قلبها كتاب مفتوح وحياتها بلا أسرار وضحكتها تسبق غضبها ومشاعرها تقرأها من نظرة عينيها· اسمها الحقيقي صافيناز مصطفى قدري وهو اسم فارسي معناه ''غصن البان '' وسميت به نسبة إلى إحدى قريبات والدها، أما ''بوسي'' فهو اسم الدلع وسميت به نتيجة لحركاتها التي تشبه القطط·
الوقوف أمام المرآة لم يكن غريباً بالنسبة لبوسي، فهذا ما كانت تفعله وهي صغيرة: كانت تهوى تقليد الفنانين فتقف أمام المرآة وتحدثها وكأنها تمثل مشهدا رأته في التليفزيون أو على شاشة السينما، لكنها تقف اليوم أمام المرآة لتبوح لها بالكثير عن طفولتها وحبها وأحلامها فماذا قالت؟
قبل دخولي عالم الفن كنت طالبة محبوبة من أساتذتي، وكنت شقية رغم أن من يراني للوهلة الأولى يظن أنني هادئة· ودخلت عالم الفن من خلال برامج الأطفال في الإذاعة المصرية مع ''ابلة فضيلة'' ثم في التليفزيون مع ''ماما سميحة''، وجاء ذلك عن طريق الصدفة عندما طلب صديق والدي وجارنا مصطفى السنان أن يصطحبني للعمل في احد برامج الأطفال في التليفزيون لما لمسه في من موهبة· عارض والدي في البداية لأنه يخشى أن أهمل دراستي لكن والدتي وشقيقتي هدى استطاعتا إقناعه والتأثير عليه·
كان عمري 14 عاما عندما رشحني المخرج محمد فاضل لبطولة حلقتين من مسلسل ''القاهرة والناس'' أمام نور الشريف عام ·1968 كان اللقاء الأول بيننا في حلقة بعنوان ''طعم الحياة'' وقتها شعرت بإحساس غريب تجاه نور الشريف زاده نظراته الرومانسية لي من حين لآخر واهتمامه البالغ بي، وفي إحدى المرات تعطل التصوير وفرحت جدا لأن ذلك سهَّل علينا التعارف بعيدا عن العمل حتى جاءت اللحظة واعترف لي فيها نور بحبه وأصبت بالحرج والارتباك·· كانت المرة الأولى في حياتي التي اعرف فيها طعم الحب، واستمرت قصة حبنا أربع سنوات قبل أن يعرض عليَّ نور الزواج· طلبت منه أن يذهب لوالدي ولم اشك لحظة في انه سينال إعجاب العائلة، إلا أنني صُدمت بموقفهم عندما عارضوا هذا الزواج، لكن إصراري على الزواج من نور ومحاولاته الدؤوبة كانت سببا في تجاوز هذه الصخرة الصلبة، وتم الزواج عام 1972وكانت الثمرة ابنتينا ''سارة ومي'' إلى أن حدث الانفصال مؤخرا·
بعيدا عن العمل أنا امرأة عادية، ربما لا أهوى دخول المطبخ لكني أدير منزلي بشكل جيد، واهتمامي بجمالي ورشاقتي ليس لأني فنانة ولكن لأنني امرأة تعشق التغيير·
وتتمتع بوسي بعدد من الهوايات منها القراءة فهي تقرأ لكبار الكتاب، وتحتفظ في مكتبتها بكل روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وإسماعيل ولي الدين، بالإضافة إلى قراءاتها المتعددة في التاريخ والآثار الفرعونية، كما تهوى السباحة والمشي والسفر·
وترى أن النجومية هي حب الناس وكلما تحقق للفنان هذا القدر من البساطة والحب وصل سريعا إلى القلوب· وتقول: أنا بسيطة في جميع الحالات وإن كانت البساطة ضعفاً فهو ضعف جميل مثل ضعف الأم أمام أولادها والزوجة أمام زوجها·
لا مكان للتفاؤل والتشاؤم في قاموس بوسي فهي - على حد قولها- ''قدرية وأشعر بالفرحة والتفاؤل عندما أستمع إلى الأذان وصوت الكروان''·
عدد اليوم
