الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الكينية··· وفك ارتباط الحكم بالانتماء القبلي

الانتخابات الكينية··· وفك ارتباط الحكم بالانتماء القبلي
29 ديسمبر 2007 23:26
وفقاً للنتائج الأولية للانتخابات الكينية التي أعلنت يوم الجمعة الماضي، يبدو أن المعارضة الكينية تتقدم الصفوف، بينما يهدد قائد سياسي جديد شعبوي، بالإطاحة بالرئيس الكيني الحالي، بعد أن خسر عدد كبير من وزراء الحكومة الحالية مناصبهم· فوفقاً للنتائج التي أعلنتها يوم الجمعة الماضي، لجنة الانتخابات الكينية التي فرغت من إحصاء نصف إجمالي الأصوات، فإنه يرجح أن يحل ''ريلا أودينجا'' الزعيم السياسي ورجل الأعمال، محل الرئيس الحالي ''ماوي كيباكي'' بالنظر إلى فارق أصوات تراوح بين 57 في المائة لصالح الأول، في مقابل 39 في المائة فقط لصالح الرئيس الحالي ''كيباكي'' -الذي عرف بتعزيزه للاقتصاد الوطني- إلا أنه يؤخذ عليه انحيازه إلى صف قبيلته· ولعل الضرر الأكبر الذي لحق بالرئيس الحالي، خسارته لغالبية المقربين منه من الوزراء والساسة، الذين شكلوا النواة الأساسية للمؤسسة السياسية الاقتصادية خلال عهد ''كيباكي''؛ فحسب تأكيدات لجنة الانتخابات الكينية، خسر كل من وزراء الخارجية والدفاع والإعلام ونائب الرئيس، إضافة إلى عدد آخر من الساسة والوزراء، مقاعدهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما يعني خسارتهم لمناصبهم الوزارية أيضاً· وفيما يبدو، فقد حققت الضربات التي وجهها ''أودينجا'' وحزبه السياسي ''الحركة البرتقالية الديمقراطية'' لنظام ''كيباكي'' أهدافها· وقد بدا واضحاً أن الناخبين الكينيين البالغ عددهم 14 مليون ناخب، الذين سجلوا حضوراً قياسياً في مراكز الاقتراع يوم الخميس الماضي، والذين امتدت بهم صفوف الانتظار هناك لبضعة أميال، ولعدد من ساعات الانتظار الطويل الممل، قد عقدوا العزم على إحداث تغيير سياسي في بلادهم· وعلى حد قول ''شويا لوديكي'' -أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيروبي- فقد بدت هذه الانتخابات كما لو كانت معادية لـ''كيباكي'' أكثر من كونها تأييداً للمعارضة، والسبب أن ''كيباكي'' بدا في نظر الناخبين الكينيين قائداً سيئ الأداء، خاصة فيما يتصل بحفظه للتوازن القبلي والعرقي في البلاد· وفي المقابل فقد وعد معارضه ومنافسه الرئاسي ''أودينجا'' بتوزيع خيرات البلاد ورخائها بطريقة أكثر عدلاً وإنصافاً، إلى جانب وعده بوضع حد لممارسات المحاباة القبلية السائدة في عهد ''كيباكي'' بل هي نفسها الممارسات التي وسمت السياسات الكينية منذ استقلالها في عام ·1963 وحتى يوم الجمعة الماضي، اتسمت الحملة الانتخابية الكينية بكونها سلمية نوعاً ما، لأنه لم يتخللها سوى القليل جداً من أعمال العنف والاضطرابات المتفرقة هنا وهناك؛ وقد أشاد المراقبون الدوليون والأجانب -بمن فيهم السفير الأميركي في نيروبي- بالعملية الانتخابية هذه، واصفين إياها بالحرية والنزاهة، على رغم مظاهر الفوضى القليلة التي بدت عليها في بعض الأحيان؛ غير أن حزب ''أودينجا'' بدأ بالتحذير من بطء عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج، لأن من شأن هذا الإبطاء أن يؤدي إلى انتشار موجة من القلق وأعمال العنف على امتداد البلاد كلها· وضمن تلك التحذيرات صرّح ''جوزيف نيجا'' -أحد قادة الحركة البرتقالية الديمقراطية- قائلاً: إن معدلات درجات الحرارة السياسية تسجل صعوداً عاماً في البلاد، ومن رأي الحركة أيضاً أن لجنة الانتخابات الكينية لا تتسم بالاستقلالية التامة، وأن النظام الحالي ساده الإحباط إزاء الخسائر الانتخابية والسياسية التي لحقت به، ولذلك فهو يضغط على لجنة الانتخابات، بهدف حملها على إبطاء الإعلان عن النتائج الانتخابية النهائية؛ غير أن مسؤولي الانتخابات الكينيين نفوا حقيقة تلك المزاعم، ودفعوا بالقول إن ضخامة أعداد الناخبين المشاركين في الاقتراع في هذه الحملة الانتخابية، إضافة إلى حدة التنافس الانتخابي التي وسمتها، هما عاملان رئيسيان يسهمان في تأخير عملية فرز الأصوات، ومن ثم الإعلان عن النتائج النهائية، في وقت مبكر من الأسبوع الحالي· يجدر بالذكر أن التنافس الانتخابي الحاد ليس بالظاهرة المألوفة في كينيا، التي ظلت محكومة بنظام الحزب الواحد، على امتداد الجزء الغالب من تاريخها السياسي في مرحلة ما بعد الاستقلال؛ غير أن ''كيباكي'' الزعيم السياسي الذي لم يغادر أروقة السلطة والحكم في كينيا منذ الاستقلال، تمكّن من وضع حد لنمط نظام الحزب الواحد، وذلك بفوزه بالمنصب الرئاسي كزعيم للمعارضة، عبر الانتخابات التي جرت في عام 2002؛ ولكن مشكلة ''كيباكي'' أنه فشل في الوفاء بوعده بوضع حد لممارسات الفساد الشائعة في أنظمة الحكم الكيني، إضافة إلى الاتهامات المثارة بشأن انحيازه للنخب المنتمية إلى قبيلته ''كيكويو''، التي هيمنت على النشاط السياسي والاستثماري في البلاد منذ الاستقلال· وعلى نقيضه تماماً، وعد خصمه ومنافسه ''أودينجا'' بأن يحدث تغييراً جوهرياً في هذا الارتباط التاريخي بين نظام الحكم والانتماء القبلي، وبصفة خاصة سيطرة قبيلة ''كيكويو'' عليه· يشار إلى أن ''أودينجا'' ينحدر من قبيلة ''لوو'' وهي إحدى القبائل الكينية الكبرى، إلا أن الكثيرين يشعرون بأنها لم تنل نصيبها اللائق بها في التمثيل السياسي· هذا وتجمع شخصية ''أودينجا'' بين الامتياز والنزعة الشعبوية في آن، فقد كان والده من كبار رجال المال، فضلاً عن توليه لمنصب نائب الرئيس، إلا أنه اعتنق المبادئ الاشتراكية· ولذلك فقد بعث ابنه ''رايل أودينجا'' لتلقي دراساته الجامعية في ألمانيا الشرقية، بينما أطلق اسم ''فيدل كاسترو'' على أحد أبنائه، تيمناً بالزعيم الاشتراكي الكوبي· جيفري جيتلمان-نيروبي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©