السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العمليات الإرهابية..تشوه صورة المسلمين

العمليات الإرهابية..تشوه صورة المسلمين
22 ابريل 2016 14:40
حسام محمد (القاهرة) تسببت الضربات الإرهابية الأخيرة التي وجهتها الجماعات التكفيرية والإرهابية إلى عدد من العواصم الأوروبية، في تهديد الوجود الإسلامي في الغرب عموماً، وأصبح اتهام أي مسلم مقيم هناك بالإرهاب أمراً عادياً. ويقول الدكتور أسامة العبد عضو هيئة كبار العلماء الرئيس السابق لجامعة الأزهر: «لا بد قبل كل شيء أن نعترف أن ظهور الجماعات الإرهابية والتكفيرية، تسبب فعلاً لا قولاً في هوة عميقة من سوء الفهم بين الغرب كله من ناحية، وكل مسلم وكل ما يمت للإسلام بصلة من ناحية أخرى، والغرب يتحمل جزءاً من مسؤولية ظهور تلك الجماعات بسبب سياساته الاستعمارية القديمة من ناحية، وسياسة الكيل بمكيالين من ناحية أخرى، كذلك فإن الغرب يعلم دور الحضارة الإسلامية في صناعة الحضارة الغربية والإنسانية بشكل عام، ولكن للأسف قام بطمس متعمد للإسهامات الإسلامية حتى تخلص تماماً من أي ذكر لها، حتى أصبح المواطن الأميركي والغربي، بل وحتى المسلم الذي ولد وتربى في الغرب، لا يعلم شيئاً عن حقيقة الإسلام والحضارة الإسلامية، وأصبح هناك تيار يرى أن الحضارة الغربية بنيت على أنقاض الحضارة الرومانية والإغريقية، ولا أعلم كيف تذكر الغرب الحضارة الإغريقية والرومانية بعد سبات دام ألف عام تقريباً بين مجاهل عصور الظلام، وهكذا فقد وصلنا لمرحلة أصبح المسلمون، وبالتحديد المقيمين في الغرب، يتحملون الجزء الأكبر من التداعيات السلبية للجماعات الإرهابية وممارساتهم غير السوية والتي لا علاقة لها بالدين من قريب أو من بعيد، لهذا فقد أصبحت الساحة الإسلامية في حاجة ماسة لتضافر جهود المؤسسات الدينية وعلماء الدعوة الإسلامية من أجل الخروج بخطاب ديني يبرئ الإسلام من تهمة الإرهاب من ناحية، ويرسخ لثوابت الدين السمحة من ناحية أخرى». حقائق العصر ويضيف الدكتور العبد: «يجب علينا ونحن نتوجه لتبني هذا الخطاب الديني، أن نعترف بشجاعة وإنصاف بقصور في الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للغرب، ما يتطلب ضرورة انفتاح العالم الإسلامي على العالم العربي، وعلى حقائق العصر، مع الحفاظ على ثوابت الأمة وتقاليدها، وأن يُشكل المسلمون في الغرب قوة ترفع صوتها مدافعة عن دينها وهويتها، وبعد هذا يأتي دور العمل على إنشاء قنوات دعوية تخاطب الغرب بلغاته المختلفة، وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية، وتسهم في تصحيح صورة العرب والمسلمين». قنوات جديدة الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية الذي قضى جزءاً من حياته في الغرب، يقول من جانبه: «إن المسلم المقيم في الغرب يواجه أزمة حادة بسبب نجاح الإرهابيين في التغلغل داخل العواصم الأوروبية، وتوجيه ضربات غير إنسانية لكثير من الدول الغربية، وتداعيات تلك الحوادث تضع المسلم هناك أمام خيارات محدودة، لعل أسهلها هو الذوبان في المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي فقد الهوية الإسلامية، وهو أمر خطير لأنه سيؤدي إلى فقدان قوتنا الناعمة في الغرب، وهي جالياتنا الإسلامية، والشريعة الإسلامية لا تجيز أن يترك المسلم دينه لكي يذوب في هويات أخرى، وهنا سيكون أمام خيارين، أولهما الانعزال عن المجتمع المحيط به وهو أمر قد يقوده إلى التعرض للاتهام بأنه عنصري إرهابي لا يقبل بوجود الآخر، ولهذا فلن يتبقى للمسلم في الغرب إلا خيار «الاندماج الذكي»، وهو أن يؤدي شعائره، ويعرف مشاكله كمسلم، وفي الوقت نفسه يتصرف كإنسان غربي يوضح لكل المحيطين به حقيقة الإسلام السمح ويهتم بمشاكل وهموم المجتمع الذي يعيش فيه ولا ينفصل عنه، ولا شك أن هذا الاهتمام سوف يوجد اندماجاً متميزاً، وسوف يجعل المحيطين بهذا المسلم يدركون أن المسلمين ليسوا إرهابيين، وأن الإرهابيين لا يمتون للإسلام بصلة». ويضيف الدكتور زقزوق: «وعلى الجاليات الإسلامية أن تنظم ندوات ومؤتمرات موسعة، توضح فيها أن الإسلام بريء من الإرهاب وأن المسلم الذي يعتز بدينه وقيمه وعاداته وتعاليمه لا يمكن أن يؤذي إنساناً لم يضره في شيء مهما كانت الأسباب، وأن المسلمين في الغرب يهمهم المشاركة في أفراح وأحزان المجتمعات التي يعيشون فيها من منطلق أن الإسلام دين ينفتح على الجميع ويقبل التعددية الدينية والثقافية، وعلى الحكومات الإسلامية من ناحيتها دعم تلك الندوات والمؤتمرات، بحيث تكون وسيلة لمخاطبة الغرب على أرضه وبلغاته المختلفة، لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين، فالواقع يؤكد أهمية تنسيق الجهود والإخلاص والتفاني من أجل تصحيح صورة الإسلام والتنسيق بين مختلف الهيئات والمؤسسات والأجهزة التي تتحمل مسؤولية الإعلام عن الإسلام، وعلى رأسها العلماء في إطار خطة علمية ومنهجية تحقق الأهداف، وتكشف الحقائق الناصعة للإسلام، وتعمل على الإقناع والتعريف بها». المواجهة الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر يقول: «إن الإسلام في الغرب يواجه محنة كبيرة لأسباب عديدة، أهمها ظهور هؤلاء الشراذمة من المنتمين لخفافيش الظلام من الجماعات الإرهابية، والسبب الثاني أن بعض المسلمين الذين يسيحون في الأرض بين البلاد الأوروبية أو أميركا أو آسيا، يشوهون صورة الإسلام بما يفعلون من سلوكيات نهى عنها الشارع الحكيم، وحذر منها، وإذا أضفنا ذلك إلى الصورة النمطية الآن عن الشعوب الإسلامية وما يتخللها أو يشملها من ضعف وتفكك وقلة إنتاج وتخلف وجهل وأمية واقتتال، فإننا نشعر أن من ينظر للمسلمين في الغرب بشكل خاص وللعالم الإسلامي بشكل عام، تنفره هذه الصور المتعددة عن المسلمين، لا نقول عن الإسلام، بل نقول عن المسلمين، ولهذا فنحن نحتاج إلى خطاب جديد بعد أن ثبت أن الخطاب الإسلامي في العصر الحديث يعتبر ضعيفاً إلى حد كبير بسبب هذه الأمور، وعلينا أن نكشف أمام الرأي العام الغربي جمال الإسلام، وما في التشريع الإسلامي من تيسير ورحمة وتسامح وتعاطف ومودة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©