الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المطوع: القراءة سفينة الإبحار الآمن للماضي والمستقبل

المطوع: القراءة سفينة الإبحار الآمن للماضي والمستقبل
22 ابريل 2016 18:43
"القراءة سفينة الابحارالآمن للماضي والمستقبل معاً ، واستكشاف للكون والعالمية هي أن تكون أنت لا غيرك ، ومن الخطأ تصور القراءة ترفاً فهي حتمية لمواجهة آثار الجهل والخرافة والإرهاب ، فالأمواج المتلاطمة في بحار الفكر والأدب تتكسر على شاطيء المعرفة وتغرق سفن الجهل مدمرة أشرعتها"، بتلك الكلمات بدأت أسماء صديق المطوع مُؤسِّسَة ورئيسة صالون "الملتقى الأدبي"، حوارها معنا بتساؤلات عن الواقع العربي وعلاقته بالقراءة، والآثار الإيجابية والسليبة للكتاب الرقمي.   وقالت المطوع، في حوار مع "الاتحاد" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب غداً، إن "القراءة تشكل صخرة صلبة تلتئم مياه الأمواج وتتقوى بها فكما تتكسر أمواج البحار وتغيير شكلها كليا أو جزئيا وتحويلها إلى فقاعات ترسم شكلاً ولا تحدث تأثيراً هكذا حال من اعتادوا القراءة مع الكتاب". ونوهت إلى أن القراءة كانت وستبقى من ثمرات العقل البشري، لافتة إلى أن أول كلمة في الوحي إلى سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) هي كلمة (اقرأ)، في دلالة قاطعة ويقين لا ثابت على مر الزمان بأهمية القراءة وثمارها العديدة وآثارها المتنوعة ومنها تطوير الانسان واتساع أفقه فالقراءة غذاء العقل والنفس وأكثر وسائل التعلم وأيسرها لاكتساب المعرفة. وأشارت إلى أن سجل التاريخ حافل بالكوارث الناجمة عن الجهل وغياب الوعي نتيجة إنعدام القراءة والاضطرابات الجيوسياسية في منطقتنا العربية وظاهرة الارهاب دليل حاضر على تأثيرات غياب القراءة وسهولة السيطرة على عقول الشباب في إنتاج تلك الأحداث فالفكر المنحرف أياً كان نوعه لا ينتصر عليه إلا الفكر المستنير الناتج عن قراءات متنوعة وكثيرة. وتابعت المطوع "للتكنولوجيا أثر كبير في توفير المعلومات بسرعة عالية وفائقة إلا الكتاب لازال يحتفظ ببريقه وعلاقته الحميمه مع القاريء رغم تعدد وسائل النشر الحديثة ومنها الانترنت والتواصل الاجتماعي وأن متعة القراءة في الكتاب الورقي وآثارها النفسية والفكرية لا يتوفر لها بديلاً حتى الآن"، لافتة إلى أن الثالث والعشرين من شهر أبريل من كل عام يحتفل العالم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، وهو اليوم الذي يصادف رحيل الشاعر وليم شكسبير. وأضافت المطوع "نعتمد بناء الإنسان الذي يشكل اللبنة الحقيقية لأي تطور ونجاح في مختلف لمجتمعات وتأتي القراءة عاملاً أساسياً في بناء أفراد يتصفون بالقدرة على التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والجنسيات". يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" حددت يوم 23 ابريل يوماً عالمياً للكتاب وحقوق النشر والملكية الفكرية وذلك اعتباراً من العام 1995، وذلك بهدف الحفاظ على الكتاب وأهميته ودوره في حياة الأفراد وتطوير المجتمع وإلى تشجيع القراءة واكتشاف متعتها. كما أقرت اليونسكو أن تحول تسمية مدينة من مدن العالم عاصمة عالمية للكتاب حدثاً سنوياً دائماَ، واختيرت مدريد كأول عاصمة للكتاب، ويشكل الاحتفال باليوم العالمي خطوة على طريق نشر القراءة لجميع الأعمار وحول مشاركة الصالون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 27 أبريل - 3 مايو 2016، أشارت المطوع إلى أن الصالون سيطرح خلال الدورة الحالية للمعرض المحفزة للعقل العربي للتعامل مع