الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قذف أم الأبناء!

29 ديسمبر 2007 23:23
بدأت أتصفح قانون العقوبات فوقعت عيناي على المادة 372 التي تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بالغرامة التي لا تجاوز عشرين ألف درهم من أسند إلى غيره، بإحدى طرق العلانية، واقعة من شأنها أن تجعله محلا للعقاب أو الازدراء·· لحظتها تذكرت تلك المرأة التي كانت تمشي في أنحاء وممرات المحاكم منهارة وكأنها فقدت إنساناً عزيزاً إلى قلبها، نعم فقدت سمعتها الطيبة التي ظلت طوال حياتها تصون سمعتها من أي شيء يجرحها، فقد بقيت بعد طلاقها من زوجها دون عائل·· تركهم للجوع فتحملت كل الأعباء، سواء التربية الصالحة أو أعباء أخرى كتعليم ومأكل ومشرب، ورغم ذلك ذهب للشرطة وتقدم ببلاغ ضدها·· لماذا يا ترى؟ هل قصرت في تربية الأبناء؟ هل تخلت عنهم؟·· لا طبعاً·· ذهب يطعنها في أعز شيء تملكه من السمعة الحسنة والأخلاق الحميدة، وذلك انتقاما منها، وهو لا يدرك أنه ينتقم من أبنائه قبل أن ينتقم منها· ولكن ما أسعدني هو اتصالها بي مؤخرا تبشرني بأنها كسبت القضية، ولم يثبت ضدها أي شيء، وهي الآن حائرة هل ترفع ضده قضية قذف أم تتركه ولا تمس بسمعته لأنه في النهاية والد أبنائها وهم يحملون اسمه؟ وهي تقول: سأهدي أبنائي هدية، وهي العفو والصفح عن والدهم وعدم مطالبته بأي شيء·· لكن في رأيي أنا أنه من الأفضل أن تطبق عليه أقصى العقوبات بالحبس لعامين والغرامة عشرين ألف درهم، وهذه قليلة في حق إنسان اتهم شرفها وعرضها، مقللا من قيمتها في تربية أبنائها· نوال علي بن يوسف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©