زرداري يتعهد بالعمل مع «شقيقه» كرزاي لمكافحة الإرهاب

تعهد الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري أمس بالعمل مع «شقيقه» الرئيس الافغاني حميد كرزاي للقضاء على ما وصفه بـ«سرطان» الإرهاب. وقال زرداري في اجتماع ثلاثي مع كرزاي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبيل القمة المقررة مع الرئيس الأميركي باراك اوباما «نحن نقف الى جانب شقيقنا كرزاي وشعب أفغانستان ضد هذا التهديد المشترك وهذه الآفة التي أسميها سرطانا». وأضاف أن باكستان تحملت «عبئا هائلا» في القتال ضد طالبان والقاعدة، إلا أنه أضاف «نحن نقدر على هذا التحدي لأننا ديموقراطية، والديموقراطية هي العلاج الوحيد له». واشار الى انه رغم ان الحكومة المدنية المنتخبة ديموقراطيا التي يرأسها تسلمت السلطة قبل بضعة اشهر فقط، إلا انها نجحت في مكافحة الارهاب أكثر من نظام الرئيس السابق برويز مشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري. وتابع أن «الديموقراطية الباكستانية ستأتي بنتائج، وسنهزم بنضالنا المشترك الارهابيين. وهنا سنظهر انا وصديقي الرئيس كرزاي والولايات المتحدة للعالم اننا سنقف كتفا لكتف مع العالم في مكافحة هذا السرطان». وقبيل القمة التي تجمعه باوباما وكرزاي، سعى زرداري لطمأنة المخاوف الأميركية فقال متحدثا لشبكة (سي ان ان) بعيد وصوله الى الولايات المتحدة «ان حكومتي لن تسقط لأن جبلا ما سقط بأيدي مجموعة او اخرى». واعتبر أن تمرد طالبان هو فصل جديدة من سلسلة النزاعات القبلية والعرقية التي عرفتها باكستان عبر التاريخ. وفي وقت يثير تقدم طالبان وتصاعد نشاطهم مخاوف متزايدة لدى واشنطن حيال أمن الترسانة النووية الباكستانية، أكد زرداري ان القنبلة النووية الباكستانية بأمان. وقال إن الأسلحة النووية «بأيد أمينة» مضيفا «لدينا جيش من 700 ألف عنصر. كيف يمكنهم التغلب علينا؟» وأسوأ سيناريو يمكن ان يحصل بنظر الادارة الاميركية هو ان يسيطر طالبان والقاعدة على هذه القوة النووية. وفي مواجهة هذه المخاطر، حرص الموفد الخاص الاميركي الى المنطقة ريتشارد هولبروك على التأكيد ان الولايات المتحدة تقدم دعما «لا لبس فيه» لزرداري. ونفى تقارير صحفية أفادت عن محادثات تجريها الإدارة الأميركية مع نواز شريف خصم زرداري السياسي الاول، بغية التوصل الى اتفاق معه. وقال «يجب ان تثبت باكستان التزامها باستئصال القاعدة والمتطرفين ضمن حدودها». وأكد البيت الأبيض أمس أنه لن يمنح باكستان «شيكات على بياض» موضحا أن المساعدة ستكون مشروطة، وحذر من أنه سيعيد النظر في استراتيجيته ان لم تحقق باكستان تقدما في مكافحة المتطرفين. وتعترض باكستان على محاولات الكونجرس لفرض شروط لقاء المساعدة الأميركية، معتبرا أن هذا غير ممكن سياسيا نظرا الى الريبة المنتشرة لدى الرأي العام الباكستاني حيال النوايا الأميركية