الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب الإمارات يأخذون كتبهم بقوة

شباب الإمارات يأخذون كتبهم بقوة
26 ديسمبر 2007 23:58
الدخول إلى عالم الكتب يعني في بعض تجلياته اقتحاماً للمحظور الغامض، وتوسيعاً لإمكانات المعرفة، وتطويراً لأدوات التواصل مع المحيط الخارجي بتشكيلاته المختلفة· قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت، أو من الذي ستكونه بعد أن تفعل القراءة فعلها في ذائقتك المعرفية، وفي مساحة الوعي الآخذة بالتكون على تخوم الادراك لديك، ناهيك عن موارد الدهشة التي ستحط رحالها في مخزونك المعرفي لتعود فتتشكل على هيئة أحلام يقظة وادعة، أن نقرأ يعني أن نقيم ربط نزاع مع الزمن المتسارع حولنا وبنا، وأن نعيش ذلك الوهم الجميل، وهم القبض على اللحظات المتسللة كذرات رمل من كف العمر· ماذا يقرأ هذا الجيل من شباب الإمارات؟ وما هي الموضوعات التي تثير اهتمامهم؟ وهل هناك إلفة بينهم وبين الكتاب، أم أن الشائعة التي تجزم بابتعاد شباب اليوم عن القراءة تنطبق عليهم؟ هذا التحقيق يلقي الضوء على قراءات شباب الإمارات الذين يؤكدون أنهم يأخذون كتبهم بقوة ويحفظونها في أيمانهم: يقول الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني نقلاً عن الكاتب خالد محمد خالد: ''ليس في الثقافة حلال وحرام، وليس في المعرفة مباح ومحظور؛ اقرأ كل شيء، وعن كل شيء، وأعيش أوسع مساحة ممكنة من المعرفة والفهم''· أنا أقرأ عن التاريخ الإنساني والحضاري والإسلامي، أقرأ لابن خلدون، ولابن الأثير، ولعبد العزيز الدوري، أقرأ ما كتبه الفيلسوف الألماني فردريك هيجل، والمؤرخ ول ديورانت، وأقرأ الشعر العربي القديم كديوان أبوالطيب المتنبي والبحتري، وأقرأ الشعر الحديث والمعاصر كقصائد محمود درويش وأدونيس· وفي الأدب العالمي أقرأ أعمال لكتّاب عالميين، منهم: ماركيز، وكويليو، وغونتر غراس· وفي الشعر الغربي أقرأ للوركا وغوته· أما في الفلسفة فأقرأ لأبي نصر الفارابي ورينيه ديكارت، بالإضافة إلى تشارلز داروين، ما هو بديهي أن الكائن البشري يسعى إلى الكمال الإنساني، والأديب هو الكائن المرهف الحس الذي ينظر دائماً بعين الطامع المتأهِّب إلى الكمال الإبداعي، وذلك عن طريق سعيه الحثيث للتزوُّد بالعلم والمعرفة والثقافة· الشعر والخواطر تقول نوال سالم جوهر السادة من جامعة الإمارات العربية المتحدة قسم الاتصال الجماهيري: إن ميولي الأدبية هي التي تحدد قراءاتي، فأنا مولعة كثيراً بالشعر والنثر والروايات، وهذا النوع من القراءات ينمي ثقافتي الأدبية خاصة وأن لي محاولات في مجال الشعر والخواطر وهو ما من شأنه أن يعزز خياري في التوجه نحو الكتابة الأدبية البحتة· في مجال الروايات قرأت لمحمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ، كل مطالعاتي تفيدني في تكوين نفسي، فبعد كل قراءة ألاحظ بأنني اكتسبت كمية هائلة من المفردات والتعابير التي تنمي قدراتي الكتابية، لا اعتبر هذا بحثاً عن التقليد بقدر ما أعتبره سعياً للكسب