الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الثعلب الشرير ·· جهد إخراجي عالٍ لنص متواضع

الثعلب الشرير ·· جهد إخراجي عالٍ لنص متواضع
24 ديسمبر 2007 22:50
بدأت عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل على خشبة قصر الثقافة في الشارقة في تظاهرة هي الأهم للطفل في الإمارات التي تعنى بتقديم مادة فنية للطفل، وتقدم من خلالها مجموعة من العروض المسرحية في مهرجان مدعوم من جمعية المسرحيين ومن دائرة الإعلام والثقافة· العرض حمل اسم ''الثعلب الشرير'' وهو لفرقة رأس الخيمة الوطني من تأليف الكاتب سعيد اسماعيل وإخراج محمود أبو العباس وتمثيل كل من مبارك خميس وحسن بلهون وعبد الله الحريبي وزينب عبد الله ونورة علي محمد ومحمد السيايدة وماجد الصوري وسالم بن عبود· اعتمد المخرج في هذا العرض على قناع الحيوانات كما يجري عادة مع مسرحيات الأطفال في تقديم حيوانات على لسان البشر يقرب من خلالها قصص الخير والشر التي رغب في أن يقدمها للأطفال ضمن ما يعرف الالتزام بنصائح الأهل والتعويد على الفضيلة والأخلاق والابتعاد عما يمكن أن يشكل حالة شر في حياة الطفل · لسهولة طرح أفكار كهذه لجأ المؤلف إلى قصة معروفة قدم من خلالها الحبكة الأساسية لقصة أم الارنوبة التي تطلب من ابنتها الأرنوبة ألا تغادر المنزل في غيابها إلا أنها لا تلتزم بهذا الكلام وتفعل عكسه بعد أن تعرضت لخديعة من قبل الثعلب والقرد، المؤلف ربما أحس أن القصة واسعة الانتشار فقام بإضافة شخصيات أخرى أو فلنقل حيوانات أخرى على جسد القصة مثل الأسد والقرد والكلبون وغيرهم وبالتالي صار هناك مجال من أجل إيجاد توليفة قصصية جديدة ولكن هذا لا يحسب للعرض لأن تلك التوليفة لم تشكل إضافة حقيقية على القصة الأم، ولا ندري الأسباب التي تبعد الكتاب عن تأليف حقيقي لقصص أطفال جديدة في مدارات ومحيطات تتناسب وأطفال هذه الأيام الذين يتعاملون مع تكنولوجيا الحياة العصرية كما الكبار وأحياناً أفضل منهم، دائماً يكون هناك استسهال في سرد قصص مكرورة ومعادة لطفل لا يحسب لمداركه المتطورة حساباً كبيراً · وبالعودة إلى عرض الافتتاح الذي لم يبشر خيراً فقد تحركت الشخصيات بحرية على خشبة المسرح وجرى استخدام كل الأساليب الفنية والموسيقية التي من شأنها الارتقاء بعرض للأطفال يثير خيالهم ويجعلهم قريبين من روح القصة الجديدة القديمة، وهنا لا بد أن نشيد بالجهد الذي بذله المخرج محمود أبو العباس في تجربته الجديدة لمسرح الطفل في رواية الأحداث محققاً عنصر الإقناع بالغابة كمكان افتراضي للشخصيات · عرض الثعلب الشرير لا يبتعد عن الجو العام السائد الذي ولد مع المهرجان بتقديم حكايات نمطية عن القرد والثعلب والكلب والحيوانات الأخرى الأمر الذي نأمل أن يرتقي وبالمقابل يجعلنا نسأل عن الأطفال الذين تخاطبهم العروض وعن الجدوى من إعادة تقديم حكايات معروفة· أليس جديراً بالطفل العربي أن تقدم له قصص أخرى غير تلك التي يجب أن يستمع إليها وإلى نصائحها والفضائل التقليدية فيها منذ سن الخامسة إلى العاشرة مثلاً··!
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©