الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تفكيك مسرحية «حرقص» لصالح كرامة في صالون طه حسين

تفكيك مسرحية «حرقص» لصالح كرامة في صالون طه حسين
22 مارس 2010 21:37
نظّم المكتب الثقافي لسفارة جمهورية مصر العربية في الدولة أمس الأول ضمن فعاليات صالون طه حسين الأدبي الذي يقيمه في أبوظبي، أمسية نقدية حول مسرحية “حرقص” للكاتب والمخرج المسرحي صالح كرامة المقتبسة عن رواية “الشيطان والآنسة بريم” للروائي باولو كويلو قدمها الباحث والأكاديمي المصري الدكتور جميل عبدالمجيد استاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة أبوظبي، وحضر الأمسية عدد من المثقفين والأدباء والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي. وفي تقديمه للمحاضر قال الدكتور طارق وهدان المستشار الثقافي المصري “إن صالون طه حسين الأدبي هو الفضاء الذي يلتقي عنده الأدباء العرب، من أجل خلق وحدة ثقافية على أرض أبوظبي التي عودتنا كيف يلتقي الأشقاء في حضن متسامح وشفيف”. وأضاف “إن مسرحية حرقص لصالح كرامة مثلت صراعاً بين الخير والشر، يكشفه الناقد والباحث الدكتور جميل عبدالمجيد في قراءته التي عنونها بـ “دراما الخير والشر.. بين باولو كويلو وصالح كرامة”، حيث نرى تماثلاً بين مسرحية صالح كرامة ورواية كويلو وبهذا نبحث عن السؤال ماذا استوحت المسرحية من الرواية؟”. ثم استهل الدكتور جميل عبدالمجيد محاضرته بمجموعة من التساؤلات أهمها “كيف كان الصراع بين الخير والشر في كلا العملين؟ وبماذا تشابهت المسرحية والرواية؟ وماذا تجاهلت؟ وماذا أضافت؟ وكيف كانت المعالجة الفنية ما بين المسرحية والرواية؟”. وقال عبدالمجيد “يعالج العملان قضية الصراع بين الخير والشر، وأن كان ثمة خلاف بينهما في تفاصيل الرؤية والمعالجة”. وأضاف “هل انتصرت المسرحية لأي من النقيضين (الخير والشر)؟ وكذلك الأمر بالنسبة للرواية”. ويسرد عبدالمجيد قصة الرواية التي تتحدث عن الغريب وهو الشخص الذي أتى إلى قرية آمنة تدعى بسكوس وهو مصحوباً بظله “الشيطان” من أجل اشعال الفتنة قاصداً أن يخرق أهل القرية الفقيرة إحدى الوصايا العشر “لا تقتل” وهو يحمل سبائك الذهب، وتعرّف على فتاة تدعى “بريم” ويخبرها بمخططه لإشعال الفتنة ودفع أهل القرية للقتل. وتقوم بالدور الذي رسمه الغريب لها. وتدخل العجوز “برتا” التي مات زوجها منذ 15 عاماً حين تصبح ضحية لحصول أهل القرية على السبائك الذهبية التي وعد بها الغريب. وقال الباحث معرفاً الحرقص بأنه “دويبة صغيرة ترقص مثل القراد وهي التي قال فيها الشاعر: “زكمة عمار بني عمار مثل الحراقيص على الحمار” وهي دابة مؤذية، وان الدلالة اللغوية تنطبق وتتواءم وتتناسق مع شخصية “حرقص” عند صالح كرامة ودوره المفعم بالأذى والشر. من جانبه تحدث صالح كرامة عن مفهومه المسرحي لتكنيك الجملة المسرحية في النص ومدى قوتها، وأن حرقص ـ كما قال ـ دخل عالم الشر بمبررات منها فقدان صديقه والعالم، واعتبر هذا مبرراً فلسفياً. ويناقش الدكتور جميل عبدالمجيد جميع مفاصل المسرحية والرواية وتماثلهما في القصة منذ المشهد الأول حتى المشهد السابع، ويقول “يبرع الكاتب في تصوير شخصية حرقص عاشقاً للخراب والدمار من خلال المقطع: “أشم رائحة البارود حمراء جداً، بمجرد أن أنام تستيقظ هي في ذاكرتي فتوقظني”. ويفصل الباحث نقدياً في مكونات المشاهد السبعة، حيث يرى في المشهد السابع كيف حاول صالح كرامة أن يشفي غليله من “حرقص” الذي يمثل الشر حين يعود حرقص إلى دكانه الذي يبيع فيه السلاح ومعه شرفة والعجوز ورباب ويأتي الناس وينتقمون منه بالسلاح الذي يبيعه وان هذا المشهد لا وجود له في الرواية وهو من إضافات صالح كرامة. ويتحدث عبدالمجيد عن مظهر الأحادية في المسرحية من العنوان حتى شخصية حرقص وردة أفعاله. كما يتناول مظاهر الازدواجية في الرواية وما تحفل به من “تضمينات” لقصص أخرى حاولت أن تستفيد منها لتكريس وتقوية المعنى النصي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©