المعرفي الذي يطور أدواتي الكتابية· وقد لاحظت هذا التطور فعلاً من خلال التحسن الذي أدركه عند المقارنة بين محاولاتي الأولى في الكتابة وكتاباتي الحالية، وهذا التطور يجبرني على رفع تحدي السعي الدائم لتقديم الأفضل بعد كل مادة انتهي من كتابتها، شعراً كانت أم خاطرة أم مقالة· كما أن مطالعاتي تخلق لدي حب الابتكار من ناحية اختيار الموضوع أو المفردات التي أدرجها في كتاباتي سواء تعلق الأمر بالمفردات المباشرة أو الرمزية· كذلك تساعدني قراءاتي على خلق الأجواء المناسبة لإبداع مادتي بتنويع تلك القراءات من أجل التمكن من الإكثار من الأساليب والغوص في فكر الكاتب الذي تتكشف شخصيته من خلال ما يكتب، فأنا من المؤمنات بأن الكتابة عبارة عن حالة شعورية قوية، عادة ما تكون لا إرادية تفجر أحاسيس الكاتب وتطلق العنان لما يجول في خاطره فينتج عن ذلك الانفجار قصيدة أو قصة أو مقالة في قمة الروعة الأدبية· النقد الأدبي ويقول الشاعر عيضه بن مسعود: إن قراءاتي الثقافية متنوعة ومختلفة فهي لا تقتصر على نوعية معينة أو توجه ثابت، ولكن القراءات الأدبية لها النصيب الأكبر وتستحوذ على جل اهتمامي، وأقصد هنا بالقراءات الأدبية هي تلك التي تتعلق بالنقد الأدبي والشعر بجميع أنواعه وأحياناً لغاته· أنا لا أتوقف عند كاتب معين، فمن وجهة نظري أن الإبداع ينتقل بين أعمال الكاتب من عمل لآخر، وبشكل متفاوت تماماً كانتقال النحلة من زهرة الى زهرة، لذلك فإن الكتّاب كثر ولكن لا يمنع ذلك من أن هناك كثيراً من الكتب التي استفدت منها بشكل كبير وبخاصة كتب النقد الحديث والأدب الشعبي، وللرواية والقصة جانب من اهتماماتي فعلى سبيل المثال أنا حريص على اقتناء روايات الكاتب البرازيلي باولو كويلو مع أنها مترجمة إلى اللغة العربية، إلا أن لها وقعاً مختلفاً على ذائقتي· هناك نصوص تجعلني أحلق بين أروقتها وأنتقل من عالمي إلى عالم الدهشة والانبهار، وفي المقابل أقف متسائلاً أمام الكثير من النصوص التي لا أجد فيها أي قيمة أدبية وجمالية، لذلك أنا أخالف من يرى أن قراءة بعض النصوص، حتى وإن لم تكن جيدة، هي عملية مفيدة لتعلم الأخطاء وأقول له'' إن لذائقتك عليك حقاً''· حركة النشر كما تقول شيخة الجابري، وهي كاتبة وشاعرة وإعلامية: منذ الصغر اخترت اقتطاع مصروفي المدرسي لشراء كتاب، تعلمت الاقتراب من المبدعين الكبار ''الأعلام''، فقرأت المترجم من الفكر الغربي، وقرأت السير وبعض مصادر الأدب العربي ومراجعه، ووقفت كثيراً عند النقد الأدبي ومدارسه ومناهجه، فأنا عاشقة للنقد وكانت أمنيتي الخاصة أن أستكمل دراساتي العليا فيه، نحن بحاجة إلى حركة نقدية تواكب حركة النشر بخاصة في الإمارات· أيضا قرأت الشعر منذ عصر الصعاليك إلى الحداثي الذي لا أقترب منه كثيراً لقناعات خاصة، فالشعر واحة معرفية عظيمة لمن جعل منه رسالة إنسانية تعالج، وتنثر باقات من التوعية للقارئ، الشعر رسالة والشاعر رسول معرفة ووعي، وإن كان بعضهم يرفض اقتران الشعر بالإصلاح، لكنها وجهات نظر في نهاية الأمر· الذي