مسلحون يحتجزون عاملتي إغاثة شمال الصومال

تبادلت الشرطة الصومالية النار مع مجموعة من المسلحين الذين اختطفوا اثنتين من موظفي عمال الإغاثة الأجانب في منطقة أرض الصومال التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، وذلك بعد ساعات من اختطافهما أمس· وأعلنت السلطات المحلية أن طبيبة إسبانية، وممرضة أرجنتينية من منظمة ''أطباء بلا حدود'' خطفتا على أيدي مسلحين، اعتقلت قوات الشرطة التي تحاصرهم اثنين منهم· وأعلن وزير الإعلام في منطقة بونتلاند محمد كابوساد أن مسلحين خطفوا الامرأتين في وسط بوصاصو بعد عشرة أيام من خطف صحافي فرنسي أفرج عنه الاثنين· وأضاف أن ''الشرطة تطاردهم''· وقال وزير التجارة عبدالصمد يوسف عبوان: إن ''الخاطفين محاصرون في منطقة جبلية داخل بوصاصو، وتمكنت الشرطة حتى الآن من القبض على اثنين منهم''· وأشار وزير التجارة إلى حصول تبادل لإطلاق النار بين الخاطفين وعناصر الشرطة دون المزيد من التفاصيل· وقال مصدر أمني: إن هناك ضحايا بين الخاطفين· وقال شاهد عيان: إن ''المسلحين المدججين بالسلاح اعترضوا حافلة صغيرة تقل السيدتين، ثم قاموا بنقلهما إلى سيارتهم واندفعوا بهما بعيداً''· وقالت متحدثة باسم المنظمة سوزان ساندرز: ''يمكننا تأكيد أن اثنتين من موظفينا خطفتا في بوصاصو''، وأضافت: ''نتلقى معلومات متضاربة حول سلامتهما ومصيرهما، ولن نعطي تفاصيل أخرى قبل أن نتمكن من التأكد من هذه المعلومات''· وذكرت المتحدثة أن الرهينتين هما الطبيبة الإسبانية مرسيدس جارثيا، والممرضة الأرجنتينية بيلار باوزا· وجاءت عملية الخطف بعد 48 ساعة من الإفراج عن الصحافي الفرنسي جوين لي جوي الذي احتجز لثمانية أيام في بونتلاند· وفي تعليق على عملية خطف الصحافي، أعلنت منظمة ''أطباء بلا حدود'' أن ''هذا الحادث المقلق يثبت أن منطقة بونتلاند أصبحت مركزاً تنشط فيه العصابات التي جعلت من عمليات الخطف والقرصنة تجارة مربحة''· وطلبت منظمة ''مراسلون بلا حدود'' من الصحافيين والموظفين العاملين في المجال الإنساني ''توخي أقصى درجات الحيطة والحذر''· وقالت المسؤولة الإعلامية في منظمة ''أطباء بلا حدود'': إن المنظمة أمرت بإجلاء جزئي لموظفيها الأجانب من بوصاصو بعد خطف الموظفتين· ولأسباب أمنية، قررت المنظمة إجلاء أربعة من موظفيها الأجانب الناشطين في بوصاصو في إطار برنامج تغذية وإبقاء ثلاثة موظفين فقط على الأرض· إلى ذلك، قالت محطة إذاعية صومالية: إن رئيس بلدية العاصمة مقديشو أمر بإغلاقها أمس بعدما بثت مقابلة مع أحد المتمردين التابعين لـ''المحاكم الإسلامية''· وقال عبدالقادر، وهو مراسل كبير لإذاعة صوماليون: إن رئيس بلدية مقديشو محمد ديري اتصل به هاتفياً، وأمر بإغلاق المحطة إلى أجل غير مسمى· وقال عبدالقادر: إن ديري غضب بسبب إجراء المحطة مقابلة مع أحمد محمد قاري عضو الجناح السياسي لـ''المحاكم'' التي أطيح بها من مقديشو على يد تحالف للقوات الصومالية والإثيوبية قبل نحو عام· من جانب آخر، أعلنت وزارة الإعلام الإريترية أن النزاع الصومالي يشكل ''عراقاً ثانياً'' لإثيوبيا وشركائها الدوليين الذين دعموا اجتياح الصومال من قبل القوات الإثيوبية· وجاء في بيان للوزارة أن ''الوضع في الصومال أصبح عراقاً ثانياً للنظام الإثيوبي وأسياده''· وأضاف: ''أصبح واضحاً الآن للعالم بأسره أن الحرب في الصومال هي بلا نهاية''، مشيراً إلى أن ''الحكومة الأميركية والأمم المتحدة والأسرة الدولية برمتها أصبحت كلها مرغمة للإقرار بأن تحليلها للأزمة الصومالية كان خاطئاً''·