طالباني: اتفاقية الجزائر مع الشاه ملغاة ونرفض إحياءها

دعا الرئيس العراقي جلال طالباني أمس الحكومة التركية إلى التنسيق مع الحكومة العراقية في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق فيما جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تحذيره لأنقرة من ان ''صبره ينفد'' إذا استمر القصف في شمال العراق لكنه اعترف بعدم قدرته على وقف ''الاعتداءات''· وفي أنقرة، أفادت وكالة أنباء الاناضول شبه الحكومية أن الرئيس الأميركي جورج بوش أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان، استمرار تعاون واشنطن مع تركيا في التصدي للانفصاليين بشمال العراق· وفي تطور لافت، شدد طالباني على رفض الحكومة العراقية لأي محاولات لإحياء ''اتفاقية الجزائر'' الخاصة بتحديد الحدود مع إيران والتي وقعها نظام صدام مع شاه إيران عام 1975 ·وقال إن ''اتفاقية الجزائر ملغية· لقد رفضنا الاعتراف بالاتفاقية خلال زيارتنا إلى طهران وجميع الأطراف السياسية الحالية ترفض هذه الاتفاقية وتعتبرها ملغية''· جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائبه طارق الهاشمي ومسعود بارزاني بمدينة السليمانية حيث قال إن ''العمل العسكري التركي يجب أن يتم بالتوافق مع العراق ونحن لا ننكر أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي أعمال مسلحة داخل أراضيها''· وأضاف أن ''وزارة الخارجية العراقية استدعت سفير تركيا في العراق وأبلغته موقف الحكومة الرافض للأعمال العسكرية التي تتم حاليا شمالي العراق''· وقال ''نحن نريد إقامة أفضل العلاقات مع تركيا لكننا بنفس الوقت نأسف على مثل هذه الأعمال التي لا تخدم المسيرة الديمقراطية في كلا البلدين''· وكشف طالباني عن اتفاق ثلاثي يضم الحزبين الكرديين الكبيرين والحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه الهاشمي· وقال في المؤتمر الصحفي المشترك ''إن هذا التحالف قديم وتم توقيعه اليوم وكنا نجري محادثات حوله منذ أكثر من سنة ، وهو استكمال للتحالفات الأخرى والاخوة في الحزب الاسلامي ملتزمون بتحالفاتهم الأخرى''· وأضاف طالباني ''أن هذا التكتل يسعى لايجاد أرضية سياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية ويؤسس لعلاقات طويلة الأمد'' ، موضحا أن الاجتماعات التي عقدت ''ناقشت بعض الحلول واتفقنا على العمل للخروج من الأزمات السياسية وسنعلن عن خارطة طريق مستقبلية''· من جانبه أعلن الهاشمي أن ''الطيف السياسي معرض للتغيير وأتوقع حصول تغييرات كثيرة في المستقبل القريب''، مشيرا الى أن هذا التكتل جزء من تغيرات كثيرة ستطرأ على العملية السياسية أنه لا يستهدف أحدا لكنه يهدف إلى تنشيط المصالحة الوطنية· وكان بارزاني قال في وقت سابق إن القصف التركي المتكرر لمناطق كردستان العراق ''يستهدف تجربة الإقليم والشعب الكردي''· وجدد بارزاني دعوته لتركيا إلى حل سلمي لمشكلتها مع الكردستاني قائلا إن ''هذه المسألة لا تحل بالحرب وقلنا للجميع إذا كان الحل سلمياٌ فنحن مستعدون بجدية للمساهمة في إيجاده''· وذكرت وكالة الاناضول أن بوش وأردوجان أكدا على مواصلة تقاسم المعلومات الاستخباراتية حول المتمردين بحسب الآلية التي تم وضعها إثر لقائهما في البيت الأبيض الشهر الماضي· وخلال الاتصال، كرر بوش وأردوجان وصف ''الكردستاني'' بأنه ''عدو مشترك''· من جهته، أعلن عبد الرحمن تشادرتشي المسؤول البارز بالحزب أن الهجمات التركية تسببت بمقتل 5 مقاتلين من حزب ''الحياة الحرة لكردستان'' المناهض لإيران والتابع لحزب العمال الكردستاني في 16 ديسمبر الحالي·