الاقتصاد تغرم تجاراً رفعوا أسعار البيض

شددت وزارة الاقتصاد رقابتها على أسواق الدولة للحيلولة دون استغلال التجار أزمة نقص البيض الراهنة، وقامت بتغريم محال وسوبر ماركت تبيع كراتين البيض بأسعار مغال فيها· وقال الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك في الوزارة في تصريح إلى ''الاتحاد'': ''خالفنا عدداً من تجار البيض سواء في المحال الكبيرة أو السوبرماركت الصغيرة على مستوى الدولة، وقامت لجان التفتيش التابعة للوزارة بحملات مفاجئة، واكتشفت مخالفات للتجار تتمثل في بيعهم كراتين البيض بأكثر من 15 درهماً للبيض الكبير و14 درهماً للحجم المتوسط و13 درهماً للحجم الصغير، وتقوم الإدارة المالية في الوزارة حالياً بتحصيل المخالفات''· وأوضح أن الوزارة لا تهدف من وراء المخالفات إلى جباية الأموال من المخالفين، بل التأكيد على وجود جهاز رقابي قوي يراقب السوق يومياً، مؤكداً أن الوزارة لا تسمح باستغلال التجار للمستهلكين خاصة مع نقص السلع كما يحدث مع البيض حاليا· وطالب النعيمي المستهلكين بإبلاغ الوزارة عن أي تاجر أو سوبرماركت يبيع البيض بأعلى من السعر السابق، مشدداً على أن الوزارة لن تتهاون مع أي تاجر مخالف· وقال إن الوزارة لا توجد لديها توقعات محددة لموعد انتهاء النقص الحالي في البيض، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي وراء النقص هو منع دخول البيض السعودي والهندي إلى الأسواق لإصابة إنتاج هذين البلدين بمرض إنفلونزا الطيور· وقال: ''قرار الحظر أو الإفراج عنه بيد وزارة البيئة والمياه ووزارة الاقتصاد تبذل أقصى جهودها للتخفيف من النقص الحالي وطالبت المزارع المحلية بمضاعفة إنتاجها''· ورداً عن سؤال حول موقف الوزارة من مطالب مزارع الدجاج المحلية برفع أسعار البيض بسبب ارتفاع أسعار العلف بنسبة تزيد على 30%· قال: ''قدم أصحاب المزارع طلبات بالزيادة موثقة بمستندات وفواتير كثيرة وتقوم الوزارة حالياً بدراسة تكلفة الإنتاج في كل مزرعة على حدة، علماً بأن مطالب المزارع بنسبة الزيادة ليست واحدة وستنظر اللجنة العليا لحماية المستهلك في اجتماعها المقبل طلبات أصحاب المزارع''· ولم تشهد أبوظبي على مدار الأيام القليلة الماضية انفراجة في أزمة نقص البيض التي بدأت منذ أكثر من شهر بسبب منع استيراد البيض السعودي والهندي وقلة الإنتاج المحلي· وتقوم غالبية محال البقالة الصغيرة ببيع الكميات القليلة التي تضخها المزارع المحلية بأسعار مضاعفة وبنسبة تزيد على 100%، وبدأت محال عديدة رفع سعر البيضة الواحدة إلى درهم ونصف بزيادة درهم عن السعر السابق خلال اليومين الماضيين مع تزايد الطلب على البيض· وتلتزم الجمعيات التعاونية وبعض المراكز التجارية الكبرى ببيع كراتين البيض بأسعارها السابقة، لكن المشكلة الكبرى التي تواجهها هي تراجع المعروض على أرففها يوماً بعد الآخر، ويتواجد العديد من باعة محال البقالة أمام مقرات الجمعيات التعاونية والمراكز الكبرى في الصباح الباكر لشراء أكبر كمية من البيض تمهيداً لإعادة بيعها للمستهلكين بأسعار مرتفعة· وتوقع مسؤولو المزارع في أبوظبي في اجتماع عقدوه منذ يومين مع وزارة البيئة والمياه بأن تنفرج أزمة النقص الحالية خلال الشهر المقبل بسبب تزايد إنتاج المزارع من البيض، إضافة إلى استيراد البيض من أستراليا وكندا بعد السماح لتجار أبوظبي بذلك· وذكر الدكتور مايكل نصيف، مدير مزرعة أبوظبي للدواجن، أن المزرعة التي تسد جانبا كبيرا من احتياجات إمارة أبوظبي من البيض سترفع إنتاجها من البيض خلال يناير المقبل بنسبة 25% نتيجة دخول 3 عنابر للإنتاج، بعد استكمال الدورة الإنتاجية للصيصان للبيض ومدتها 5 أشهر· وأوضح أن إنتاج المزرعة سيرتفع إلى 10 آلاف طبق من البيض بزيادة ألفي طبق، مؤكدا أن مزرعة أبوظبي وغيرها من مزارع الإمارة تعمل حاليا بأقصى طاقاتها لسد احتياجات المستهلكين من البيض· وأشار إلى أن أزمة النقص ستخف تدريجياً خلال الشهور القليلة المقبلة بعد السماح لتجار أبوظبي في اجتماع منذ يومين مع وزارة البيئة باستيراد البيض من أستراليا وأميركا· وقال: ''نشكر وزارة البيئة والمياه لدعمها وتشجيعها للمزارع لزيادة إنتاجها ونتمنى أن يتم تبني صناعة الدواجن في الدولة من كافة الجهات المعنية باعتبارها صناعة استراتيجية تتوفر لها كل مقومات العمل والنجاح''· وأكد أن المزارع تطالب بزيادة أسعار إنتاجها من البيض بسبب ارتفاع أسعار العلف ومستلزمات الإنتاج، موضحاً أن المشكلة التي يواجهها السوق حالياً ليست مشكلة أسعار، بل توفر البيض من عدمه خاصة مع تزايد إقبال المستهلكين على البيض خلال شهور الشتاء·