السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رُب همة أحيت أمة

29 ديسمبر 2007 02:05
تولد عند بعض من الناس خصلة سوداء اسمها التشاؤم، وإلقاء اللوم الدائم على الدنيا وأهل الدنيا، وإيجاد الأعذار للنفس في كل مرة، ولذلك عندما تسأل أي شخص: ما هو هدف حياتك؟ فيكون جوابه بهز رأسه ويقول: لا يوجد هدف في حياتي، ويلحق كلامه بإيجاد عذر للنفس، مثل: إنه بصراحة طبيعة المجتمع لا تساعد على تحقيق الأهداف، أو عدم وجود قدوة في زماننا هذا توفر لنا الحماس والتفاؤل، أو أنه يصطاد لنفسه عذرا قبيحا فيقول: ما فائدة الهدف في الحياة وتحقيق الإنجازات وأنا أعلم أنني لن أنصر الأمة·· ''عذر أقبح من ذنب''·· هذا ما يقوله كثير من الناس فيجعلون حياتهم حقيرة لا تساوي شيئاً، ولو أكملنا حياتنا بهذه الأعذار لانهارت الأمة أكثر وأكثر، وقلّت السعادة والبركة في البيوت· فمثلا يقول الشرطي: لن أرهق نفسي في السهر من أجل المحافظة على أمن المجتمع، ويقول الطبيب: إن العالم اليوم عليل وكل البشر يائسون من الحياة فلن أداوي أحدا بعد اليوم لأني لن أغير العالم، ويقول الجندي: يكفي ما قدمت للوطن حتى اليوم وسأتفرغ لشؤوني الخاصة وأسعد مع أهلي، وتقول الأم: أريد اللحاق بشبابي قبل الهرم فلن أضيع وقتي في تربية الأبناء، وتقول معلمة المدرسة'' جميع الأجيال ضائعة اليوم ولن أنهي حياتي في التدريس·· كل فرد في المجتمع سيقول ما لي غير مأكلي ومشربي وملبسي ومشاهدة التلفاز والمحادثة في الهاتف وقضاء الوقت مع الأصدقاء·· وهكذا تنتهي حياتي· وإذا تدبر القارئ عظم معاني هذه الأسئلة فسيعلم أن كونه فردا واحدا لا يمنعه من فعل الكثير، وإن كان في نظره أن ما ينجزه قليل، لكنه ذو أثر كبير على أفراد أسرته ومجتمعه، ومنه تُرفع الهمة وتفلح الأمة، فليبحث كل فرد في نفسه عن نقاط القوة والإيجابية ليكون قدوة لنفسه وغيره، فالمعلم الذي يهتم بمظهره الخارجي ويعطي الطلبة حق التربية والتعليم قدوة، والوالدان اللذان يهتمان بقراءة الكتب المفيدة من مختلف علوم الدنيا وتعليم الأبناء الاعتماد على النفس والزهد في الحياة قدوة، والجار الذي يحافظ على الأمانة ويرجعها إلى صاحبه في وقتها قدوة، والبائع في محله والإمام في مسجده وغاض البصر عن المحرمات ومن يحترم الصغير والكبير ويبتسم لعباد الله قدوة·· ورب همة أحيت أمة·
المصدر: جامعة الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©