الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيلير: حبي للإمارات جعلني أُطوف العالم للتعريف بأهلها وقادتها

هيلير: حبي للإمارات جعلني أُطوف العالم للتعريف بأهلها وقادتها
16 فبراير 2012
يعتبر المصور الكندي آلن ساينت هيلير سفيراً متجولاً للتعريف بالإمارات في مختلف أصقاع العالم، حرّكه في ذلك حبه الكبير للدولة ولرموزها، فقد عَشقها منذ وطئت قدماه تراب هذا البلد قبل 48 سنة خلت، حيث أدرك أن أماكنها مازالت عذراء لم ترها عين ولم تلمسها أيادي العابثين، فقرر الكشف عن سحرها وجمالها عن طريق الضوء، مؤمناً بأن ذلك سيكون له شأن كبير في حياة دولة، كما آمن برجالاتها وقوة إرادتهم نحو إسعاد شعوبهم وخلق المستحيل لإعمار أرضهم. إنجازات تطال السحاب كما أرخ آلن ساينت هيلير الذي حصل على جائزة أبوظبي في دورتها السادسة منذ أيام الحياة في دولة الإمارات بالصورة، ففي الصورة تكتمل القصة على أصولها، وتنضج، عندما تصبح تاريخاً، حيث تعرض التفاصيل كلها، وتستحضر الوجوه والأماكن، ولم يكتف بالتوثيق عن طريق الضوء، بل سافر بعيداً يسعى في كل أنحاء العالم معرفاً بالإمارات وبأبوظبي على وجه الخصوص، عارضاً صوره ومتحدثاً عن حفاوة الشعب وكرم القيادة وحنكتها وترصد إنجازات تطال السحاب. هذا ما استطاع المصور الكندي آلن ساينت هيلير توثيقه عن طريق الصورة الفوتوغرافية، وعن طريق أفلام أنجزت تعرض في كل المحافل، كما عمل آلن على توثيق تاريخ الإمارات، في أكثر من 2000 صورة أهداها لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وآلن الفائز بجائزة أبوظبي 2011، اعتبر فوزه هذا مفاجأة، وقال إنه لم يكن ينتظر مقابلاً لما قدم، لأنه قام بذلك بدافع الحب والإيمان بإرادة القيادات التي استقبلته بحفاوة كبيرة، يوم كان تلميذاً شغوفا بالرحلات ويزور الإمارات لأول مرة في سنة 1964، كرم الضيافة وحسن المعاملة جعلاه يغرق في حب المنطقة وأهلها مما أشعره بضرورة رد الجميل. ارتبط المصور الكندي «آلن ساينت هيلير» المولود في باريس عام 1941 بحب إمارة أبوظبي ودولة الإمارات منذ أن زارها لأول مرة في عام 1964، ليساهم في توثيق جزء مهم من تاريخها البصري وترك عبر أعماله وصوره كنزاً مهماً يؤرخ ويوثق بأسلوب مبدع لماضي الدولة. وبعد زيارته الأولى لأبوظبي في الستينيات تعلق آلن بهذه المنطقة وبدأ يتردد على دولة الإمارات في السبعينيات والثمانينيات ليقضي بضعة أشهر من الزمن يصوّر مختلف مناطقها ويوثق مظاهر تطوّر إمارات الدولة، أما بقية أشهر السنة فكان يقضيها متجولاً في أنحاء العالم ويشارك في محاضرات لتعريف الناس بصوره وأفلامه المصورة. وفي بادرة منه حرص آلن ساينت هيلير على إهداء الجهات المحلية في الدولة كنزاً من الصور يتكون من ألفي صورة قديمة عن الإمارات، منها أكثر من ألف صورة عن إمارة أبوظبي خلال 40 عاماً، حيث تعد هذه الأعمال مصدراً ومرجعاً مهماً لماضي الدولة وتوثيقا فوتوغرافيا لتاريخها. مفاجأة لم أتوقعها كان آلن ساينت هيلير يندفع نحو الإمارات بحب كبير، ويعمل على توثيقها إنسانياً وتاريخياً، ولم يكن في حسبانه حدوث أي تكريم، مما جعل فوزه بجائزة أبوظبي مفاجأة عظيمة بالنسبة له، إلى ذلك قال آلن عن فوزه بجائزة أبوظبي في دورتها السادسة: شكل هذا الفوز مفاجأة كبيرة بالنسبة إلي، حيث اختلطت فيها كل المشاعر السعيدة، لأنني لم أكن أنتظرها، ولم أطلب يوما شيئا بهذا الخصوص حتى أنني لم أكن