أصاب سهم موانئ دبي العالمية عدد كبير من المستثمرين الأفراد غير المؤسساتيين بالإحباط الشديد بعد الأداء السيئ للسهم منذ إدراجه في السادس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي وانهياره إلى ما دون سعر الإصدار بعد اول يومين من الإدراج واقترابه من دولار واحد بعد ان وصل الى سعر 1,1 دولار في السابع عشر من شهر ديسمبر الحالي ليفقد بذلك ما بين 20 الى 25% من قيمته،وهو الأمر الذى فتح الباب واسعا أمام الصناديق التى لم يتم التخصيص لها لتجميع السهم بأسعار متدنية للغاية بعد ان اضطر مستثمرون التخلص منه تحت ضغوط ضعف الدولار وشائعات فك الارتباط والعودة الى الاستثمار في سوق الاسهم المحلية التى شهدت انتعاشة قوية في الفترة الاخيرة·
وبرغم نجاح السهم في تحريك التداول في بورصة دبي العالمية بيعا وشراء منذ أول ايام الإدراج ونقل أرقام التداولات فيها من الخانة صفر الى خانة المليار،الا ان الآمال التى كانت منعقدة على قدرة السهم في جذب المستثمرين الأفراد الى البورصة لم تتحقق بالشكل المطلوب الأمر الذي أربك حسابات البورصة مجددا،انتظارا لادراجات جديدة مماثلة محتملة مثل طيران الامارات ودوبال وغيرها من الشركات ذات العيار الثقيل·
ويرجع محللون ماليون الاداء السيئ للسهم لعدد من العوامل اهمها تقييم سعر السهم عند مستوى 1,30 دولار كان مبالغا فيها وربما يكون قد ظلم السهم طالما كان هناك امكانية لتحديد سعر اخر ضمن النطاق الاسترشادي الذى تراوح بين دولار و دولار وثلاثون سنتا،وذلك الى جانب تزامن الإدراج مع التكهنات التى انتشرت حول فك الارتباط بالدولار او اعادة تقييم سعر الدرهم الامر الذى دفع البعض الى التخلي عن الاسهم الدولارية والتوجه نحو سوق الاسهم المحلية حيث التعاملات بالدرهم والاستفادة من الزخم الذى تشهده الاسواق في هذه المرحلة،اخذا في عين الاعتبار ايضا ضعف الدولار في الاسواق العالمية·
ويقول ايهم مارديني محلل مالي في شركة ''مباشر'' ان سهم موانئ دبي نجح منذ اول يوم ادراج له في بورصة دبي العالمية ان يحقق نقلة تاريخية في اداء البورصة حيث صعد بقمية التداول من صفر او 30 الف درهم في اليوم الى اكثر من مليار درهم،الى جانب انه اعاد الثقة لشركات الوساطة المعتمدة في البورصة بعد اشهر طويلة من الركود·
واضاف مارديني انه بالرغم من ذلك الا ان السهم فشل في جذب المستمثرين الافراد للسوق وذلك لاسباب مختلفة اهمها انه مقوم بالدولار في وقت يشهد في الدولار تراجع كبير في قميته،الى جانب عدم معرفة المستثمرين في السوق المحلية ببورصة دبي العالمية بالشكل الكاف،وأيضا تزامن الاداراج مع انتعاشة سوق الأسهم المحلية·
وحول سيناريو اداء السهم خلال اول شهر من أدراجه قال مارديني ان طريقة الاكتتاب في سهم الموانئ بنظام بناء سجل الأوامر كانت جديدة على السوق وتوقع المستثمرين وخاصة الأفراد ان يحدث ارتفاع قياسي للسهم مع أول يوم إدراج له كما يحدث في الادراجات بالبورصات المحلية،الا ان الأمر جاء مختلفا فالسهم لم يصعد سوى 5,5 % في أول يوم واخذ يهبط في اليوم الثاني عندها قام الغالبية بالتخلص من السهم والخروج بسرعة لوقوعهم تحت ضغط القروض والتسهيلات المصرفية لتسديد التزاماتهم للبنوك مما دفع الى السهم الى اختراق سعر الإصدار هبوطا دون رجعه،ليفتح الباب إمام المستثمرين والصناديق التي لم يتم التخصيص لها في الاكتتاب الدخول بقوة وتجميع السهم على أسعار متدنية،حيث مثلت الأسعار الحالية فرصة ذهبية لهم·
واضاف ان اختراق السهم حاجز الدعم عند 1,10 وهبوطه الى 1,1 زاد من المخاوف،الا ان ارتداه الى 1,17 دولار في اليوم ذاته اعاد الثقة مرة اخرى،متوقعا ان يظل السهم في حالة تذبذب الى ان يعود الى الارتفاع مجددا في العام ،2008مع اتساع قاعدة المستثمرين طويلي الأجل·
واللافت أن التداولات على سهم موانئ دبي العالمية لم تؤثر بالشكل المأمول على قيمة الأوراق المالية المدرجة في البورصة والتي يبلغ عددها 12 ورقة، إذ بقيت غالبيتها دون حركة تذكر ولم تعمل الحركة النشطة نسبيا لسهم موانئ دبي على تحفيز الأسهم الأخرى·
ويرى محللون أن أداء البورصة التي تأسست في سبتمبر 2005 يعتبر جيدا، إلا أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على نجاحها في استقطاب المستثمرين الدوليين الذين تسعى البورصة أصلا وراءهم للاستفادة من سوق متنامية لعمليات الطرح العام الأول وإتاحة الفرصة أمام الشركات الأجنبية للنفاذ إلى ثروات دول الخليج·
عدد اليوم