الكتاب بمختلف ألوانه الإبداعية . وأضافت اعتمد الصالون شعار "نحن نقرأ" للمشاركة هذا العام في معرض الكتاب، تماشياً مع توجيه صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" بأن يكون هذا العام عاماً للقراءة، مشيرة إلى أن برنامج الملتقى يغطي كافة القضايا المختلفة التي طرحها خلال ما يقارب عقدين من القراءة هما عمر الصالون. وتابعت المطوع "استجابة للظروف الحالية، سوف يناقش الصالون في أحد محاوره قضية "ما قاله السيف للقرطاس"، بمعنى كيف انطبعت الأوضاع الاجتماعية في الأدب، وكيف أرخ الأدب لمجتمعه منذ عصر المتنبي وحتى الأدباء المعاصرين، وذلك في متابعة كرونولوجية نقدية للشعر والنثر، و كيف لعب الاجتهاد الفقهي وازدهار الفكر الفلسفي دوراً مهماً في محاربة الغلو والتشدد الذي يؤدي إلى العنف. وقالت المطوع "في سابقة هي الأولى من نوعها، يحاول أحد محاور الملتقى استكشاف العتمة، وكيف يمكن لفرد أن يقرأ وهو مغمض العينين، وما هي العوالم التي يمكن أن تتفتح أمام من يستشعر المعرفة بالأنامل". وتحتَ عنوان "العتمة الباهرة"، يتعرض الصالون للقراءة بطريقة "برايل" للمكفوفين، وذلك خلال محاورته أحد المكفوفين وواحدة من المنشغلين بقضاياهم وبإبداعاتهم. كما يناقش محورا آخر ضمن برنامج الملتقى للمعرض ظاهرة "الكاتب المؤثر"، وهل لا زالت هذه الظاهرة موجودة وقائمة بنفس الزخم والقوة على نحو ما كانت في عقود سابقة، وما صفات هذا الكاتب المؤثر وأدواته، وما مستقبل الكتابة في ظل عصر المدونات والفضاء الإلكتروني. وترتبط هذه الظاهرة بمحور آخر يتضمنه برنامج الملتقى لهذا العام هو محور "التواصل الاجتماعي" الذي يتناول دور وفاعلية شبكات التواصل الاجتماعي في حياة الأفراد، ويتوقف أمام أبرز الفاعلين البارزين فيها، كما يتابع صيرورة هذه الشبكات كظاهرة عالمية. ويخصص الصالون محوراً بعنوان "الباقون في الذاكرة" لوداع من رحلوا عن عالمنا بأجسادهم، وبقت إبداعاتهم. فيغطي أعمال وحياة كل من الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، والمهندسة العراقية زها حديد، والأديب المصري جمال الغيطاني، والكاتب الإيطالي أُمبرتو إيكو، ليس من منطلق رثاء أو تأبين، بل كمدارسة نقدية تفاعلية تقتفي آثارهم، وتستخلص الأفكار، وتبرز العبر. وقد أصدر صالون الملتقى هذا العام سلسلةً من الكتب تحت نفس العنوان، تخليداً لدور الراحلين المؤثرين. وأشارت أسماء صديق المطوع إلى أن فعاليات الصالون خلال معرض أبوظي الدولي للكتاب 2016 ستركز في عدد من الجلسات على "ابن رشد الجد والحفيد"، باعتبار أن "ابن رشد" هو الشخصية التي أطّرها معرض أبوظبي الدولي للكتاب كشخصية العام وسيتم عرض مقتطفات من فيلم "المصير" الذي يغطي حياة ابن رشد الحفيد. وخطط صالون الملتقى هذا العام لاستضافة كتَّاب الروايات التي ترشحت للجائزة العالمية للرواية العربية، بالإضافة إلى إبراهيم عبد المجيد الفائز بجائزة الشيخ زايد فرع الآداب. كما سيُطلق صالون الملتقى خلال مشاركته في معرض الكتاب هذا العام، مبادرة تندرج تحت اسم (صندوق بريد الملتقى)، حيث سيتم توزيع 100 مفتاح يومياً على جمهور المعرض بطريقة تحكمها المصادفة. الجدير بالذكر أن صالون الملتقى تأسس في عام 1989على يد أسماء صدِّيق المطوَّع ويضم عدداً من العضوات من مختلف الجنسيات والتخصصات. ويقوم بشكل دوري بمناقشة أحدث الروايات الأدبية في حضور النقاد والروائيين، كما أنه مُعتمد منذ سنة 2006 كأحد أندية القراءة من قبل اليونسكو.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©