شركات السيارات الألمانية تصطدم بثاني أوكسيد الكربون

حذر أحد خبراء صناعة السيارات في ألمانيا من أن شركات إنتاج السيارات الفارهة لا تستطيع تحمل نتائج استخدام التكنولوجيا الخاصة بخفض انبعاثات غار ثاني أكسيد الكربون لأن سياراتها القوية ستصبح باهظة الثمن لدرجة يستحيل تحملها بالنسبة للمستهلكين· وقد وضعت المفوضية الأوروبية التي تعد الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي نفسها على مسار تصادم مع صناعة السيارات في ألمانيا الأسبوع الماضي بموافقتها على فرض قيود صارمة على معدل انبعاثات غار ثاني أكسيد الكربون التي تصدر عن السيارات· وقال ويلي دياز مدير معهد صناعة السيارات في جيسلينجين بالقرب من شتوتجارت إن خطط الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على الانبعاثات المفرطة تمثل ''هزيمة خطيرة لشركات صناعة السيارات الفارهة في ألمانيا· وتوقع في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) أن تحاول شركات صناعة السيارات الفارهة تمويل النظام الجديد من خلال رفع أسعار سياراتها· وقال: ''في ظل المنافسة القوية، أشك في أنهم سينجحون في هذا الأمر''· وأفادت أوساط خبيرة أن الشركات الألمانية الكبرى تحاول تقليص تكاليف الإنتاج من أجل تدارك هذا العجز؛ وهذا يعني الاستغناء عن آلاف العمال في ألمانيا· وستلجأ شركتا (دايملر) و(بي إم دبليو) على تكريس فكرة نقل مصانعهما إلى أسواق التصدير الرئيسية في آسيا والولايات المتحد كحلّ جغرافي لهذه القضية المعقدة· وأضاف الخبير الألماني قوله: ''تلك الأسواق ستكون أكثر أهمية بالنسبة لهذه الشركات''؛ وتوقع أن تعمد هذه الشركات إلى عملية توسيع مصانعها في الولايات المتحدة أو حتى بناء مصانع جديدة تماماً هناك· وأضاف أن رفض المفوضية للعروض البديلة التي قدمتها شركات صناعة السيارات الألمانية يعد أمراً غير منطقي· وأوضح أن الشركات الأوروبية لم تتفق فيما بينها· وستواجه الشركات الفرنسية والإيطالية ''بالتأكيد'' مشكلات أقل بكثير فيما يتعلق بالوفاء بمتطلبات المفوضية الأوروبية· وكانت ألمانيا قد أعربت في وقت سابق عن استيائها من الطريقة التي تعتزم بها المفوضية الأوروبية فرض القيود على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون واعتبرت أن العقوبات تستهدف شركات إنتاج السيارات الألمانية الكبيرة· وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها توافق على السقف الأوروبي المتمثل في 120 جراماً من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر بالنسبة لأسطول السيارات الأوروبية؛ ولكن القواعد الأوروبية ستمثل تمييزاً ضد ألمانيا وصناعة السيارات فيها· وقالت ميركل في برلين: ''نعتقد أن الطريق المقترح غير مناسب من الناحية الاقتصادية لأنه سيكون على حساب شركات صناعة السيارات الألمانية ولذا فنحن لسنا سعداء بالنتائج·