مالديني يعتزل بعد 23 عاماً من الأشغال الشاقة!

حبه الشديد للكرة جعله يستمر في الملاعب حتى الآن، وهاهو يقترب من الأربعين من عمره، ومازال يعشق الكرة ويحصد البطولات مع ناديه الإيطالي ايه سي ميلان، وآخرها بطولة كأس أندية العالم التي رفعها مؤخراً بعد فوزه على فريق بوكا جونيور البرازيلي في المباراة النهائية·· اتحدث عن المدافع الإيطالي العجوز باولو مالديني الذي طالما تألق مع ناديه ومنتخب بلاده في مركزي الظهير الأيسر والمساك على امتداد أكثر من 16 عاماً شارك فيها مع منتخب ايطاليا ''الآزوري'' في بطولات كأس العالم وكأس أوروبا، وإن كان لسوء حظه لم يحصد أي بطولة كبرى مع منتخب بلاده، بل ويتذكر بأسى وأسف نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000 الذي كان بمثابة مأساة حقيقية تركت في قلبه ذكرى أليمة لأن منتخب إيطاليا خسر في هذا النهائي بالهدف الذهبي من منتخب فرنسا، وطار حلم رفع الكأس الذي كان يمر كشريط في خياله· إنجاز والعزاء الوحيد لباولو مالديني انه رفع مع ناديه ميلان كؤوساً كثيرة على امتداد تاريخه مع هذا النادي الذي لعب له في سن صغيرة جدا حيث لم يكن قد بلغ السادسة عشرة من عمره وكان ذلك في شتاء عام 1985 وبالتحديد في شهر يناير، وها هو يستمر للعام الثالث والعشرين على التوالي مع هذا الفريق وهو إنجاز لم يحققه إلا قلة قليلة جدا من اللاعبين على مستوى العالم كله، فقد يستمر لاعب في الملاعب حتى الاربعين من عمره، ولكنه لا يلعبها كلها في نادٍ واحد وإنما يتنقل في أكثر من فريق وربما في أكثر من بلد· المهم·· يبدو أن السن فعلاً لها حكمها لأن باولو مالديني أعلن صراحة أنه ينوي الاعتزال في نهاية هذا الموسم حيث ينتهي عقده مع ميلان في يونيو المقبل، واعترف النجم العجوز أنه لم يعد يستطيع اللعب بمعدل كل ثلاثة أو أربعة أيام لأنه بات يحتاج الى فترة أطول للاستشفاء والراحة·· صحيح انه يعشق الذهاب يومياً للتدريب في مقر ميلان ''الميلانيلو'' أو النزول الى ملعب جيوسبي ميازا الشهير بضاحية سان سيرو أو ملعب الأحلام كما يطلقون عليه، إلا أنه رجل واقعي وعملي ولهذا لا يعترض ولا يحزن أو يتبرم لو لم يشركه مدربه في المباريات بشكل مستمر، وإنما يشركه احتياطياً في أغلب المباريات لأن مركزه كظهير أيسر يشغله حالياً أكثر من لاعب جيد مثل التشيكي ماريك يانكلوفسكي والبرازيلي سيرجينيو، وحتى في مركز المساك يوجد أكثر من لاعب جيد وعلى رأسهم نيستا، ولكن الشيء الجميل - على الرغم من وجود كل هؤلاء النجوم في مركزه - أن باولو مالديني لعب المباراة النهائية في كأس العالم للأندية كاملة وظهر بمستوى جيد واستحق أن يرفع كأسها وهي بالمناسبة الكأس الثالثة له في هذه البطولة حيث سبق أن رفعها مرتين عندما كانت تسمى قديماً كأس الانتركونتيننتال وكانت وقتها عبارة عن مباراة واحدة بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية· وسجل باولو مالديني حافل بالبطولات والكؤوس الأخرى منها 5 كؤوس في دوري الأبطال الأوروبي و4 كؤوس في السوبر الأوروبي وخمس كؤوس في السوبر الايطالي، ومرة واحدة كأس ايطاليا، علاوة على الفوز مع ميلان سبع مرات ببطولة الدوري الإيطالي· وأمام النجم الايطالي العجوز فرصة جديدة لإضافة بطولة اخرى الى رصيده مع فريقه ميلان الذي مازال يواصل انتصاراته في بطولة دوري الأبطال وإن كانت القرعة قد أوقعته في مواجهة فريق الارسنال الانجليزي في دور الثمانية الذي أجريت قرعته أخيراً وتنطلق مبارياته في فبراير المقبل·· أما على مستوى الدوري الايطالي، فالموقف أقل إشراقاً لأن ميلان يحتل ترتيباً متأخراً في الدوري· قائد حقيقي ولكن ما هو سر تألق مالديني واستمراره كل هذا الوقت في الملاعب؟ السؤال طرحته صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية وأجابت عليه قائلة: الأمر ببساطة يرجع - على حد قول مالديني نفسه - إلى عشقه للعمل والالتزام والحماس، ونقلت الصحيفة عن زملائه في الفريق قولهم: على امتداد 22 عاما مازال مالديني يحتفظ بإرادته وإصراره وحماسه، والتزامه داخل الملعب وخارجه·· إنه يتمتع بصفة القائد الحقيقي· ومالديني من المدافعين الذين لا يعتمدون على القوة البدنية بقدر اعتماده على رؤية الملعب وحسن قراءته واختيار الوقت المناسب لانتزاع الكرة من المنافس أو تمريرها إلى زميل·· وقد ظهرت هذه الموهبة فيه مبكراً جداً حتى وهو مازال في المدرسة الابتدائية حيث كان يداعب الكرة بمهارة تفوق أي طفل آخر وينطلق بها ويمررها وكأنه خلق قائد ملعب فعلاً· وقد ساعد مالديني على الالتزام خارج الملعب على وجه التحديد زواجه المبكر من عارضة ازياء تدعى ادريانا فوسا التي انجب منها ولدين كريستيان ودانيال، وهو زوج مخلص لا يفكر في كرة القدم مطلقاً وهو في بيته وله مقولة شهيرة تتعلق بهذا الأمر يقول فيها: من يفكر كثيراً في الكرة وهو في بيته فإنه يستهلك نفسه سريعاً كلاعب كرة قدم· رجل ملتزم وعلى الرغم من أن باولو مالديني هو نجل النجم الإيطالي المخضرم ''سيزار مالديني'' الذي سبق له بدوره أن رفع كأس أوروبا منذ أكثر من أربعين عاماً، إلا أنه لم يتعلم الشيء الكثير من والده وانه لم يكن يراه في الملاعب ولم يتدرب على يديه عندما أصبح مدرباً سواء في ميلان أو في منتخب إيطاليا وإن كان يعترف أيضاً بأنه تعلّم منه ما هو أهم من ذلك وأبقى·· تعلّم على يديه كيف يصبح رجلاً ملتزماً ومنضبطاً· ويبقى أن نعرف أن مالديني من مواليد 26 يونيو 1968 في ميلان وطوله 186سم ووزنه 85كجم ولعب أولى مبارياته الرسمية في الدوري الإيطالي في 20 يناير 1985 وكانت ضد فريق اودنيزي، أما مباراته الدولية الأولى مع منتخب إيطاليا فكانت أمام منتخب يوغوسلافيا يوم 31 مارس 1988 وبلغ اجمالي عدد مبارياته الدولية حتى اعتزاله 126 مباراة·