الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة مجانية للصغار عبر التاريخ في متحف الطفل بالقاهرة

رحلة مجانية للصغار عبر التاريخ في متحف الطفل بالقاهرة
22 مارس 2010 21:17
متحف الطفل الملحق بالمتحف المصري بالقاهرة فريد من نوعه لأنه أول متحف للأطفال يجمع بين قطع أثرية أصلية ونماذج من الليجو تصور المراحل المختلفة للتاريخ المصري القديم. ويقول الدكتور زاهي حواس -أمين عام المجلس الأعلى المصري للآثار- إن المتحف يعرض قطع آثار حقيقية تأخذ الأطفال في رحلة ممتعة لاكتشاف الحضارة المصرية القديمة وتاريخها ويتكون من ست قاعات مقسمة إلى موضوعات رئيسية لأهم أركان الحضارة المصرية القديمة مثل الحياة اليومية والكتابة والملك وعائلته والمعتقدات الدينية والعالم الآ خر عند الفراعنة وتنتهي زيارة المتحف بورشة يقوم فيها الطفل بعمل النموذج الخاص به من مكعبات الليجو. اهتمام بالطفل وتقول الدكتورة وفاء صديق مديرة المتحف المصري إن متحف الطفل يقدم خدمة جليلة وجديدة للأطفال حيث يستطيع الطفل جمع الليجو للتعرف على شكل التماثيل الفرعونية وأدوات الزينة والأهرامات وأبوالهول ويمكنه ذلك من الإدراك الحسي للأشياء عن طريق التجربة والمعايشة خاصة أن المتحف يحتوي على 19 قطعة مصنوعة من مكعبات الليجو تصور اهرامات الجيزة وأبوالهول والكاتب المصري ووجه الملك توت عنخ آمون والتابوت وادوات الزينة بالإضافة الى مجموعة من القطع الأثرية الأصلية. وتضيف: الليجو شركة عالمية منذ الثلاثينات للعب الأطفال التعليمية التي تنمي الذكاء باستعمال الطفل لحواسه وخصوصاً يديه فيتعلم عن طريق تركيب قطع الليجو التي تشبه المكعبات بجانب بعضها والشركة أقامت معرضاً منذ 15 عاماً في ألمانيا عن العصر الفرعوني وجذبت الأطفال كثيرا وأنا كأثرية اعجبت بدقة الصنع للآثار المركبة بالليجو وقررت الشركة ليس فقط إقامة المعرض بالقاهرة بل إهداء المعروضات للمتحف المصري ونجد الطفل الذي لم يتجاوز عمره العامين مشدودا للتمثال الذي يوضح بالليجو كيف بنى المصريون القدماء الهرم فيرى العمال يحملون الحجارة للبناء وكيف تُلف المومياء في العصر الفرعوني كما يتربى الأطفال على معرفة أهمية الآثار القديمة بوضعها في واجهات زجاجية تحفظها ومعرفة قيمة هذه الآثار ويدرك الطفل معنى قبل الميلاد والمعلومات المهمة القيمة بطريقة سهلة ومبسطة لا تحتاج إلى شرح وهناك تواجد بالمتحف لاثريين تربويين لتوضيح المعلومات التاريخية للأطفال وبعد أن كان المتحف المصري مصدراً لقلق الطفل بسبب الزحام أو عدم فهمه لما يراه أو عدم وجود عامل جذب مما يجعله يمل ويريد الخروج أصبح المتحف عامل جذب وبدت السعادة في عيون الأطفال واقبلوا على القراءة والاطلاع والسؤال عما رأوه والرغبة في معرفة الكثير خاصة عندما ينهي الطفل جولته في المتحف ويبدأ الورشة الفنية ليصنع بالليجو ما رآه من آثار بطريقة مشابهة للتي تم صنعها في المتحف والورشة مفتوحة لاي طفل زائر وهناك برنامج تسجل فيه رحلات المدارس بحيث لا يزيد عدد الأطفال على 15 لضمان النظام والاشراف الجيد. ذوو الاحتياجات وتؤكد الدكتورة وفاء صديق أن متحف الطفل ليس مقصورا على الأطفال الأصحاء فقط بل لذوي الاحتياجات الخاصة ايضا فالطفل الكفيف يستطيع لمس الأثر والليجو وكذلك الأصم ويجتمع كل الأطفال في الورشة الفنية بعد ذلك وقد يسبق الطفل الكفيف الطفل العادي في صنع تمثال من الليجو لزيادة نسبة تركيزه واعتماده على يده وهناك مرشدات في المتحف يستخدمن لغة الإشارة للصم والبكم. وتضيف الدكتورة