الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثرياء أميركا... أعمال خيرية في زمن الركود

16 فبراير 2012
الأثرياء ازدادوا سخاء العام الماضي، خلافاً لفكرة الرأي العام عنهم. فقد تبرع المانحون الخمسون على القائمة السنوية لأكثر الأميركيين سخاء التي تصدرها صحيفة "ذا كرونيكل أوف فيلانثروبي" بنحو 61 مليون دولار في 2011، مقارنة مع 39?6 في المئة في 2010. وبشكل جماعي، تبرع المحسنون في قائمة "ذا كرونيكل" بـ10?4 مليار دولار على المنظمات الخيرية العام الماضي، رغم أن وصية واحدة من امرأة الأعمال مارجريت إيه. كارجيل شكلت 6 مليارات من ذلك المجموع. الأثرياء منحوا تلك الشيكات على خلفية ازدياد انتباه الرأي العام، حيث جعلت حركة "احتلوا وول سريت"، والقلق المتزايد بشأن انقسام اقتصادي، من المليونيرات والمليارديرات أهدافاً لها، مع ينطوي عليه ذلك من تداعيات مختلطة بالنسبة لأعمالهم الخيرية. وإذا كان بعض جامعي التبرعات ومراقبي الأعمال الخيرية يقولون إن النداءات الحاشدة لـ99 في المئة يمكن أن تؤدي إلى قدر أكبر من الكرم والسخاء من جانب الأغنياء، ولاسيما تجاه منظمات الخدمة الاجتماعية، فإن أرقام "ذا كرونيكل" لا تُظهر تحولاً في الطريقة التي يوجه بها هؤلاء هباتهم وعطاياهم. وفي هذا الإطار، يرى "ديفيد مالاهان"، زميل "ديموس"، وهو مركز بحوث ودراسات ذو نزعة يسارية، أن المتبرعين الأغنياء يتدخلون، تاريخياً، عندما يزداد الحديث عن التفاوت وانعدام المساواة إذ يقول: "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بمصادفة كون السنة العظيمة الأولى للأعمال الخيرية تزامنت مع العهد التقدمي، حيث اعترف أشخاص مثل آندرو كارنيجي و(جون دي.) روكفيلر بوجود تفاوتات كبيرة وهم أنفسهم كانوا موضوعاً لانتقادات شديدة". ولكن جون سي. مالوني (الرقم 28 على قائمة "ذا كرونيكل)، الملياردير رئيس "ليبرتي ميديا"، يحذر من أن "التضحية" بالأفراد الأغنيـاء قـد تجعلهـم أكثر تـردداً في التبرع بالمال في نظر الجمهور، بل إن ذلك يمكن أن يثنيهم عن العطـاء أصلاً، حيث يقول مالونـي، الذي تبرع العـام الماضي بـ57 مليون دولار لجامعة يل وشبكـة مدارس عامة: "إنهم إما سيحاولون القيام بما يعتقدون أنه الأمر المناسب بفعل الضغط أو ربما سيقررون إعادة تخصيص رأسمالهم". ومن جانبها، تقول "مليسا برمان"، رئيسة مؤسسة "مستشاري روكفيلر الخيرية"، إن الهوة بين الأغنياء والفقراء بدأت تؤثر على الكيفية التي بدأ يفكر بها بعض الزبائن الأغنياء بشأن العمل الخيري. وعلى سبيل المثال، فإن أحد أبناء المؤسسة الجدد بدأ يوجه اهتمامه صوب الاحتياجات الإنسانية في نيويورك، كما تقول، في حين يرغب أشخاص معروفون بدعمهم للتعليم في ضمان أن تؤدي تبرعاتهم إلى إعداد الناس للوظائف. ولكن الدراسة التي أنجزتها "ذا كرونيكل" تُظهر أن أغنياء عالم المنظمات غير الربحية -المنظمات الخيرية الأكبر والأشهر- يحصلون على حصة الأسد من الهبات والتبرعات. إذ باستثناء وصية كارجيل، فإن 36 في المئة من أموال المتبرعين في قائمة الخمسين ذهبت إلى التعليم العالي، في حين ذهبت 35 في المئة إلى المؤسسات الخاصة، و15 في المئة إلى المستشفيات والمراكز الطبية والأبحاث الطبية، و7 في المئة إلى المتاحف والمكتبات والمحافظة التاريخية. والملفت هنا أن لا أحد من مجموعة المتبرعين الخمسين تبرع بهبة 5 ملايين أو أكثر مباشرة لمنظمة من منظمات الخدمة الاجتماعية. غير أن هذا لا يعني أن الأثرياء لا يحررون شيكات لمثل هذه المؤسسات الخيرية. فهم يفعلون، حسب بيانات "ذا كرونيكل" والحوارات التي أجرتها مع المتبرعين، وكل ما هناك هو أنهم يحتفظون بهبات 25 مليون دولار، أو حتى 5 ملايين دولار، لأنواع أخرى من المؤسسات. ويعزى ذلك جزئياً إلى حقيقة أن العديد من المحسنين لا يعتقدون أن منظمات الخدمة الاجتماعية هي أفضل طريقة لتخفيف المشاكل التي تعاني منها أميركا. وهذا من غير المرجح أن يتغير حتى في ضوء مشاكل البلاد الاقتصادية التي مازالت مستمرة. وعلى سبيل المثال، يقول إيلي برود (الرقم 49 على القائمة)، قطب قطاع العقار، إنه يشعر بـ"بعض التعاطف" مع محتجي حركة "احتلوا وول ستريت. غير أن رسالتهم بشأن التفاوت تدعم تشخيصه لما تعاني منه أميركا: نظام تعليمي ضعيف. ويقول برود، الذي يدعم الجهود الرامية إلى تغيير المدارس العامة منذ أواخر عقد التسعينيات، إنه يعتقد أن الأزمة الاقتصادية ستنتج مزيداً من المتبرعين للقطاع التعليمي. وفي هذه الأثناء، بدأ المانحون الكبار يوجهون اهتمامهم نحو الجامعات من أجل مشاريع للدفع بالبحث العلمي في مجال الطاقة النظيفة، مثل توماس إف. ستايير وكاثرين إيه. تايلور، اللذين تعهدا بـ25 مليون دولار لجامعة يل، أو لدعم تطوير الشركات في البلدان الفقيرة، مثل روبرت إي. ودوروثي جي. كينج (الرقم 8)، التي منحت 154?5 مليون دولار لجامعة ستانفورد. ويقول مانحون ومسؤولون من منظمات غير ربحية إن مؤسسات خيرية أخرى لا تُصدر بالضرورة نداءات طموحة مثل هذه. كما أن المانحين الذين يرغبون في التبرع يخشون ألا تكون المنظمات غير الربحية التي أُسست حديثاً موجودة بعد 25 أو 100 عام، خلافاً لجامعة هارفارد العريقة، مثلاً، التي يبلغ عمرها أربعة قرون. ماريا دي مونتي وكارولين بريستون - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©