السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عرض مسرحي يطرح مشاكل المواطن العربي اليومية

عرض مسرحي يطرح مشاكل المواطن العربي اليومية
26 ديسمبر 2007 23:57
تحولت مسرحية ''حي أم ميت؟'' التي قدمت مؤخراً في مقر ''المسرح الوطني الجزائري'' في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، إلى إدانة واضحة لـ''المقابر الثقافية والاقتصادية والسياسية'' في الوطن العربي· العرض من تقديم ''تعاونية التنشيط الثقافي للمسرح'' بولاية ''قالمة'' شرق الجزائر، وهي من تأليف وإخراج بوحمام عبد الوهاب وأداء أربعة ممثلين شباب تناوبوا على طرح أهمِّ المشكلات اليومية للمواطن العربي في حوارات شيقة مليئة بالإيحاءات والرسائل المشفرة، في قالب درامي لا يخلو من الفكاهة الهادفة التي تلقاها الجمهور بتجاوب وارتياح كبيرين لتعبيرها عن انشغالاته واهتماماته ومعاناته اليومية· وانسجاماً مع طبيعة الموضوع كانت الإضاءة جد خافتة، فأصبح الممثلون ينتقلون بين القبور المهجورة كالأشباح ليطرحوا العديد من الأسئلة التأملية الفلسفية حول ماهية الحياة والموت وماذا يتبقى من الحياة إذا جُرِّد المواطن من حقوقه الأساسية في العيش الكريم والتعبير عن الرأي، ورافق ذلك طغيان المادة وتقلص مساحات الاتصال الاجتماعي بين الناس وروح التضامن والتكافل أمام النزوع المستمر إلى الفردية وتغليب الأنانية، وكذا طغيان النفاق وتبدل القيم والمعايير، حيث يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً، كما قد يعيش ''حاكم حي في مجتمع ميت'' يقضي على مشاريعه الطموحة للنهوض به، أو ''يعيش مجتمع حي مع حاكم ميت'' يقضي على آماله وتطلعاته، وفي هذا المقطع رسالة سياسية واضحة للشعوب والحكام معاً· كما تطرقت المسرحية إلى مشكلات اجتماعية مقلقة برزت بقوة في السنوات الأخيرة، ومنها آفة نبش القبور لبتر أحد أعضاء الموتى المدفونين حديثاً قصد استعماله في السحر والشعوذة، فضلاً عن انتشار بعض الآفات والرذائل في المقابر غير المحروسة كمعاقرة الخمر وتعاطي المخدرات والفساد الأخلاقي· وفي مشهد ذي دلالة، ينهض ميت من قبره ليروي لأحد الأحياء معاناته في الدنيا مع الرقابة المتزمتة للأهل ثم غلاء المعيشة مما دفعه إلى الانتحار للتخلص من معاناته المعيشية· كما يتناول مشهد آخر موت الضمير في التعاملات الاجتماعية اليومية وتفشي الحيل والخداع بين الناس وكذا اشتداد مظاهر الاستبداد السياسي واستشراء مظاهر الفقر والبؤس وإسكات صوت المثقف وإرغامه على الصمت عما يراه من منكرات إذا فشلت محاولات جرّه إلى صف المطبلين، مما حول الأوطان العربية في نهاية المطاف إلى ''مقابر سياسية واقتصادية وثقافية''؛ وبهذا الاستنتاج التشاؤمي انتهت المسرحية· ''الاتحاد'' سألت مؤلف ومخرج المسرحية بوحمام عبدالوهاب عن دوافع إيغاله في التشاؤم وعدم بعث أية رسالة أمل في ختام العرض، فأجاب بأنه قام بعكس الواقع بكل صدق ووضوح في عمله المسرحي، وهو لا يستطيع تزويق الواقع المرير وتنميقه وصنع التفاؤل من أشياء غير موجودة، ومع ذلك -يضيف المؤلف والمخرج- فإن رسالته الأساسية كانت تفاؤلية، حيث دعا الناس إلى مواجهة الواقع بشجاعة والقيام بواجباتهم كاملة قبل المطالبة بحقوقهم، وهي دعوة للتحلي بالايجابية في التفكير والسلوك·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©