عواصم (وكالات)
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، عن رسم ملامح خطط جديدة مشتركة مع تركيا، لمحاربة الإرهاب في سوريا وإيجاد تسوية سياسية للنزاع الدامي الذي دخل عامه السابع، معرباً عن تقديره للدور الذي تلعبه أنقرة في الجهود الرامية لاستعادة الأمن والسلام بهذه البلاد. في وقت أعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن قرار ممثلي المعارضة السورية المسلحة مقاطعة الجولة الثالثة لمحادثات السلام في أستانا كان «بمبادرة من طرف ثالث»، دون أن تحدده، متهمة الفصائل «بعدم الرغبة في معالجة النزاع السوري».
من جهته، نفى محمد علوش رئيس وفد المعارضة في الجولتين السابقتين إلى العاصمة الكازاخية، ممارسة أنقرة أي ضغوط على الفصائل لمنعها من المشاركة، مبيناً أنها على العكس من ذلك، طالبت الوفد بالتوجه لأستانا، وأكد أن موقف المعارضة لن يتغير في أي محادثات مقبلة ما لم تتوقف خروقات القوات النظامية وحلفائها.
وقال بوتين أثناء تسلمه أوراق اعتماد 18 سفيراً جديداً لدى موسكو بينهم التركي، في الكرملين أمس، أن لقاءه مع الرئيس رجب طيب أردوغان في 10 مارس الحالي، شهد ترسيم خطط مستقبلية في سياق محاربة الإرهاب في سوريا والتسوية السياسية بهذا البلد المضطرب. وذكر بوتين أن الدور النشط لروسيا وتركيا ساهم بقدر كبير في وقف الأعمال القتالية بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة، مضيفاً «نعرف الدور الذي لعبته أنقرة في ذلك، ونقدره عالياً، وهو ما سمح بالشروع في عملية التفاوض السلمية حول سوريا في أستانا».
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوفد الروسي في جولة أستانا الثالثة ألكسندر لافرنتييف، أن المباحثات تطرقت «وبشكل مباشر لاقتراح تشكيل لجنة الدستور»، مبيناً أن مندوبين عن موسكو وأنقرة وطهران مكثوا في العاصمة الكازاخية للاجتماع بشخصيات عسكرية معارضة. وتحدث لافرنتييف عن موعد الجولة الرابعة لأستانا في 3 و4 مايو المقبل، وستسبقها مشاورات للخبراء في طهران يومي 18 و19 أبريل القادم.
من جهته، أكد فؤاد عليكو عضو الوفد المفاوض في محادثات جنيف، أن «وفداً مصغراً» سيطلع في أستانا، على نتائج الجولة الأخيرة يومي 15 و16 مارس الحالي. ورفضت المعارضة المسلحة المشاركة في المحادثات، متهمة روسيا بالتقاعس عن دعم وقف النار الهش الذي أبرم نهاية ديسمبر الماضي، باتفاق روسي- تركي.
وكان بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة لأستانا، جدد أمس الأول اتهامه لتركيا بعرقلة مسار الجولة، قائلاً إن «أنقرة الضامنة للمعارضة، لم ترد لها المشاركة في أستانا»، فيما أكد علوش أن العكس هو الصحيح في الموقف التركي، مبيناً أن قرار المقاطعة «ثابت وهو أننا لن ننخرط في أي مفاوضات عبثية لا تؤدي إلى نتائج ملموسة تخفف من معاناة السوريين».
عدد اليوم
