الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصيدليات البريطانية متورطة في بيع الأدوية بالخارج

الصيدليات البريطانية متورطة في بيع الأدوية بالخارج
7 مايو 2009 00:16
أضحى مخزون المئات من أنواع الأدوية والعقاقير في بريطانيا يتجه وبسرعة إلى التراجع والانخفاض بعد أن شرعت العديد من الشركات الصيدلانية في تصدير المؤن الطبية إلى خارج المملكة المتحدة سعياً إلى جلب الأرباح عبر التكسب من ضعف الجنيه الاسترليني. ولقد توافرت العديد من الدلائل التي تشير إلى أن الصيادلة أصبحوا يطلبون كميات متجاوزة من الأدوية في ممارسات تنطوي على الاحتيال في بعض الأحيان بغية بيع المخزون في وراء البحار وتحقيق الأرباح من الأسعار العالية بالعملات الأجنبية. وعلمت صحيفة التايمز مؤخراً أن تجار الأدوية بالجملة قد لجأوا مؤخراً إلى تحديد كميات 370 من الأدوية التي تزود بها الصيدليات التي يعتقد بأنها متورطة في عملية التحايل. ويخشى تجار الجملة فيما يبدو من أن تؤدي هذه الصادرات والتي أسفرت عن نقص مؤقت حتى الآن إلى إمكانية حرمان بعض المرضى من الحصول على الأدوية والعقاقير التي يحتاجونها بشدة، وفي الوقت المحدد بحيث تؤدي إلى وفيات. لذا فقد عمدت الشركات المصنعة وتجار الجملة مؤخراً إلى مراقبة طلبيات شراء الأدوية التي تواجه مخاطر النقصان أكثر من غيرها في ظل ارتفاع حالات استنزاف مخزون هذه العقاقير في الأشهر الأخيرة. وإلى ذلك فإن القيمة المقدرة للأدوية التي تم تصديرها للخارج من قبل الصيدليات البريطانية قد ارتفعت إلى مستوى 30 مليون جنيه استرليني في مارس من مستوى يتراوح ما بين 15 و20 مليون جنيه استرليني في وقت قريب لا يتعدى نوفمبر الماضي علماً بأن قيمة السوق السنوي لا تزيد على 360 مليون جنيه استرليني وفقاً لإحصائيات شركة إي إم إس هيلث المعنية بالبيانات والاستشارات في الصناعة. ويشار أيضاً إلى أن هذا السوق لم يشهد مثل هذه الصادرات وبأي قدر يذكر قبل عام فقط من الآن. وفيما يبدو فإن تزامن عملية الاستنزاف مع تشديد قبضة الشركات المصنعة وباعة الجملة على الإمدادات قد جعل من الصعوبة بمكان على العديد من الصيادلة الحصول على أنواع بعينها من الأدوية والعقاقير. فقد أصبحوا يعانون وبشكل متزايد من النقص في المخزون وتلبية الطلب بحيث بات يتعين على المرضى الانتظار ليوم أو يومين في الوقت الذي يواصل فيه الصيدلاني الاتصال بتاجر التجزئة أو الشركة المصنعة من أجل توفير الدواء. ولقد أصبح عقار «نيكسيوم» من إنتاج شركة استرا زينيكا والذي يحظى بشعبية جارفة في معالجة قرحة المعدة قبل أن يحقق مبيعات عالمية بقيمة 1.2 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام ضمن قائمة 25 عقاراً أصبحت الصيدليات البريطانية تشكو مراراً من مشاكل تتعلق بالحصول عليها الآن وفقاً لما ذكرته لجنة الخدمات الصيدلانية التي تمثل 11 ألف صيدلية في بريطانيا. ولقد جاء عقار بلافيكس المعالج للجلطات وأمراض القلب من إنتاج شركة سانوفي - افينيس ضمن قائمة العقاقير الخمسة وعشرين التي أصدرتها اللجنة. ولاحظ المتحدث الرسمي لشركة استرا زينيكا ان هناك «بعض الحوادث المنعزلة في النقص في عقار «نيكسيوم» ولقد تم التعامل معها بكفاءة ويسر» ولكنه أضاف قائلاً «إذا ما استمررنا نشهد ازدياداً في أعداد الصيدليات التي تتاجر في الأدوية الطبية في خارج بريطانيا فلن يصبح بإمكاننا التصدي للنقص المحتمل في العقاقير في المستقبل». على أن هذه الممارسة التي تعتبر غير مشروعة قانونياً قد شهدت نمواً مقدراً في الأشهر الأخيرة بسبب انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني وبشكل جعل من المربح شراء الأدوية بالاسترليني ثم بيعها بعملة اليورو. وبالإضافة لذلك فقد جاء إنقاذ مشروع تنظيم أسعار السلع الصيدلانية ليفرض خفضاً في الأسعار بنسبة 5% على الأدوية التي تشتريها خدمة المستشفيات الوطنية البريطانية مما أضاف زيادة في الأرباح التي يمكن استدرارها من بيع العقاقير في الخارج. والآن فإن حوالي 10% من الصيدليات البالغ إجماليها 12.500 صيدلية في بريطانيا أصبحت متورطة في عمليات التصدير وفقاً لإحصائيات شركة إي إم إس هيلث وبشكل جعل 370 نوعاً من الأدوية الأكثر طلباً وأغلى سعراً تواجه مخاطر النقص والانعدام. وكما يقول ديفيد بيكر المدير التنفيذي لاتحاد أطباء المستشفيات «إنها مشكلة بالغة الخطورة ربما تؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص الذين في أمس الحاجة لبعض الأنواع من العقاقير. وفي السابق لم نكن نواجه هذه المشكلة ولكن الأدوية لم تعد موجودة الآن لأنها تذهب إلى خارج الدولة». عن «تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©