الصديق الصدوق أين هو؟

لا يخلو مجتمع من المجتمعات من جريمة السرقة هذه جريمة يعاني منها الناس في كل مكان في العالم وفي كل زمان، وينظر المجتمع إلى السارق نظرة دونية وأنه شخصية ناقصة وغير سوية لأنها قبلت أن تمارس فعلا محرما ومؤذيا لنفسه أولا ثم للضحايا الذين يتعرضون للسرقة· ولهذه الجريمة جزاء واضح، لكن هناك جريمة وقعها أشد إيلاما واذى من السرقة المادية وهي سرقة المشاعر· وهذه السرقة تحتاج إلى مهارات خاصة يتقنها بعض الناس الذين يتسمون بخبث لا تظهر ملامحه على وجوههم ولا على تصرفاتهم، إنما تظهره حقيقتهم بعد سقوط الأقنعة· وهذه القضية المهمة لا يعيرها المجتمع والدعاة الكثير من الاهتمام والتوجيه والنصيحة ولا يتحدثون أيضا عن عقوبة الانسان المخادع الذي يلبس الاقنعة لسلب الآخرين أغلى ما يملكون وطعنهم في فؤادهم البريء· والإنسان بطبعه اجتماعى وفي ظل الظروف الراهنة يبحث كل منا عن قلب يجد فيه الصدق والنبض الدافئ والاستقرار والبوح· ونجد القلوب الخضراء والنفوس الغضة التي لم تلوثها مفاتن الدنيا هي التي تبحث عن توأم روحها لتعطيه الحب والحنان والاخلاص ومعظم هذه الفئة من الشباب الذين يشقون حياتهم بإرادة الثقة والحب والأمل ونجد هؤلاء في بيوتنا وبين اصدقائنا وجيراننا· هؤلاء الورود النقية يقدمون كل جميل في الدنيا، ويفدونه بحياتهم وبأغلى ما يملكون· ولكن هل ظاهر'' توأم روحي'' هو ما في باطنه، وتكون الصدمة المدوية بعد أن تسقط الاقنعة ليتحول هذا التوأم إلى جرح غائر في القلب والنفس بعد ان يأخذ ما يريد ويمضى دون أن يقول وداعا أو إلى اللقاء· ودائما ما يقع في هذه التجارب المريرة الشباب الذين لا يملكون الخبرة وواجبنا نصحهم وارشادهم في التروي في اختيار الصديق في هذا الزمن المادي الصعب وعدم الاندفاع والبوح لكل من هب ودب حتى لا يندم الانسان بعد فوات الآوان بانه وضع ثقته فيمن لا يستحق· التروي مهم في اختيار الصديق ومن أهم هذه المواصفات صاحب الخلق والدين الذي يقدر قيمة الصديق والعطاء والإحسان والصديق هو من يصدقك في قوله وفعله ويقف الى جوارك في نوائب الدهر تجده يمينك وشمالك يساندك ويجبر خاطرك ويحمل عنك الأثقال، وفي أجمل الأيام تجده مثل العصفور يغرد حولك فرحا لك وحبا بك ومتمنيا لك السعادة في الدنيا والآخرة· وفي لحظات سوء الفهم والخلاف يجد لك عذرا ويتمسك بصداقتك ولا يتخلى عنك فهذا هو الصديق المصدق الذي يستحق أن تفديه بأغلى ما عندك وتقول عنه هذا ''توأم روحي''· مريم حاجي محمد جامعة الإمارات