أعلم بوجودها، واعتبر آلن ساينت هيلير ذلك شرفا كبيرا له. وأضاف موضحاً: «في هذا الإطار الجائزة من جهة تقدير لي، ومن جهة ثانية اعتراف بالجميل لما قدمته لصالح العالم العربي وللإمارات على الأخص، والتي قضيت فيها فترة طويلة من عمري، حيث أنتجت أفلاما، إذ كنت ألتقط عدة صور، وأنتجت فيما بعد أفلاما للتعريف بالحضارة العربية، وكنت مصراً على عرض هذه الصور بداية ثم هذه الأفلام في الخارج للتعريف بالجانب الحضاري والإنساني لهذه الشعوب، أحاول جاهداً من خلال هذا التوثيق بالصور التعريف بهذه الأقطار داعما ذلك بالحديث عن العالم العربي، وعن حفاوة شعبه وعن طريقة عيشه وثقافته وتفكير شعوبه». الحرية والصدق وهكذا أتاحت المساحة الواسعة من الحرية التي تمتع بها وصادفها على أرض الإمارات التحرك بأريحية لالتقاط الصور التفصيلية، كما أن تقديره واحترامه لهذه الحرية جعله يبحث عن الصورة الفكرة ويؤرخها بصدق، ليضيف قائلاً: «كنت بكل تلقائية أتحرى الصدق في التصوير وفي الكلمة، فقربي من الناس في البلدان العربية، جعلني أدرك عفويتهم، وهذا الجانب الإيجابي ساعدني كثيرا على توثيق ذلك، إذ لم تكن هناك أي قيود تعيق عملي في التقاط اللقطات الصادقة، وتأريخها بالأقوال، كما أن قربي من الناس بكل عفوية جعلني سعيداً». إثراء الخزانة الإماراتية اعتبر المصور الكندي آلن ساينت هيلير لحظة تتويجه لحظة تاريخية، وقال موضحا ذلك: «عندما قدم لي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجائزة وأثنى بحرارة كبيرة على كل ما قدمته للإمارات من خلال تعريفي دولياً بأفلامي وكتبي ومقالاتي وصوري، وشد على يدي وشكرني على ما قدمته للحكومة من نسخ للأفلام والصور المعدلة بآخر التقنيات الحديثة، أخذت أرتجف من شدة المفاجأة، واختلطت علي الأحاسيس». وأوضح آلن ساينت هيلير أن فكرة إهداء حكومة أبوظبي مجموعة من الصور ترجع إلى عدة أسباب، إذ يقول: «منذ سنة 2008 بادرتني فكرة إهداء هذه المجموعة، حيث أن هذه الوثائق والصور والمقالات تعتبر جزءاً من الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي أيضا لدولة الإمارات لهذا فكرت جدياً في اتخاذ هذه الخطوة، وقررت إرجاع هذه الوثائق لأصلها فهم أحق بها مني، مساهمة مني في إثراء الخزانة الإماراتية بجانب تراثي حضاري، وستعرف الأجيال القادمة بتاريخها القديم الذي يتحدث عن بداية إعمار أبوظبي، والتي كانت عندما زرتها أول مرة خالية من أي إنشاءات، وتم تعميرها بطريقة أذهلت العالم، وتطورها حفزني لوضع هذه الصور في نصابها الحقيقي، إذ تعتبر خير شاهد على مسيرة هذه الإنجازات التي كانت في عهد سابق تكاد تكون مستحيلة». ٍوأضاف آلن متحدثا عن الجائزة:لا أخفي عنكم أنه إلى اليوم لا أعرف من رشحني لهذه الجائزة القيمة، والتي تعتبر بالنسبة لي تقديراً لمسيرتي كمصور أفلام وكمصور سينمائي. الفيلم الأول «خليج الإمارات» أما عن إنجازاته التي استحق عليها الجائزة، فقد قال آلن:لامست بقدر كبير معظم العالم العربي، وخصوصاً منه بلدان الخليج، كالكويت، البحرين، قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي عرفتها قبل ظهور البترول فيها، ويذكر أنني قدمت فيلمي الأول «خليج الإمارات العربية» بعد ست أو 7 سنوات من المحاضرات التي قدمتها عن منطقة الخليج العربي في كل من فرنسا وبلجيكا والمحيط الهندي وسويسرا وجزر موريس، وغيرها من البلدان، وكذلك عرضته في بعض بلدان إفريقيا