبار الواردة عن منطقة جرينلاند، فقد ازدادت قناعة العلماء بأن سقف الـ450 جزءاً من المليون الذي كانوا قد أوصوا به، بدا هو الآخر أعلى مما يجب لدرء خطر التغير المناخي، الناجم عن الارتفاع المتسارع لدرجات حرارة الأرض، وهو ما دفع العالم ''هانسن'' لتكثيف جهوده العلمية، التي أكدت أن الرقم 350 هو حد الأمان اللازم لدرء ذلك الخطر، وبالفعل قدم ''هانسن'' دفاعه العلمي عن الورقة التي قدمها في مؤتمر ''اتحاد الجغرافيين الفيزيائيين الأميركيين''، الذي عقد بمدينة سان فرانسسكو خلال الشهر الحالي· بيل ماكبين باحث مقيم بقسم الدراسات البيئية بكلية ميدل بيري ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©