الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استمرار ارتفاع أسعار النفط في 2008

استمرار ارتفاع أسعار النفط في 2008
29 ديسمبر 2007 00:22
يبدو أن المتفائلين بانخفاض أسعار النفط قد تلقوا لطمة هائلة بعد أن تبين أن هناك إجماعاً من جانب المحللين بأن النفط في العام المقبل سوف يصبح أكثر تكلفة حتى إذا ما استمر الاقتصاد الأميركي في التباطؤ· ويذكر أن أسعار الخام العالمية طالما كانت تقتفي أثر العطش الأميركي للنفط، وهي الدولة التي تستهلك حوالي ربع الإنتاج العالمي· إلا أن الأشهر الأخيرة كشفت ولأول مرة عن الكيفية التي لم تعد سوق النفط تتأثر من خلالها بالصعود أو الانخفاض في اقتصاد الدول الأكثر استهلاكاً للطاقة في العالم· وحسبما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' فقد بات من المتوقع أن يمضي الاستهلاك العالمي إلى ازدياد حتى وسط المخاوف من أن ينزلق الاقتصاد الأميركي في هوة الركود في العام المقبل بسبب ما ستشهده الساحة من زيادة في الطلب من القارة الآسيوية، وكذلك من اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط المزدهرة بالإيرادات النفطية· وهو الأمر الذي سوف يؤدي بالطبع إلى المزيد من الأحكام والمحدودية في الإمدادات العالمية· على أن المحللين أخذوا يراجعون العديد من الدروس المستفادة من عام 2007 وهم يتطلعون إلى ما يمكن أن يحدث في العام المقبل· وأحد هذه الدروس تمثل في أن حالة الغموض التي بعثت بأسعار النفط إلى أكثر من 98 دولاراً للبرميل في نوفمبر المنصرم من مستوى 69 دولاراً فقط في أواخر أغسطس سوف تستمر تهيمن على أسواق النفط في عام ·2008 وكما يقول الفاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية التي تعمل كمراقب للطاقة للدول الغنية: ''إذا جاز لي أن أصف العام 2007 في صورة واحدة، فإننا ظللنا نمارس الرقص على طبقة هشة من الثلوج، إذ إن الاحتياطي العالمي يعاني ضعفاً شديداً، حيث إن حدوث أقل شيء سوف يدلي بتأثيرات كبيرة على الأسعار''· وقبل عام من الآن لم يكن باستطاعة أي أحد في صناعة النفط أن يتنبأ بأن تصل أسعار الخام إلى مستوى يقترب من حاجز المائة دولار في هذا العام، بل إن معظم الدور الاستثمارية الكبرى ومن بينها ''مورجان ستانلي'' كانت قد تنبأت بانخفاض الأسعار عوضاً عن ذلك· إلا أن الأسعار ارتفعت إلى رقم قياسي عند مستوى 98,18 دولار للبرميل في الشهر الماضي من مستويات كانت تتراوح بحوالي 50 دولاراً للبرميل في منتصف يناير من العام، أما الآن فإن معظم كبار المحللين في الصناعة باتوا يتنبأون بأن الخام الأميركي الذي يتم التعامل به في سوق ماركانتايل ايكسبشينج في نيويورك سوف يتراوح سعره حول 80 دولاراً للبرميل في العام المقبل، أي أكثر من متوسط 71,89 دولار للبرميل في هذا العام· علماً بأن السعر أغلق يوم الجمعة الماضي على مستوى 93,31 دولار للبرميل· أما المحللون في مؤسسة ليمان برازر القابضة -والذين تنبأوا بمتوسط لا يزيد على 84 دولاراً للبرميل- فقد اعتمدوا في ذلك -فيما يبدو- على أن السوق سوف تعمد إلى زيادة سعتها بشكل ملحوظ· وإلى ذلك، فإن كبار المنتجين في منتظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' بات من المتوقع لهم أن يكتسبوا حصة هي الأكبر على الإطلاق في السوق في العام المقبل بسبب تناقص الإنتاج من المزودين خارج منظمة الـ''أوبك''، مثل المكسيك وروسيا· أما الأهم من ذلك، فإن النفط في هذه الأثناء سوف يستمر في التدفق إلى الشرق نحو جموع المستهلكين في القارة الآسيوية· ولكن أياً من منظمة الـ''أوبك'' أو حتى الصين توفر بيانات دقيقة أو أخيرة بشأن ما يمكن أن يتخذانه من خطوات في هذا الصدد وبشكل يجعل من الصعوبة بمكان الآثار الناجمة على الطلب العالمي· إذ يقول آدم روبينسون كبير محللي الطاقة في ليمان برازر: ''إننا نتوقع أن تزداد امدادات (أوبك) من بعض الدول الأعضاء بشكل سري (من تحت الطاولة) وهو الأمر الذي سيزيد من حالة الغموض المتعلقة بأسعار النفط كما يقول''· وفي الحقيقة، فقد أصبحت السوق صعبة على التنبؤ مؤخراً، بحيث إن العديد من المحللين يعيدون حساباتهم وتنبؤاتهم كل فترة أسابيع قليلة ولكنهم نادراً ما يعمدون إلى خفض هذه الأسعار· فقبل شهر من الآن، تنبأت مؤسسة جولدمان ساكس بأن أسعار الخام سوف تبلغ متوسطاً عند مستوى 85 دولاراً للبرميل في العام المقبل· ثم لاحظ الاقتصاديون أن هناك بعض الاتجاهات الدالة على النشاط المحموم من بينها مؤشرات على ازدياد النمو في الطلب في معظم أنحاء العالم· لذا فقد آثرت في هذا الشهر إلى زيادة سقف توقعاتها إلى 95 دولاراً للبرميل· ومن أجل أن تتحقق الاستدامة لهذا المستوى، فسوف يتعين على السعر أن ينفق معظم فترة العام المقبل في مستوى يزيد على 100 دولار للبرميل· وبالطبع، فقد فشل المحللون في التنبؤ بصعود أسعار النفط في خلال فترة السنوات السبع الماضية، بل إن المتفائلين أساءوا في كثير من الأحيان تقدير العوامل التي انتهت بالأسعار في هذا المستوى المتصاعد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©