مثل السنغال وموريتانيا والمغرب، حيث استغرق عرضه موسماً كاملاً، ودام ذلك أربعة أشهر، كنا نقوم بجولة بين المدن لتقديم الفيلم، مرة أو مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، كما كنا نقوم بالتعليق مباشرة من «الخشبة»، ونستقبل تساؤلات الجمهور الذي كان شغوفا لمعرفة هذه المناطق، وينتظر الأجوبة الشافية عن ثقافة الإمارات وحضارتها، وسكانها وعاداتهم وتقاليدهم، وساعتها قدمت للإمارات ما لا يستطيع أحد تقديمه في ذلك الزمان، إذ كنت بمثابة سفير، وشعرت بهذا الإحساس، وبتوالي الأيام أحسست بمسؤولية الاستمرار في توصيل ثقافة هذا الشعب، كما شعرت بأنني مفيد جداً في الخارج، حيث أنقل ثقافة الإمارات وأحمل على عاتقي التعريف بهذا البلد. الصورة أصدق من الكتابة وظل المصور الكندي آلن ساينت هيلير محتفظاً بذكريات جميلة من المنطقة والتي أثرت فيه بشكل كبير، وهنا قال: «غواصو اللؤلؤ والصيد بالصقور والصحراء في واحة ليوا، عناصر أبهرتني منذ زيارتي الأولى، كما أن حفاوة اللقاء والترحيب الحار وحسن الضيافة الذي لاقيته من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبعض القياديين، رغم أنني كنت وقتها طالبا بسيطا شغوفاً بالبحث ويريد التعرف على بلد وحضارته ورجالاته، والحقيقة كانت بالنسبة لي مغامرة لا تنسى في حياتي وأثرت في مساري، وشدتني إلى هذا البلد الذي كنت أرجع له بين الفينة والأخرى». وأضاف آلن: «كنت أتفحص وجوه الناس الذين عاشوا في هذه المنطقة وأراهم أهدافاً رائعة للتصوير جسدتها من خلال عدسة الكاميرا، كانوا أناساً غير عاديين، فقررت أن أخلد تلك العيون والملامح، كما تتحدث بصمت عن حياة تلك الفترة، لتبقى عبرة لهذه الأجيال، فالفكرة كانت في تأريخ هذه المشاهد عن طريق الصورة، والصور تؤرخ لعدة موضوعات وتشكل في مظهرها العام سمات الحياة أو مظاهرها المتنوعة، بحيث تشكل بالفعل سجلاً تاريخياً مهماً ووثيقة لا تقبل الشك على عكس الكلمات التي يمكن تأويلها أو تحريفها أو تحميلها مضامين أخرى». وأشار إلى أنه كان يراقب عن كتب ويلتقط صورا للصيد عن طريق القراقير، وللغوص عن اللؤلؤ وكذا للصيد بالصقور، وأضاف في نفس السياق: فقبل ظهور النفط كانت حياة الإماراتيين تعتمد على البحر، لهذا لجأ إليه الإماراتي ليستخرج من أعماقه لقمة عيشه، كان يبحث عن اللؤلؤ وعملت على توثيق ذلك بالصور. أول زيارة لفت آلن إلى أن زيارته الأولى للإمارات ترجع لأواسط الستينيات وعن ذلك قال: زيارتي الأولى للإمارات كانت في سنة 1964 مع زميلي في الدراسة، إذ لم نستطع الحصول على ترخيص لزيارة أبوظبي، وكان من المقرر زيارة دبي وباقي الإمارات، ولما أكملت دراستي في الأشغال العمومية اشتغلت أربع سنوات مع مخرج لمعرفة حرفة أخرى، وفي 1969 عملت فيلما يتحدث عن دول الخليج ويشمل كلا من الكويت وقطر والإمارات التي لم تكن موحدة آنداك، لأنني لاحظت أن المنطقة لا تحظى بأي اهتمام حتى مع بوادر ظهور البترول، ومن خلال زيارتي للإمارات لم أكن أستهدف موضوعا بعينه، لكن سير وطريقة العيش والحياة اليومية في الصحراء، وفي البحر والبر، وطريقة عيش الصيادين وكفاحهم، ومغامرات غواصي اللؤلؤ الذين تشع من عيونهم ملامح القوة والإصرار على ركوب المخاطر جعلني ذلك كله أبحث عن السر وتوثيقه للأجيال. وكنت أرجع للإمارات لاستكمال مجموعتي من الصور الفتوغرافية من أجل إنجاز كتاب في سويسرا، كما سجلت بعض المقاطع الموسيقية، من