قرأته كثير، قرأت نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ورسول حمزاتوف، وفاطمة المرنيسي، ومحمد أركون، محمد عابد الجابري، وأحلام مستغانمي، قرأت أحمد شوقي، والشابي، والشريف الرضي، آجاثا كريستي، وبعض الترجمات اليابانية، كما قرأت سليم بركات، وهدى بركات، ورضوى عاشور، وعبدالرحمن منيف، وابراهيم الكوني، قرأت الكثيرين الذين لامجال لحصرهم جميعاً هنا· العقل و الوجدان أما الشاعر هادي المنصوري فيقول: بالنسبة لقراءاتي لا أذكر جميعها بالضبط ولكن هناك ''مروج الذهب'' للأستاذ علي المسعودي و''قالت الصحراء'' لبدر الحمد ''اتحاد العاقل والمعقول'' لصدر الدين الشيرازي، ''مرايا العابرات في المنام'' لجمانة حداد، ''علوم البلاغة'' (البديع والبيان والمعاني) لمحمد أحمد قاسم، وغيرها من المواضيع الخارجه عن نطاق الشعر والادب ولكن لا أتذكر أسماءها· ومن الطبيعي أن تتبلور هذه القراءات وتنعكس على ما أكتبه من شعر وفكر، وذلك بسبب أنني لا أقرأ إلا الذي يكون قريباً من شخصيتي الأدبية والشعرية فتظهر بشكل لا إرادي في ما أعبر عنه و أقوله· أما تفاعلي مع النصوص فإنه يكون على حسب ما أقرأ بين يدي، فبعض هذه القراءات يمر على اللسان فقط، وبعضها يمر على اللسان والعقل، وبعضها يمر على اللسان والعقل والوجدان، ليس لعيب في بعض الكتب ولكن يتحدد تأثري فيها بقدر ما تكون قريبه مني· المتعه والمعرفة أما الشاعر عبدالله الخياط فيقول: اختار قراءاتي الثقافية والأدبية بطريقتين في أغلب الأحيان، فهناك القراءات الدورية لبعض المطبوعات المحلية والاقليمية والمواقع الإلكترونية التي أجد فيها الكثير من المتعة، واتابعها بصفة مستمرة إلا في ما ندر من الاوقات، وأحياناً اقرأ ما يدور بين يدي من مطبوعات، واتصفح الشبكة العنكبوتية باحثاً عن الجديد في المواقع والمنتديات الأدبية والثقافية· اقرأ العديد من الألوان الأدبية كالشعر بنوعيه الفصيح والنبطي، كما تجدني باحثاً عن الأصالة في الشعر الشعبي المحلي، وأحاول في بعض الأوقات البحث عن المتعه والمعرفة من خلال المقالات الأدبية والنقدية المتخصصة، أقرأ للعديدين على كافة الصعد سواء من الجيل القديم أو من المجددين في ألوان الشعر والأدب· وبشكل أو بآخر اجد في كتابات الآخرين حافزاً ودافعاً للتنافس والمشاركة في الإبداع، كما يثير اطلاعي العديد من المشاعر والأفكار التي تثور ولا ترضى سوى بالتميز الأدبي سواء في الشعر أو المقال· المجتمع والإنسان ويقول الشاعر والإعلامي محمد الهاشمي: قراءاتي تدور حول ما أتابع من أحداث وما يستجد من نقاشات حول السياسة والدين بشكل خاص، وحول قضايا المجتمع والإنسان بشكل عام· تتخلل قراءاتي هذه مطالعة الأعمال الروائية على سبيل التغيير وكسر الرتابة· أحب كتابات أومبرتو إيكو الفلسفية، وأقرأ الأعمال الروائية الإنسانية في المجمل والتي تحكي قصص الأشخاص والجماعات والطوائف سواء كانت بوليسية كروايات دان براون أو وجدانية كأعمال كويلو ومستغانمي· قراءاتي حفزتني دائماً ولا تزال