الحصول على تاكسي في دبي يتحول إلى «مهمة» سهلة

تحول أمر الحصول على تاكسي في دبي مهمة سهلة بحسب الركاب، لكن في حين يرد السائقون ذلك إلى انخفاض أعداد الزبائن، تنفي مؤسسة «تاكسي دبي» ذلك مبينة عبر إحصائيات ارتفاع عدد مستخدمي التاكسي في دبي. ترسم جنى ابتسامة صفراء تخفي شماتة مكبوتة بعد أن «انقلب السحر على الساحر» على حدّ قولها، وبات سائقو التاكسي في دبي يتسابقون للحصول على راكب حتى في المناطق المكتظة في مشهد لم تتوقع حدوثه يوماً. فخلال السنوات الأربع السابقة التي عاشتها جنى في منطقة ديرة، كانت مسألة إيجاد تاكسي «مهمة مستحيلة» لابدّ من خوضها يومياً لفترات طويلة تشعر فيها جنى انها تمتد دهوراً خصوصاً خلال فصل الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة، أما اليوم، فإن فترة انتظار التاكسي لم تعد تدوم لأكثر من دقائق عدة. وهكذا، سادت حالة استغراب جماعية بين جنى ورفاق الحي الذي تسكن فيه، إذ لم يعد هناك من ضرورة لاستجداء عطف السائق خلال الازدحام، أو الصراخ عليه من خلف الزجاج لأنه عمد إلى إقفاله والضغط على القفل المركزي في سيارة التاكسي الفارغة، أو عرض 10 أو 20 درهماً على السائق تضاف إلى كلفة الرحلة التي في معظم الأحيان يرفضها. إنها أيام «شهر العسل» الذي بدأ متأخراً مع ركاب المناطق المزدحمة. لكن في الجانب الآخر من القصة، لا تبدو الأمور «عسلاً» بالنسبة لسائقي التاكسي، فرفاهية الحصول على تاكسي التي هبطت فجأة على الركاب في دبي يعود سببها أساساً إلى انخفاض نسبة الركاب بحسب ما أوضحه جميع السائقين الذين التقتهم الـ»الاتحاد» من دون اسثناء. وأجمع هؤلاء السائقون على أنه مقارنة بالعام الماضي، انخفض عدد الركاب بنسبة تتراوح بين 30% و40%، في حين ذكر آخرون أن هذه النسبة وصلت الى 60% . وفي هذا الإطار، قال راجان أحد السائقين الذي يعمل في مؤسسة تاكسي دبي منذ ثلاث سنوات، إنه لم تمر عليه فترة «كساد» كما هو حاصل منذ بداية الأزمة المالية التي ألمّت بالعالم أجمع. وأبدى راجان استغرابه من انخفاض نسبة الركاب خلال موسم الشتاء الذي عادة ما يجمع السائقون خلاله «غلّة وفيرة» نظراً لزيادة عدد السياح وزوار البلد خلال تلك الفترة. أما السائق عبدالرحمن، فيروي بخليط من الكلمات العربية والباكستانية انه خلال «ايام العز» السابقة «غادر أحد السياح الخليجيين الذي أقللته من مطار دبي في الليلة نفسها بعد أن تعذر عليه إيجاد غرفة في عدد من الفنادق خلال رحلة في سيارة التاكسي استمرت أربع ساعات». من جهته، أسف عبدالرحمن للحال الذي وصلت اليه «البيزنس» هذه الأيام، آملاًً ان تعود الأمور الى نصابها «والبقشيش» الى حاله خلال فترة بسيطة. ارتفاع عدد مستخدمي التاكسي في ظل هذه الصورة التي تظهرها آراء الركاب وسائقو التاكسي، تنفي مؤسسة «تاكسي دبي» أي انخفاض في عدد الركاب، اذ تشير احصائيات المؤسسة إلى ان عدد الركاب الذين استخدموا اسطول تاكسي دبي في العام 2007 وصل الى 40.6 مليون راكب، وارتفع في العام 2008 الى 45.3 مليون راكب. ولفتت هذه الإحصائيات إلى أن حجم الأسطول ارتفع خلال العام 2008 ليصل الى 3449 سيارة مقارنة بـ3068 سيارة في العام 2007، بالإضافة الى أن مستوى أداء تاكسي دبي في العام الماضي ارتفع من 76% ليبلغ 82% مقارنة بالعام 2007، كما تحسّن مستوى رضا العملاء ليرتفع الى 71% في العام 2008 بعد أن كان 57% العام 2007. وانخفضت الشكاوى، بحسب الإحصائيات، بمعدل شهري من 1330 في العام 2007 الى 900 شكوى خلال العام الماضي انحصر معظمها في خانة رفض توصيل الركاب. وبالنسبة لزيادة حجم الأسطول خلال العام الجاري، أعلنت المؤسسة انها تتابع حاجة السوق وانعكاس المتغيرات الاقتصادية على نشاط هذا القطاع، وتبعاً لذلك ستقوم بوضع الخطط الكفيلة بتلبية حاجة السوق، كما أنها تركز في استراتيجيتها الحالية على التطوير الإداري.