نوع 33 لفة، وفي المجموع لدي 2000 صورة حاليا عن الإمارات. أعمال جديدة وأكد آلن ساينت هيلير اعتزازه وفخره بفوزه بجائزة أبوظبي التي يتحدث عنها في كل المحافل وأضاف قائلا: «أقوم اليوم بجولة في شرق فرنسا بفيلم يتعلق باليمن، وخلال ذلك أتحدث دائما عن الجائزة وعن الإمارات، وأنتهزها فرصة للحديث عما وصلت إليه من تقدم وازدهار لا يكاد يوصف، كما أتحدث عن فيلمي الجديد الذي يتحدث عن النهضة العمرانية والتطور الخارق الذي عرفته الإمارات، تلك النهضة الشاملة التي لم أكن أتخيلها للمنطقة منذ زيارتي الأولى قبل 48 سنة». وأضاف آلن ساينت هيلير: «في هذا الاتجاه اعترف بأن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد كانت له نظرة ثاقبة وبعد نظر ويتمتع بمقومات الرجل المحنك والقائد العظيم، إذ كان له تصور الدولة الحديثة قبل الأوان، وأذكر أنه أهداني ساعة مازلت ألبسها دائما كما أهداني صقراً رائعاً كنت أفتخر به أمام طلابي، وأدرسهم عنه». الذاكرة الإماراتية ويتحدث آلن ساينت هيلير بفخرعن ذكرياته في كل جزء من أرض الإمارات قائلاً: «كنت أحضر الديوان ومجالس الشيوخ وألتقط الصور بحرية، كما حضرت الصيد بالصقور والغوص لصيد اللؤلؤ.. كانت الحياة مختلفة عن الآن، مما جعل الأفلام والصور التي التقطتها غالية من الناحية المعنوية، حيث لم تكن لدينا إمكانات وتقنيات التقاط الصور، لكنها تعني بالنسبة لي اليوم الشيء الكثير، وهي تشكل رصيداً غنياً يثري الذاكرة الإماراتية.. وأعتبر نفسي محظوظاً جداً كوني ساهمت في ذلك، ومن جانب آخر فإنني أعتبر بحق أن هذا البلد جنة». عبارة من زايد غيرت حياتي في سياق سرده للأحداث التي عايشها آلن ساينت هيلير في الإمارات والتي ربطته برموزها، قال: «في سنة 1971 رجعت إلى الإمارات مع نسخة من الفيلم وقدمته شخصياً إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أبوظبي، وإلى المغفور له بإذن الله الشيخ راشد آل مكتوم في دبي وإلى المغفور له الشيخ خالد القاسمي في الشارقة، وأذكر أنه استقبلني المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بحرارة كبيرة وهنأني على الرجوع لعرض الفيلم. كما أتذكر أيضاً أنه قال لي عبارة حزت في نفسي كثيراً وجعلتني أستمر في عطائي وفاء له، وتمثلت في قوله: «إن كل الذين قاموا بتصوير أفلام لبعض القنوات قلما عادوا إلى الإمارات مرة أخرى لعرض ما التقطوه من صور توثيقية أو عرض أفلامهم»، وهو ماجعله يقدرني، ويستقبلني بحفاوة كلما زرت الإمارات. فيلمان عن الإمارات والثالث على الطريق أنتج المصور الكندي آلن ساينت هيلير فيلمين عن دولة الإمارات هما فيلم «خليج الإمارات العربية» وفيلم «روائع الممالك العربية»، ويعمل حالياً على تصوير فيلم عن دولة الإمارات يوضح فيه الفرق بين ماضي وحاضر الدولة في 40 عاما، كما ألف وشارك في عدة كتب عن دولة الإمارات وأبوظبي منها «خليج الإمارات العربية ومغامرات البترول» وكتاب «أرض زايد واللؤلؤ والبترول»، حيث ترجمت هذه الكتب إلى عدة لغات وهي توجد اليوم في عدد من المكتبات العالمية. وأحس آلن ساينت هيلير بأن مهمته تكمن بنشر ما يحبه عن دولة الإمارات للمجتمعات العالمية عبر أسفاره ولقاءاته المتعددة، وكان يقوم خلال تجواله في الدول الأوروبية ودول المحيط الهندي بإلقاء المحاضرات لتعريف الناس بدولة الإمارات والدول الأخرى التي زارها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©