عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
استبعد محللون ماليون، طرح اكتتابات أولية جديدة في أسواق الأسهم المحلية خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب التراجع الذي تشهده الأسواق حالياً.
وأجمعوا على أن عدم تغطية اكتتاب مسار سيوليوشنز، يعود إلى ظروف السوق الثانوية المتأثرة بتراجعات أسعار النفط، وليس لشح السيولة، مطالبين بتأجيل الاكتتابات الجديدة إلى النصف الثاني من العام، على أن يكون ذلك من خلال برنامج زمني يراعي ظروف الأسواق وتوفر السيولة.
وأرجأت شركة مسار سيوليوشنز اكتتابها الأولي وألغت إدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية الشهر الماضي، بسبب عدم التغطية.
ولم يجمع اكتتاب «مسار» الذي امتد خلال الفترة من 11-25 يناير الماضي في المبلغ المستهدف البالغ 575 مليون درهم من خلال طرح 240 مليون سهم بسعر 2,40 درهم للسهم الواحد، الأمر الذي أرجعته الشركة إلى تقلبات الأسواق المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط.
وقامت شركة مسار برد الأموال إلى المكتتبين الذين لم يساهموا سوى بنسبة 15% من حجم المبلغ المستهدف، بحسب ما قالت مصادر ببنوك الاكتتاب لـ«الاتحاد».
وأضافت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن عدم الإقبال على اكتتاب شركة مسار، بعث مخاوف عدة لدى شركات كانت تخطط منذ العام الماضي في طرح أسهمها للاكتتاب العام خلال 2015، خصوصاً بعد تغطية 4 اكتتابات في سوق دبي المالي غالبيتها في الربع الأخير من 2014 أكثر من مرة، وهي شركات ماركة، وإعمار مولز، وأمانات، ودبي باركس.
وقال رئيس مجلس خلف الحبتور مجموعة الحبتور في ديسمبر الماضي: إن إدارة المجموعة - التي تردد أنها تعتزم طرح أسهمها عام 2015 - تراجع الاكتتابات الأولية بشكل دوري وتدرس الأمور المتعلقة بهذا الموضوع، غير أنها فضلت تأجيله إلى الوقت المناسب.
ويخشى محللون ماليون من أن يؤدي تأجيل اكتتاب مسار إلى ركود جديد لسوق الاكتتابات الأولية الذي استأنف نشاطه العام الماضي، بعد ثلاث سنوات من الركود، حيث كانت آخر اكتتابات عام 2011 في سوق أبوظبي لشركات دار التأمين، ووطنية للتأمين، وإشراق العقارية.
ظروف السوق
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن اكتتاب مسار، جاء ضحية للظروف التي تمر بها أسواق الأسهم والتي أدت إلى تراجع كبير لأسهم الشركات المدرجة حديثة في سوق دبي المالي دون سعر الاكتتاب، الأمر الذي لم يشجع المستثمرين عن المشاركة في اكتتاب جديد يمكن أن يشتروا أسهمه بأقل كثيراً عند إدراجه في السوق.
وأضاف:«إن سهم مسار طرح للاكتتاب بسعر 2,40 درهم، في حين توقع كثيرون تداوله بسعر يقل كثيراً عن ذلك، عند إدراجه رسمياً في سوق أبوظبي، الأمر الذي يعني عدم جدوى الاكتتاب بالنسبة لكثيرين».
وأفاد بأن تقويم سعر السهم عند هذا السعر الذي يراه البعض مرتفعاً، ليس سبباً في عدم تغطية الاكتتاب، بل كان السبب الرئيس ظروف السوق التي أثرت بالسلب، وستؤثر على أي اكتتابات جديدة قد تطرح في المرحلة الحالية، مؤكداً أن اكتتاب مسار سيكون له تأثير كبير على الأطروحات الجديدة في ظل سوق ثانوية متراجعة.
وقال ياسين إن الشركات التي كانت لديها النية للطرح الأولي بدايات العام الحالي، ستعيد النظر في خطتها بناء على أرجاء طرح مسار، وسط توقعات بأن تتأخر هذه الاكتتابات إلى النصف الثاني من العام إلى حين تحسن ظروف الأسواق المالية.
توافر السيولة
ومن جانبه، قال المحلل المالي وضاح الطه، إن عدم تغطية اكتتاب شركة مسار، لا يعني شح السيولة في أسواق الإمارات التي تتمتع بسيولة هائلة لدى البنوك تصل إلى 1,4 تريليون درهم، بحسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن مصرف الإمارات المركزي.
واتفق مع ياسين في أن تداول الأسهم حديثة الإدراج في سوق دبي المالي دون سعر الاكتتاب، أوجد احتمالية بنسبة 80% من تداول سهم أي شركة جديدة في السوق دون سعر الاكتتاب أيضاً، ما دفع المستثمرين إلى تفضيل عدم المشاركة في الأطروحات الأولية الجديدة في المرحلة الحالية، طالما أن سعر الشركة سيتراجع عند الإدراج.
عدد اليوم
