الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نقاد يبحثون واقع الفن التشكيلي في العالم العربي ضمن ندوة بالشارقة

نقاد يبحثون واقع الفن التشكيلي في العالم العربي ضمن ندوة بالشارقة
16 فبراير 2012
افتتح بالشارقة صباح أمس في مقر دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، فعاليات ندوة “المفاهيمية في التشكيل العربي” التي تقيمها الدائرة بموازاة الإعلان عن الفائزين بالدورة الخامسة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي التي تنظمها وتشرف عليها إدارة الفنون بالدائرة والمركز العربي للفنون. وقال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في الجلسة الافتتاحية “تؤكد الجائزة في الدورة المحتفى بفائزيها وموضوعها “المفاهيمية في التشكيل العربي” على استقراء راهن التشكيل العربي في صورته المفاهيمية المواكبة للنتاج المعاصر وما يرتبط به من أفكار ورؤى وفلسفات حاضرة بقوة عبر مشاريع فنية تمتاز بالتنوع في المظاهر والدلالات”. ليختم بالقول إن “الجائزة تطمح عبر دوراتها المتعاقبة إلى اكتشاف أسماء بحثية عربية جديرة بإقامة البحث النقدي العربي بما يتوازى مع الزخم الفني لدى الأجيال الفنية العربية بدءا من الجيل المؤسس ووصولا إلى الأجيال الجديدة وما تقدمه من طروحات معاصرة”. ثم أقيمت الجلسة الأولى للندوة التي أدارتها الدكتورة ريم وجدي من مصر وشارك فيها الباحثون: ابراهيم الحجري ومحمد الزبيري من المغرب والدكتور الفنان عبد الكريم السيد. وتحدث أولا ابراهيم الحجري في ما يتصل بالنزعة التجريبية في الفن المفاهيمي، فقدم إطارا نظريا في هذا الصدد حيث رأى أن المفاهيمية هي وليدة تحولات كبرى عصفت بالإنسان وأحيانا كانت تسبق هذه التحولات لتبشر بها، ثم حدد عوامل بعينها أدت إلى التحول في التجارب الكبرى نحو الفن المفاهيمي هي عوامل ذاتية وأخرى موضوعية بحسب تصنيفه. في الأولى منها، أشار إلى أن الفنان “شخص شديد الحساسية تجاه الأشياء والعالم وله جملة من الإمكانات الهائلة والحواس الإضافية التي تخول له قياس نبض القاع المجتمعي والشعور الفطري بهموم الآخرين وأفراحهم”، مؤكدا على أن الفنان بوسعه أن يجد ذاته في هذه المساحة التعبيرية، أي الفن المفاهيمي كي يورط بها الآخرين. ومن بين أبرز العوامل الموضوعية أشار إبراهيم الحجري إلى أن الظواهر المحيطة بالفنان تترك أثرها فيه فتلهم هذه التأثيرات منجزاته مؤكدا على أن الفنان ينبغي أن يكون مثقفا وملما بالتطور المعرفي الذي يحدث في مجتمعه. على العكس من ورقة الحجري التي كانت نظرية تماما، فقد نحى الدكتور عبد الكريم السيد إلى الجانب التطبيقي متخذا من تجربة الفنان الإماراتي حسن شريف نموذجا له، فرأى أنه ظل رساما في كل مراحله التي مرّت بها تجربته الفنية ليكون هذا الأمر مفتاحا ليدخل إلى تجربة شريف منذ مطالعها بداية السبعينات حين بدأ رساما كاريكاتوريا حتى العام 1987 عندما أقام معرضه الذي أثار الانتباه بقوة وأثار جدلا عميقا حوله ثم لتبدأ مرحلة المفاهيمية في منجز حسن شريف وليغدو مؤثرا ليس في الفن الإماراتي وحده، بل في دول الخليج ودول عربية أخرى لم يكن الفن المفاهيمي قد وصل إليها بعد. في هذا السياق كان استعراض الدكتور عبد الكريم السيد للتجربة عبر تقنية البروجكتور وعرض اللوحات التوضيحية كنماذج خاصة تمثل انتقالات وتحولات في تجربة حسن شريف خلال هذه المرحلة. ومما جاء في ورقة الدكتور السيد “إن الفنان يخلق حالة بصرية لتصبح بدورها موضوع مادة لاستجابة المشاهد أو رد فعله. حسن شريف مثال على هذا، يأخذه عمله ولا يدري متى يتوقف، قد يستغرق ساعات أو شهورا. الفكرة موجودة في الذاكرة التي يحوي صندوقها مخزونا وافرا من الأشياء والذكريات، يخرج بعضها متفرقا أحيانا، وتخرج أشياء كثيرة دفعة واحدة ويأتي الناتج معكوسا بشكل اندماجي مع العمل الذي يؤديه”. واخيرا إلى ورقة محمد الزبيري، والتي من الممكن القول أنها تمحورت حول فكرة أن “علينا في العالم العربي أن لا ننجرف كثيرا تجاه الفن المفاهيمي والمفاهيمية، ذلك انها نشأت في الغرب كردّ فعل على ما كانت تمر به الحضارة الغربية بظروفها الصعبة التي أدت إلى ظهور هذا الفن، مؤكدا أن ظروف المنطقة العربية مختلفة تماما و”ما تحتاج إليه التجربة التشكيلية العربية من وجهة نظره هو مراكمة أعمال فنية ذات استمرارية متخفية بسبب الضرورة الحتمية التي تستدعيها مراكمة هذه الأعمال التي قد تفضي في آخر الأمر إلى ظهور فن آخر غير المفاهيمية”. وجرى خلال الندوة توزيع أوراق على الصحفيين تضمن أسماء الفائزين بالدورة الخامسة من الجائزة على النحو التالي: إبراهيم الحجري عن “المفهومية في الفن التشكيلي العربي – تجارب ورؤى” أولا، ومحمد الزبيري عن “المفاهيمية في التشكيل العربي – مخاوف وآمال” ثانيا، وسامي جريدي من السعودية عن “المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي” ثالثا، بحسب قرار لجنة التحكيم التي أوصت بطباعة بحث الدكتورة هبة عزت الهواري من مصر والذي حمل العنوان: “المفاهيمية في التشكيل المصري بين الحراك الاجتماعي وإرهاصات الثورة. وقد طبعت الأبحاث الأربعة جميعا وتم توزيع الكتب على الحضور”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©