وفاء: الطفل الفقير بجانب الغني يستمتع بتركيب الليجو الذي لم يره طيلة حياته وجمع الفن الفرعوني وتاريخ اجدادنا كل الشرائح والمستويات. وتقول: اريد أن يصل المتحف الى الأطفال في اماكنهم بالقرى والنجوع وبدأنا بالحقيبة المتحفية التي تحتوي على نماذج مصغرة للآثار وأفلام تسجيلية تحتوي معلومات تاريخية نذهب بها إلى المدارس وإلى ذوي الاحتياجات الخاصة ونتمنى وجود مستنسخات لهذه الآثار تذهب لهؤلاء الأطفال الذين لا يستطيعون الحضور إلى المتحف. وفي المتحف وجدنا مجموعة من الأاطفال يستمتعون بالآثار ولم يتجاوز أعمارهم الخامسة. ويقول نور الدين “5 سنوات” أعجبني المتحف واريد أن أكون بالمكعبات ما شاهدته وأكثر تمثال لفت انتباهي هو الذي يوضح جسم الملك الميت في التابوت الذهبي. وتقول جوليا: أنا سعيدة لأنني احب الفراعنة ولأن أمي احضرتني مع أصحابي لمتحف الطفل. اما بيير “6 سنوات” فيقول: جميل شكل العمال وهم يبنون الهرم. اما أدهم وحمزة وعلاء وعاليا فقد كانوا منهمكين في الاستماع لشرح المرشدة وهي توضح لهم المعدات التي كان يستخدمها الفراعنة. ايمان رسلان والدة الطفل نور الدين تقول: هذا المتحف لا مثيل له في العالم ويشعر الأطفال بأنهم في رحلة لطيفة ويحصلون على كم هائل من المعلومات عن الحضارة الفرعونية ونحن الأمهات والآباء نتعلم ايضا مع أولادنا وتغمرنا السعادة لرؤية حماس الأطفال وكيفية استثمار نشاطهم في اتجاه ثقافي ترفيهي. وتقول عالية والدة أحد الأطفال: اقترحت إحدى صديقاتي زيارة متحف الطفل ولم أكن اظن أن الاولاد في هذه السن الصغيرة سيسعدون برؤية الآثار فالفضول والحماس والرغبة في معرفة التاريخ أمر رائع كما أن المكان منظم ومناسب لقضاء رحلة ثقافية ممتعة وكذلك مكان الورشة الملحقة بالمتحف حيث يصنع الأطفال من مكعبات الليجو ما رأوه من آثار وهذه فكرة غاية في الروعة لتنمية الحس الإبداعي والخيالي عند الطفل وزيادة تركيزه فيما يراه ليستطيع تذكره بعد ذلك. رحلات مدرسية ايناس إحدى المرشدات في متحف الطفل تقول: انا خريجة خدمة اجتماعية وسعيدة بالعمل في المتحف ويوميا نستقبل رحلات من المدارس خلال السنة الدراسية وفي الإجازة الصيفية وإجازة نصف العام الدراسي يكون في المتحف نشـاط لتثقيف الأطفال عن طريق شرح الآثار والمعلومات التاريخية والأطفال يتميزون بتسـاؤلاتهم التي تؤكد تركيزهم الكامل معنا اثناء الشرح والاحظ الذكاء لديهم في تركيب الليجو ومع اننا نترك لهم حرية تركيب الشكل الذي يريدونه فإنهم يميلون لتركيب نموذج مماثل للهرم المصنوع من الليجو في المتحف أو الإنسان المصري القديم فيتعلمون فن تركيب الشكل بالتدقيق والتركيز. اما سمر فهمي وهي مرشدة وخريجة آداب عبري فتقول: المتحف فتح آفاقاً جديدة للطفل الذي لا يستطيع دفع مبالغ طائلة للتثقيف وهو مجاني ويتسم الأطفال بالذكاء واليقظة ربما أكثر من الكبار وهو ما يجعلهم دائمي التساؤل. ورأينا رحلة لمدرسة فتيات ووجدناهن سعيدات بالتصوير داخل المتحف. وقالت فاطمة الزهراء “في الصف الرابع الابتدائي”: هذه أول مرة أحضر للمتحف وانا سعيدة لأنه مخصص للأطفال فقط ومهما سمعنا عن التاريخ الفرعوني في المدرسة فإن ذلك ليس كرؤية الآثار ولن انسى المعلومات واتمنى أن تتكرر هذه الرحلة وأكثر ما شدني التماثيل الأثرية الصغيرة للإنسان المصري القديم. وتقول منة: اتمنى أن يكبر هذا المتحف وتكون فيه آثار أكثر وسأدعو صديقاتي بالمراسلة في الدول العربية والأجنبية لزيارة متحف الطفل.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©