تفعل، واهتمامي الدائم بالتاريخ البشري دفعني لخوض تجربة الكتابة والبحث الدائم عن مواضيع مثيرة للجدل كنظريات المؤامرة وتاريخ الاديان السماوية وطوائفها والمجتمعات السرية بمختلف أشكالها إضافة إلى موضوعات الإرهاب والتجسس، وقد اكملت المرحلة الاولى من رسم خطوط روايتي الاولى التي تغوص في أعماق تاريخ الشرق الأوسط، وأحتفظ بتفاصيل الرواية ومحاورها لحين اقترابي من إنهائها فضلاً عن أن قراءاتي وقناعاتي حول ما أستكشفه ينعكس على أفكاري· الصفحات الأولى أما نورة خميس العلوي من جامعة الإمارات العربية المتحدة في قسم الاتصال الجماهيري ـ الصحافة فتقول: تتحدد قراءاتي العامة وقراءاتي الأدبية بعدة عوامل منها ميولي الشخصية، الفضول الذي يثيره لدي عنوان المؤلف، أو الانجذاب والنفور اللذان قد يتولدان في ذهني بعيد مطالعة الصفحات الأولى من أي كتاب· كما تعتمد قراءاتي على انتقاءات يقدمها لنا أساتذتنا في الجامعة، فعندما يمتدح أحد الأساتذة كاتباً أو كتاباً سرعان ما أسجل ذلك الاسم أو ذلك العنوان، وأقوم بالبحث عنه في مكتبات الجامعة· ولعل آخر مثال يحضرني عن ذلك في المجال الروائي ما قرأته مؤخراً للكاتب السوداني الطيب صالح ''عرس الزين'' · يغلب على قراءاتي الطابع الأدبي خصوصاً الرواية والشعر، غير أنها تتسع أحياناً لتشمل مواضيع أخرى غير أدبية كمواضيع بناء الشخصية وكيفية استخدام الطاقة الهائلة الموجودة في كل إنسان، ويعد كتاب ''قوة عقلك الباطن'' للكاتب د· جوزيف ميرفي مثال عن تلك المواضيع التي استمتعت بقراءتها كثيراً واستفدت منها حقاً· إن قراءاتي لا تقتصر على الكتب فقط، فهنالك الدوريات الأدبية مثل مجلة ''العربي'' التي أحرص على قراءتها شهرياً، وهي مجلة زاخرة بالمواضيع الأدبية· خبرات البشر أما مريم سعيد المقبالي من جامعة الإمارات في قسم الاتصال الجماهيري ـ الصحافة فتقول: مطالعاتي متنوعة ومتعددة فأنا اقرأ كل ما يشد انتباهي من الكتب الثقافية والعلمية· تجذبني الموسوعات ذات المجلدات الضخمة وما تحتويه من معلومات قيمة· تعجبني القصص والروايات التي تحاكي واقعنا الحقيقي وتعلمني دروساً وحكماً في الحياة، فبنهاية الأمر الكتب هي خبرات البشر في الحياة نستمد منها ثقافتنا، وأحياناً كثيرة تجعلنا نعيش في أحلام وردية وترتحل بنا في سماء تطير فيها العصافير والفراشات الجميلة الخيالية· يستهويني الشعر كثيرا فأقرأ لمانع سعيد العتيبة ولمحمود درويش ولشاعرتي، التي أجد نفسي في كثير من قصائدها، ردينة الفيلالي· كلما قرأت الشعر العربي زاد افتخاري بهويتي العربية بما يحتويه من سجع وقافية ووزن ونغم موسيقي لا توجد في لغات العالم المتعددة· كثيرا ما أترجم القصائد الشعرية من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية، فترجمتي للشعر تجعلني أتذوقه أتلذذه بكافة نكهاته الرائعة، وألهم نفسي بما تحتويه من مفردات يصعب علي ترجمتها لشدة روعتها وجمالها الأخاذ الذي يعيشني مشاعر الشاعر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©